بالورد، محافظ الأقصر يهنئ الأطفال باحتفالات عيد القيامة المجيد (صور)    غدا وبعد غد.. تفاصيل حصول الموظفين على أجر مضاعف وفقا للقانون    مئات الأقباط يصلون قداس عيد القيامة في دير سمعان الخراز (صور)    بث مباشر| البابا تواضروس يترأس قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    البنك المركزي: 8.9 تريليون جنيه سيولة محلية في البنوك بنهاية 2023    محافظ الغربية يتابع أعمال الرصف بطريق "المحلة - طنطا"    «القومى للأجور» يحدد ضمانات تطبيق الحد الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص    الجامعة الأمريكية تستضيف زوجة مروان البرغوثي إحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية    سفير فلسطين في تونس: مصر تقوم بدبلوماسية فاعلة تجاه القضية الفلسطينية    حريات الصحفيين تدين انحياز تصنيف مراسلون بلا حدود للكيان الصهيوني    الأهلي يضرب الجونة بثلاثية نظيفة في الدوري الممتاز (صور)    إصابة 4 أشخاص في تصادم ملاكي وربع نقل على طريق المنصورة    أسوان .. وفاة شخص سقط فى مياه النيل بمركز إدفو    تعرف علي موعد عيد الأضحي ووقفة عرفات 2024.. وعدد أيام الإجازة    الكويت تمنح جمهور حفلاتها هدايا خاصة ب"ليلة الشباب" بهاء سلطان وتامر عاشور (صور)    اكتشاف كتب ومخطوطات قديمة نادرة في معرض أبوظبي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أحمد كريمة يعلن مفاجأة بشأن وثيقة التأمين على مخاطر الطلاق    أمين عام الدعوة بالأزهر الشريف يزور الإسماعيلية للاطمئنان على مصابي غزة (صور)    استشاري يحذر من شرب الشاي والقهوة بعد الفسيخ بهذه الطريقة (فيديو)    خبير تغذية يكشف فوائد الكركم والفلفل الأسود على الأشخاص المصابين بالالتهابات    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    أمريكا والسفاح !    قرار جديد من التعليم بشأن " زي طلاب المدارس " على مستوى الجمهورية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    السكة الحديد تستعد لعيد الأضحى ب30 رحلة إضافية تعمل بداية من 10 يونيو    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعارضة الإيرانية بالخارج‏..‏ أسئلة عربية وإجابات فارسية

لم يكن الموكب الذي وصلت فيه مريم رجوي رئيسة ما يعرف بمجلس المقاومة الإيرانية إلي استاد تافرني الواقع في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس‏,‏ حيث جرت وقائع التجمع العالمي للتضامن مع الشعب الإيراني واللاجئين الإيرانيين في معسكر أشرف بالعراق‏,‏ نقول لم يكن لهذا الموكب أن يكون إلا لزعماء ورؤساء الدول‏
‏ حيث كان في استقبال هذا الموكب الرئاسي موريس بوسكافير عمدة مدينة تافرين وعمد مدن فرنسية أخري‏,‏ وذلك في دلالة واضحة ومقصودة‏!‏
إيضا‏,‏ فإن إنعقاد هذا التجمع تحت رعاية لجنة‏(‏ أصدقاء إيران الحرة‏)‏ التابعة للبرلمان الأوروبي‏,‏ وبدعم سياسي معلن من‏23‏ دولة من بينها‏:(‏ فرنسا الولايات المتحدة إيطاليا الأردن هولندا كندا إنجلترا المانيا الدنمارك النرويج أسبانيا أيرلندا سويسرا‏),‏ نقول إن ملابسات انعقاد هذا التجمع لم يخل هو الآخر من مزيد من الدلالات‏!‏
