تتسم اعمال السينما الرقمية الجديدة أو المستقلة أو البديلة فلنختر أي أسم علي هوانا حيث التسمية لاتعني أي أهمية بقدر المسمي بقدر كبير من الحرية وكسر تابوهات الرقابة السائدة في محيط السينما التجارية وهي محظورات يحدد الحجم الاكبر منها صانعو السينما السائدة انفسهم من قبل ان تملي عليهم الرقابة اي الزام, فالبداية تأتي من اختيارهم للموضوع الذي يتناولونه ثم طريقة تناوله وهي مراحل يتجنبها صانعو السينما السائدة ولا يرغبون الخوض فيها, لان تغيير السائد يعني قدرا من الجدية في الكثير من الاحيان والجدية تعني العمق والعمق يعني الملل عند المتفرج من( وجهة نظرهم) وبالتالي يجب تجنب هذا بشتي الطرق( ان كنت تود العمل في الوسط), وقد كان فيلم اسامة فوزي( بحب السيما) خير دليل علي ان السينمائي عندما يقتنع بفكرة من الممكن ان يتغلب علي كل العناصر الرقابية سواء كانت رسمية او شعبية, وان كان فيلمه واجه الكثير من الصعوبات ولم يستطع انتاج فيلم جديد إلا بمساعدة منحة وزارة الثقافة. إعمال لسينمائيين الديجيتال تتسم بقدر كبير من الحرية في طرقها لموضوعات تعتبر من المحرمات والكبائر في المجتمع المصري مثل الدين والجنس والسياسة وهو ما جعل بعض الاصوات تعلو مطالبة بفرض الرقابة علي افلام السينما المستقلة( علاء سالم: حذار من السينما المستقلة الاهرام25 ابريل2007) من الواضح ان طبيعة النشأة التعليمية والاحتكاك مع الثقافة الاجنبية أو حتي مجرد وجود ثقافة فقط سواء كانت سينمائية أو غيرها جعل العاملين في السينما المستقلة يختفلون بعض الشيء عن الثقافة السائدة في المجتمع المصري والمتمثلة في الفكر الديني المتزمت وانشغال المجتمع المصري بقطبية الحلال والحرام في العديد عن الموضوعات التي لا تتحمل مثل هذا الجدل.. وقد كان للسينما المستقلة صولات وجولات في مجال ارتفاع الاصوات المنددة بما تطرحه من افكار تتسم بقدر من الحرية في موضوعات الجنس والدين فقد اثار الجنيه الخامس لاحمد خالد الكثير من الجدل عند عرضه وتعالت الاصوات المنددة بفيلم سنترال من اخراج محمد حماد عند عرضهما عرضا خاصا في جمعية الفيلم وجمعية نقاد السينما اما هديل نظمي وفيلمها الاسانسير فاتخذته احدي الصحف الصفراء هدفا لشن الهجوم عليه مع مزيج من الافتراءات والوشاية باشياء غير موجودة فيه بغرض تهييج الرأي العام وزيادة المبيعات, حيث ادعت بان هناك فتاة محجبة تحبس داخل مصعد حتي يتم دخول شاب عليها لتخلع حجابها وتلقي بنفسها بين احضانه, مع ان الفيلم ليس به سوي شخصية واحدة للفتاة وليس هناك اي شاب بالفيلم. تسبح السينما المستقلة ضد التيار السائد في المجتمع المصري من تدين شكلي وتعامل مع الدين بمبدأ الادخار للزمن و دي نقرة ودي نقرة والحاجة للفتاوي في كل كبيرة وصغيرة والوصول بالمرأة الي نموذج المرأة البدوية والذي يعتبره البعض قمة الدين الي آخر الظواهر التي نعرفها ونعيشها ويمارس علينا ارهاب يومي من دعاتها في الجنيه الخامس لاحمد خالد تتم محاكمة ظاهرة التدين الظاهري السطحي مع فتاة محجبة تلقي بنفسها بين احضان شاب في الاتوبيس المكيف تحت نظر السائق الذي يغض النظر عما يحدث ويستمع للقرآن طمعا في الجنيه الخامس باقي التذاكر. في السنترال يقدم محمد حماد مجتمعا فاسدا فاسقا من المتدينين شكلا يعرف كل واحد حقيقة الآخر ولكنهم يتغاضون عن مصارحة بعضهم البعض. الفت عثمان تقدم واقعا سياسيا قاتما في نشرة اخبار مع فاصل اعلاني احمد غانم في الوان من الحب زوجة تتذكر زوجها المتوفي من خلال مشاهد لعلاقتهما السابقة مع احتسائهما للخمور. في الصبية والحشيش اخراج اياد طه علاقات جنسية محرمة تحت تأثير الحشيش, اما ايمان النجار في( متأخرة) من خلال رائعة سينمائية ولغة تعبير سينمائي راق تقدم مشكلة فتاة تأخرت عندها العادة الشهرية فتخشي ان تكون حامل من علاقتها مع شاب. تامر البستاني يقدم ازدواجية المجتمع في عمل تسجيلي عن فتاة تتقدم لعمل اختبار تمثيل في حين تظهر امها المحجبة لتكلمها عن ابيها المتشدد في نفس الوقت تتلقي الفتاة مكالمات من شاب يعاكسها بعد تعطل المصعد بها فتنسي ازمتها وتخلع الحجاب وتصفف شعرها ويكون المشهد النهائي هو غلق باب الاسانسير الحديدي مثل باب الزنزانة في رمز واضح عن السجن الذي تسجن فيه الفتاة نفسها. رامي عبدالجبار يعود ليوسف ادريس وبيت من لحم ليعرفنا علي تواطؤ اخر نابع من الفقر الذي يجعل الاخوات يتزوجن من شيخ اعمي واحد متزوج فعليا من واحدة منهن ولكنهن كلهن يشاركون الكل يشاركه الفراش اعتمادا علي انه لايري لكنه يعلم والكل يعلم ولكن الكل متواطئ. [email protected]