أقل ما يمكن أن نصف به حال الرياضة في مصر هو أنها تعيش حالة فوضي!.. فوضي في علاقة اللاعبين مع أنديتهم.. فوضي في الصفقات الصيفية والشتوية.. فوضي في المدرجات وخارجها فوضي في الجبلاية مركز إدارة الشئون الكروية فوضي في عمليات اختيار الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية التي يراعي فيها إحداث التوازن بين المعسكرين الأحمر والأبيض.. فوضي في البرامج الرياضية الفضائية وصراع القائمين عليها للفوز بنصيب الأسد من التورتة.. ومن ثم ليس غريبا أن تحجز الأحداث الرياضية مساحة شبه دائمة في صفحات حوادث وقضايا! وتبقي حالة الفوضي التي تسيطر علي اتحاد الكرة والانقسامات التي لاتنتهي بين أعضاء المجلس الواحد هي الأهم لأنه الجبهة الحاكمة والتي من المفترض أن تسيطر وتضع الضوابط التي من شأنها اعادة الانضباط للشارع الكروي.. وجاء الحكم القضائي باستبعاد سمير زاهر من رئاسة إتحاد الكرة وما تبعه من أحداث بتصعيد نائبه هاني أبوريدة ليزيد من حالة الفوضي وبظهور صراع جديد بين بقية الأعضاء علي منصب النائب وليكشف الوجه الحقيقي للقائمين علي إدارة الجبلاية الذين لا هم لهم سوي المنظرة والبحث عن منصب أو مقعد تحت أضواء الإعلام لزوم الوجاهة الاجتماعية. انشغلت الجبلاية في عز أيام عملها الحقيقي بالاعداد لانطلاق الموسم الجديد بانقسام أشبه بصراع الديوك بين أعضاء المجلس.. وسيستمر الحال إن لم يزد بعد أن حصل سمير زاهر علي حكم لمصلحته يعيد الأحداث لنقطة الصفر, ليبدأ معها صراع جديد بينه وبين أصدقائه داخل المجلس الذين باعوه في أول محطة بعد حصول أسامة خليل علي حكم الادارية العليا بإبعاده من منصبه لعدم انطباق شروط الترشيح عليه.. وبينه وبين أسامة خليل مرة أخري الذي رأي في ساحة القضاء الملاذ لاستعادة حقه الذي يري أنه مهضوم.. بين كل هذا وذاك تستمر الكرة المصرية في رحلتها الدائمة بالنفق المظلم الذي لم تخرج منه منذ مونديال90 مع كل التقدير لما تحقق من انتصارات وبطولات إقليمية!