في الوقت ذاته‏,‏ فإن عدد الحضور الذي لم يقل عن‏50‏ ألفا من الإيرانيين الذين حضروا من قارات الدنيا الخمس‏,‏ بالإضافة إلي حضور مئات من أعضاء البرلمانات الأوروبية‏,‏ وفي مقدمتهم الدكتور فيدال قوادرس نائب رئيس البرلمان الأوروبي الإسباني الجنسية‏,‏ وتوم تانكريدو وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي البارز‏,‏ نقول إن هذا الحضور حمل رسائل عديدة‏!‏
ومن ناحية أخري‏,‏ فإن افتتاح الاحتفال بغناء باللغة الفارسية‏,‏ تلتها أغنية عربية‏,‏ وذلك قبل أن يبدأ رسميا بالسلام الوطني الفرنسي‏(‏ المارسيلييز‏)‏ باعتبار أن الحدث يتم علي أرض فرنسية نقول إن هذه الإشارات لم تكن سوي غزل صريح لأطراف تسعي المعارضة الإيرانية في الخارج لخطب ودها‏,‏ ناهيك عن دعمها‏.‏
أما ختام يوم التضامن‏,‏ فقد تمثل في قيام السيدة مريم رجوي بمصافحة كبار الحضور من جميع الدول في سلوك أقرب لسلوك رؤساء الدول حيث تسلمت منهم بيانات موقعة من برلمانات واتحادات برلمانية للتضامن مع المعارضة الإيرانية‏,‏ كما قامت بتكريم كبار الضيوف بتسليمهم مجسما رمزيا للتضامن مع الشعب الإيراني‏.‏
إلا أنه ما بين الإفتتاح والختام جرت أنهار هادرة من الكلمات والخطب التي كشفت عن مواقف‏,‏ بقدر ما أخفت مواقف أخري‏!‏
ففي خطابها الطويل‏,‏ أكدت السيدة رجوي التي يعادل منصبها في تجمع المعارضة منصب رئيس الجمهورية أن السيطرة علي العراق هي مسألة حياة أو موت للنظام الإيراني‏,‏ داعية إلي قطع أذرعة النظام الإيراني بالعراق‏,‏ وبالتالي فإنها ستنقطع في طهران‏!‏ وأوضحت ضرورة مواجهة هيمنة نظام ولاية الفقيه علي العراق‏,‏ باعتبار أن تلك هي الخطوة الأولي علي طريق تحرير الشعب الإيراني‏!‏ وتساءلت رجوي‏:‏ كيف يجرؤ نظام ولاية الفقية الإيراني علي رفض تولي إياد علاوي رئاسة الوزراء بالعراق‏,‏ وقد حاز ثقة الناخبين؟‏!.‏
وذهبت رجوي إلي مدي أبعد باتهامها أية الله علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإيرانية باتخاذ قرار باستبعاد صالح المطلك والدكتور ظافر العاني وعدد كبير من مرشحي القائمة العراقية من المشاركة في الانتخابات الأخيرة‏,‏ وذلك لمجرد انحيازهم للحق بإدانة الانتهاكات التي تقع بحق لاجئي معسكر اشرف الذي يستضيف‏3200‏ لاجيء إيراني من جماعة مجاهدي خلق ودعوتهما لرفع الحصار عن المعسكر‏.‏
ثم خاطبت رجوي الغرب قائلة‏:‏ لم يعد من المجدي مسايرة ومهادنة النظام الإيراني‏,‏ ولا جدوي من إكسابه وقتا من خلال التفاوض‏,‏ ولا جدوي من ترك المحسوبين عليه يحكمون العراق‏.‏
الرسائل التي تقرأ من بين سطور هذا المقطع الشديد الأهمية من خطاب السيدة رجوي تتجاوز حقيقة مسلما بها من جانب العديد من الأطراف الفاعلة في العراق‏,‏ الا وهي أن النفوذ الإيراني علي العراق حاليا هو سلاح ماض في يد طهران في مواجهة الغرب بما يجعل الحفاظ علي هذا السلاح قضية حياة أو موت بالفعل‏,‏ ومن أن انتزاع هذا السلاح من المؤكد أنه سيفت في عضد النظام الإيراني‏.‏
