إنها أكبر بكثير من أن تكون مجرد حركة علاقات عامة من النوع الثقيل, فالقيادات الكبري في السعودية لم تعتد علي زيارة لبنان, والرئيس بشار الأسد لم يذهب إلي هناك منذ عام2005, وهنا تبدأ كل المفارقات, فالملك عبد الله يذهب إلي بلد كان وربما لايزال هناك من يعادي مايسمونه النفوذ السعودي فيه, والرئيس الأسد يواجه نفس الموقف, فهناك من لايزالون يتهمونه بأشياء, فذكري الحريري لاتزال تخيم علي رءوس الجميع, لدرجة أن فكرة زيارة قبره بالنسبة لكل منهما, كانت محل جدال لاعتبارات مختلفة في الحالتين بالطبع. الاستقبال في المطار كان أيضا ملفتا للانتباه, فبعيدا عن زعيم حزب الله حسن نصر الله, الذي يوجد في معسكر أكثر بعدا, ظهرت بوادر عودة الشخصية اللبنانية القادرة علي التجاوز النسبي, وإبرام التحالفات, وفك التحالفات, إذ وقف الرؤساء الثلاثة معا, سليمان والحريري وبري, مدركين أن الأمر يتعلق بلبنان هذه المرة, وأن الإشارة القادمة من الطائرة يجب أن تلتقط, وإلا فإن لبنان يمكن أن يقبل علي مرحلة لاتقل خطورة عما واجهها من قبل. هذه المرحلة, تتعلق للأسف الشديد بحزب الله, فهناك فيما يبدو معلومات محددة حول طبيعة الاتهام الذي سيوجه من جانب المحكمة الدولية لقتلة الحريري, وقد بدأت مصادر مختلفة تشير إلي أنه سوف يمس حزب الله, وليست سوريا, وبالتالي فإن علي الجميع أن يتوصلوا إلي توافق حول ما يمكن أن يتم, فالسيد حسن نصر الله, سيجد نفسه مرة أخري, وقد تم اتهامه باستخدام السلاح في الداخل, واغتيال قيادة لبنانية تاريخية, لا أقول سنية, بما سيعيد قصصا قديمة حول الطموحات التي تصاعدت لديه في وقت ما, حول مستقبل لبنان. بعيدا عن كل ذلك, فإن واحدة من نتائج الزيارة, التي لن يتم التركيز عليها كثيرا, رغم أنها لاتقل أهمية, تتعلق بالعلاقات بين السعودية وسوريا, فلدي الجميع تقديرات جيدة بشأنها, لكن الإشارة الحالية, الخاصة بالذهاب معا إلي بيروت, قد تطرح السؤال الأهم, حول مستقبل التوجهات السورية ذاتها, فالقضية ليست فقط ما إذا كان لبنان سوف يستقر, لكن أيضا ما إذا كانت سوريا سوف تعود ؟