كل سنة ومصر وأنتم بخير, رمضان علي الأبواب واكتملت استعدادات الحكومة بالسلع والياميش, ويتوالي الاعلان عن المسلسلات والبرامج التي تحتاج الي خمسين ساعة مشاهدة يوميا ولانعرف في أي وقت يكون العمل والنوم فضلا عن العبادة والتأمل في معني الصوم ن نتحدث عن ذلك وانما دعونا نتوقف أمام السيل الجارف من اعلانات التبرع في شهر رمضان, ونحن هنا لانملك دليل ادانة للقائمين علي تلك الجهات بل ونسارع بالقول ان الأصل هو القبول بسلامة القصد وافتراض النوايا الحسنة, ولكننا نشير الي بعض الملاحظات الجديرة بالبحث واعادة النظر... هناك دعوة للتبرع لأطفال غزة ومستشفياتها وطالما نتحدث عن فلسطين, فهل لنا ان نتساءل, ماذا عن أطفال الضفة وعن بقية الأطفال في الأراضي المحتلة.. نفس الأمر ينطبق علي دار فور, فماذا عن الأطفال المسلمين في بقية السودان و الصومال وموريتانيا واليمن وجيبوتي وغيرها من بلاد المسلمين.. أخشي ان يكون للسياسة وتوجهاتها وأوضاعها سبب في ذلك التخصيص الذي لاينبغي الأخذ به ونحن بصدد التبرع لوجه الله بعيدا عن الحسابات الضيقة.. ثم نصل الي الأهم.. واليس أطفال مصر أولي بالرعاية, هناك الآلاف من أطفال الشوارع الذين في أشد الحاجة للمأوي والرعاية الاجتماعية والصحية, وفي القري والنجوع اعداد هائلة من المحتاجين الذين يرفضون سؤال الغير واظهار معاناتهم, وهؤلاء علي وجه التحديد أكثر الناس استحقاقا لمثل هذه التبرعات.. لسنا بكل تأكيد ضد أطفال غزة ودارفور, وانما نشدد علي ان مايحتاجه البيت هو الأولي حتي ولو ذهبت تلك التبرعات الي المساجد, هكذا تكون المصداقية التي لاتشوبها شائبة.. والقضية بأسرها جمع التبرعات تحتاج الي اعادة نظر وترتيب لانها باتت ساحة مزدحمة تعيدنا الي العشوائية التي تطاردنا في الكثير من جوانب حياتنا.. مرة أخري.. لانفترض سوء النية, ولكننا ندعو الي تعظيم الاستفادة وضمان وصولها الي البيت قبل الجامع وقبل الشقيق.. حتي ولو كان في غزة. muradezzelarab@hotmailcom