وحيث إن الصراع علي السيطرة علي العراق من جانب إيران مع تعاقب الأنظمة عليها كان قضية أزلية لاعتبارات تاريخية منذ ما قبل ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي‏,‏ فإنه من المشكوك فيه إنها المعارضة الإيرانية هذه القضية الأزلية في حال توليها الحكم‏!‏
فإذا ماتجاوزنا المحاولات الأزلية الإيرانية للسيطرة علي العراق لاعتبارات تاريخية‏,‏فإن قضية علاقات الجوار العربي لإيران تبقي إشكالية أخري بالرغم من غياب الخلفيات التاريخية التي يمكن أن تكون مفهومة في حالة العراق‏!‏
ففي سؤال مباشر للسيد محمد محدثين رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية‏(‏وزير الخارجية‏,‏ وإن كانت صلاحياته تتجاوز هذا المنصب الافتراضي‏)‏ حول موقف المعارضة في حال توليها السلطة إزاء قضية الجزر الإماراتية المحتلة من جانب إيران في الخليج‏,‏ اكتفي الرجل بالقول‏:‏ هذه القضية افتعلها نظام ولاية الفقيه الديني الحالي فقلت للرجل أن المسألة أبعد وأقدم وأعمق من مشكلة افتعلها نظام ديني حيث إن المشكلة بدأت في عهد نظام الشاة السابق‏,‏ وقد كان يصف نفسه بالعلماني‏,‏ كما تصفون أنتم أنفسكم‏!‏ والسؤال الذي يحتاج إلي إجابة واضحة هو‏:‏ ماسيكون موقفكم في حال توليكم السلطة إزاء هذه القضية‏,‏ وأنتم الذين تصفون أنفسكم بالعلمانيين؟
إجابة الرجل جاءت من نوع تلك الإجابات التي أدمناها في العالم العربي‏,‏ حيث قال إن الإيرانيين أخوة للإماراتيين‏,‏ وهو بالطبع الرد الذي لم يجب عن السؤال‏!‏
مرة ثالثة طلبت من الرجل إجابة واضحة‏,‏ فجاءت هذه المرة جلية من دون أي لبس وبكلمات معدودة‏,‏ حيث قال‏:‏ نحن مستعدون في هذه الحالة للدخول في مفاوضات‏.‏ الإجابة بشكلها الظاهر مرضية‏,‏ ولكن متي انتهت أي مفاوضات في الشرق الأوسط إن بدأت بالفعل إلي وجهة محددة؟‏!‏
بدأت كلامي مع السيد محمد محدثين‏:‏ سألت الرجل‏:‏ في حال توليها السلطة‏,‏ ماهي الضمانات التي يمكن أن تتقدم بها المعارضة للسنة في إيران لوقف التمييز ضدهم؟ وماهو موقفكم من الأحواز العربية التي تسيطرون عليها؟ وما موقفكم من الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران؟
نعود مرة أخري للسيدة رجوي التي تحدثت عن القضايا بشكل حمل دلالات كثيرة ومن بينها قولها‏:‏ إذا كان النظام في طهران يصف انتقاضة الشعب بجريمة الحرابة فإننا سنواصل حربكم تقربا لله وللشعب‏,‏ في حين حملت الإدارة الأمريكية مسئولية الانتهاكات التي ارتكبها النظام الإيراني ضد لاجئي معسكر أشرف بالعراق‏,‏ ودعت لتسليم المعسكر لقوات دولية تابعة للأمم المتحدة‏.‏
ثم انتقلت السيدة رجوي إلي استعراض الدعم الذي تحصلت عليه المعارضة في الخارج‏,‏ وبالتالي عددت مطالب هذه المعارضة قائلة‏:‏ نحن نشهد اليوم تظاهرة تضامن من الأغلبيات في‏23‏ برلمانا‏,‏ وأكثر من‏3500‏ برلماني من‏44‏ دولة‏,‏ وبالتالي‏,‏ فإننا نطالب بإلغاء جميع القيود الي توضع علي المقاومة الإيرانية‏,‏ كما جاء الوقت لطي تهمة الإرهاب المشينة ضد مجاهدي خلق لدي وزارة الخارجية الأمريكية‏,‏ والاعتراف بحقنا وبحق الشعب في المقاومة‏,‏وذلك قبل أن تصل الي بيت القصيد الذي يهمنا نحن العرب‏,‏ حيث وجهت رجوي التحية للدول العربية والإسلامية التي رفعت مستوي التعاون والأخوة مع المقاومة الإيرانية داعية الي إيران يعيش فيه أعراق الكرد والعرب والبلوش والفرس سواسية‏.‏
كلمات السيدة رجوي تلك دفعتنا لسؤال السيد محمد محدثين رئيس لجنة العلاقات الخارجية حول موقف المعارضة إزاء أهل السنة في إيران‏,‏ وتجاه العرب الايرانيين من ناحية‏,‏ وإزاء منطقة الأحواز العربية الخاضعة لإيران‏,‏ وذلك في حال تولي المعارضة الحكم‏,‏ اكتفي الرجل بقوله‏:‏ نحن نهدف الي إقامة نظام ديمقراطي يتساوي فيه جميع المواطنين في الحقوق والواجبات‏.‏
إلا أن الرجل لم يجب عن سؤالي بخصوص قضية الأحواز العربية‏,‏ وهو ماحصلت عليه من مصدر آخر من جماعة مجاهدي خلق بما يفهم بأن موقف المعارضة إزاء تلك القضية هو حتمية الحفاظ علي وحدة أراضي إيران بشكلها الحالي‏!‏
عودة إلي خطاب السيدة مريم رجوي التي أكدت خلاله رفض الشعب الإيراني لما وصفته بالفاشية المعممة‏,‏ ورفضه ديمقراطية بتر الأطراف والإعدامات‏,‏ وكذا رفضه التحجيب القسري‏,‏ وقالت إن الشباب الذي خرج إلي شوارع طهران لن يعودوا الي بيوتهم مرة أخري قبل أن يستعيد الشعب حقه في السلطة‏,‏ مشيرة إلي أن انتفاضة الشارع الإيراني في العام الماضي أكدت أن التغيير بات وشيكا علي يد ما وصفته بجيل الانتفاضة‏.‏
سألت السيد محدثين عما يجمع المعارضة وعما يفوقها عن المعارضة الداخلية التي يمثلها مهدي خروبي وموسوي وغيرهما ممن يسمون أنفسهم إصلاحيين‏,‏ فقال‏:‏ هناك فروق جوهرية‏,‏ أهمها أن هؤلاء يريدون تغييرا داخل النظام‏,‏ وفي داخل إطار حكم الملالي‏,‏ إلا أننا نريد تغيير النظام برمته إلي آخر ديمقراطي علماني‏,‏ فالحضارة الإيرانية عريقة‏,‏ وهو الأمر الذي يتعارض بالضرورة مع نظام حكم الملالي الديني‏.‏
واستطرد محدثنا قائلا‏:‏ النظام يتهم منظمة خلق بأنها السبب في ذلك الشرخ الحادث بين الشارع وبينه‏,‏ وخاصة بعد انتفاضة العام الماضي التي أعقبت الانتخابات‏,‏ ولكن الحقيقة هي أن الشرخ قائم منذ زمن بعيد وليس بسببنا‏,‏ ولكن بسبب سياسات النظام القمعية‏,‏ وقد زادت بعد الانتفاضة بسبب سياسات الاعتقال العشوائي التي شملت العديد من المعارضة‏,‏ وممن ليسوا منخرطين بها لمجرد ان لهم أقرباء لاجئين يعيشون في معسكر أشرف بالعراق‏.‏
مرة أخري نعود الي خطاب السيدة رجوي‏,‏ حيث قالت‏:‏ لقد كان القرار الصادر أخيرا عن مجلس الأمن ضروريا‏,‏ وإن لم يكن كافيا‏,‏ ولكن المهم هو تطبيق العقوبات التي وردت به حرفيا‏,‏ كما نطالب بزيادة علي ذلك بوقف شراء البترول والغاز الإيراني فورا والذي تنفق عائداته ضدالشعب ومصالحه‏.‏
وإذا كانت رجوي قد دعت في خطابها للتشدد في تطبيق العقوبات المفروضة علي النظام الإيراني بل وإلي فرض المزيد عليه‏,‏ فإن دعوة رجوي تلك تزامنت مع الخطاب الذي القاه السيناتور الأمريكي المعروف توم تانكريدو أمام الاحتفال والذي أكد فيه تضامنه وتضامن العديد من أعضاء الكونجرس الامريكي مع الشعب الإيراني والمعارضة واللاجئين الإيرانيين في معسكر أشرف بالعراق قائلا‏:...‏أنا أشرفي الهوي‏....!‏ وذلك قبل أن يدعو حكومة بلاده لاتخاذ موقف حاسم وحازم مؤيد للمعارضة الإيرانية بزعامة مريم رجوي وضد النظام الإيراني‏,‏ الذي وصفه بأنه أكبر خطر ضد الشعب الإيراني‏,‏ معربا عن أمله في أن يشارك في هذا الاحتفال في العام القادم ليس في باريس وإنما في طهران‏.‏
كما أن دعوتي رجوي وتانكريدو تزامنتا مع دعوة أخري اوضح للسفير السابق للولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي السفير جون بولتون والمشهور بكونه أحد صقور الإدارة الأمريكية السابقة ممن دافعوا عن غزو أفغانستان
والعراق‏.‏ ففي خطابه أمام تجمع المعارضة‏,‏ بدأ بولتون بالتأكيد علي ان الملايين من الأمريكيين يؤمنون بأنه علي الإدارة الأمريكية أن تعمل علي تغيير النظام الإيراني‏,‏ متمنيا أن يكون الرئيس أحمدي نجاد يسمعه جيدا الآن‏!‏ وأعرب الرجل عن خيبة أمله إزاء رد الفعل الضعيف للإدارة الأمريكية الحالية علي القمع الذي شهدته إيران عقب الانتخابات الأخيرة‏,‏ مشيرا إلي أن الأحداث في الفترة الأخيرة أثبتت فشل سياسة اليد الممدودة للنظام الإيراني‏.‏ ثم تحدث الرجل عما وصفه بالعزلة التي تعانيها إيران تحت نظام الحكم الحالي والتي تجعل أقرب حلفائه هم الأبعد عن الديمقراطية مثل الصين وكوريا الشمالية علي حد وصفه‏.‏
وحث بولتون علي تغيير موقفها المتخاذل‏,‏ داعيا الدول الغربية للتخلي عما أسماه بدبلوماسية الخطابة والكلام‏!‏ وفي إشارة ضمنية وإن كانت واضحة‏,‏ قال بولتون إن العقوبات التي فرضت أخيرا لن تؤدي إلي التغيير المنشود‏,‏ وذلك وكأنه يلمح بضرورة اللجوء إلي خيارات تميل لاستخدام القوة‏.‏
وحيث إن السيد محمد محدثين هو المسئول الأول عن العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإيرانية‏,‏ فقد سألناه عن كنهة هذه الرسائل المتداخلة التي تضمنتها كلمات الضيوف الأمريكيين بالاضافة والأهم خطاب السيدة رجوي من أن العقوبات الأخيرة التي فرضت علي إيران ليست كافية‏,‏ وهل ذلك يمكن أن يفسر بشكل ضمني كدعوة لاستخدام القوة؟ واذا لم تكن تلك دعوة ضمنية لاستخدام القوة‏,‏ فما الضمان لعدم إساءة الغرب فهم هذا الخطاب‏,‏ واستخدام القوة بالفعل؟ وهل تريد المعارضة الإيرانية أن تنتهي‏,‏ كما انتهت المعارضة العراقية التي تعاني من رفض شعبي؟‏!‏
لم يتردد محدثين في الاجابة بحسم علي هذا السؤال‏,‏ قائلا‏:‏ منذ غزو العراق في عام‏2003‏ ومريم رجوي ترفض تماما استخدام القوة‏,‏ وتؤكد أن التغيير الديمقراطي السلمي هو السبيل الوحيد‏,‏ وبالتالي‏,‏ فإننا ضد أي ضربة عسكرية أجنبية سواء ضد الشعب‏,‏ أو ضد النظام‏.‏ وأوضح‏:‏ نحن ندعو إلي عقوبات شاملة ضد النظام مثل تلك التي فرضت علي نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا الذي قام علي أساس العرق‏,‏ حيث يقوم النظام الإيراني الحالي بفصل عنصري علي أساس الدين والمذهب‏,‏ ونحن ندعو إلي مقاطعة النظام اقتصاديا بشكل تام بحيث لا يشتري منه أحد البترول والغاز‏,‏ وفي تقديرنا أن الشعب لن يتضرر بشكل كبير من هذه العقوبات‏,‏ حيث إن معظم العوائد تذهب إلي الحرس الثوري والبيسيج ولرموز النظام والمستفيدين منه‏.‏
وحول طبيعة العلاقات بين المعارضة والغرب‏,‏ وتوقهات الأولي من الأخيرة‏,‏ قال محدثين إن هذه العلاقات تتلخص في أن المعارضة لا تريد دعم الغرب المالي‏,‏ ولا تريد قوته العسكرية‏,‏ وإنما تريده محايدا بين الشعب الإيراني والنظام الذي يعاديه‏!‏ وردا علي سؤالي حول إذا ما كان ذلك كافيا لتغيير النظام بالقياس علي ما حدث في العراق‏,‏ قال محدثين‏:‏ مشكلة العراق انه لم توجد به معارضة حقيقية‏,‏ وبالتالي‏,‏ فإن العقوبات لم تكن كافية‏!‏
وإذا كنا علي ثقة من صدق كلام الرجل من عدم رغبة المعارضة الإيرانية في أي تدخل عسكري غربي في إيران لأسباب مختلفة بعضها أخلاقي وطني‏,‏ وأخري برجماتية لعدم فقدان المصداقية في الداخل الإيراني‏,‏ فإنه من المشكوك فيه قدرة المعارضة علي الاستمرار بقوة الدفع الواضحة التي اكتسبتها أخيرا‏,‏ وخاصة بعد انتفاضة الشارع الإيراني في أعقاب الانتخابات الأخيرة من دون الدعم المالي للغرب‏!‏
وقد لا يكون تجاوزا للحقيقة طرح فرضية أن تمويل المعارضة في الخارج يرتفع وينخفض بدرجة سخونة المعارضة في الداخل‏,‏ وبالتالي‏,‏ فإنه يمكن القول بأن المعارضة الداخلية هي التي تمول المعارضة الخارجية بدماء وحريات شبابها‏!‏
وما بين كلمات رجوي وضيوف يوم التضامن من أمريكيين وأوروبيين وعرب كان من أبرزهم سيد أحمد غزالي رئيس وزراء الجزائر الأسبق ترددت معلومات معظمها مؤكد مثل قيام النظام الإيراني منذ قيام الثورة في عام‏1979‏ بإعدام‏120‏ ألفا من خيرة شباب الأمة الإيرانية في السجون‏,‏ وهو ما لم يقدم عليه نظام منذ سقوط النظام النازي في نهاية الحرب العالمية الثانية‏,‏ بالاضافة إلي إقدام النظام علي إعدام‏500‏ منذ العام الماضي علي خلفية الانتفاضة‏,‏ ناهيك عن كون‏80%‏ من الشعب يعيش تحت خط الفقر في دولة شديدة الثراء بالبترول والغاز‏.‏
الشاهد‏,‏ أن الكلمات والخطب التي ألقيت في تجمع المعارضة الإيرانية في نهاية شهر يونيو الماضي في فرنسا قدمت اجابات‏,‏ بقدر ما طرحت اسئلة أكثر‏,‏ وخاصة فيما يتعلق بالخطوط الفاصلة بين مواقف المعارضة العلمانية القومية‏,‏ ومواقف النظام الحاكم المرتكز علي منطلقات دينية مذهنية إزاء القضايا التي تمس مصالح دول الجوار العربي المباشر‏!‏ وإزاء ذلك‏,‏ فإننا لا نملك سوي التضامن مع الجوانب الإنسانية للقضايا التي تدعو لها المعارضة‏,‏ وذلك إلي حين أن تجيب عن الاسئلة المعلقة الخاصة بضرورة إعلان مواقف واضحة لها في حال توليها الحكم‏,‏ فيما يتعلق بدول الجوار العربي‏,‏ وقبل ذلك فيما يتعلق بالحقوق العربية المهدرة داخل إيران سواء كانت في الأحواز العربية‏,‏ أو فيما يتعلق بحقوق العرب الإيرانيين ومن قبلهم أهل السنة بالداخل‏.‏
ففي حال الحصول علي إجابات واضحة وشافية إيجابية إزاء هذه الاسئلة المعلقة‏,‏ فإن الواجب يدعونا للوقوف من وراء هذه المعارضة ليكون لدينا خياران‏:‏ الأول‏:‏ الدفع بمعارضة منصفة للقضايا العربية إلي الحكم‏.‏ أما الخيار الثاني فيتمثل في الدفع بنظام الحكم إلي تعديل مواقفه إلي أخري أكثر إيجابية علي نفس الصعيد‏...‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.