تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعارضة الإيرانية بالخارج‏..‏ أسئلة عربية وإجابات فارسية

لم يكن الموكب الذي وصلت فيه مريم رجوي رئيسة ما يعرف بمجلس المقاومة الإيرانية إلي استاد تافرني الواقع في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس‏,‏ حيث جرت وقائع التجمع العالمي للتضامن مع الشعب الإيراني واللاجئين الإيرانيين في معسكر أشرف بالعراق‏,‏ نقول لم يكن لهذا الموكب أن يكون إلا لزعماء ورؤساء الدول‏
‏ حيث كان في استقبال هذا الموكب الرئاسي موريس بوسكافير عمدة مدينة تافرين وعمد مدن فرنسية أخري‏,‏ وذلك في دلالة واضحة ومقصودة‏!‏
إيضا‏,‏ فإن إنعقاد هذا التجمع تحت رعاية لجنة‏(‏ أصدقاء إيران الحرة‏)‏ التابعة للبرلمان الأوروبي‏,‏ وبدعم سياسي معلن من‏23‏ دولة من بينها‏:(‏ فرنسا الولايات المتحدة إيطاليا الأردن هولندا كندا إنجلترا المانيا الدنمارك النرويج أسبانيا أيرلندا سويسرا‏),‏ نقول إن ملابسات انعقاد هذا التجمع لم يخل هو الآخر من مزيد من الدلالات‏!‏
في الوقت ذاته‏,‏ فإن عدد الحضور الذي لم يقل عن‏50‏ ألفا من الإيرانيين الذين حضروا من قارات الدنيا الخمس‏,‏ بالإضافة إلي حضور مئات من أعضاء البرلمانات الأوروبية‏,‏ وفي مقدمتهم الدكتور فيدال قوادرس نائب رئيس البرلمان الأوروبي الإسباني الجنسية‏,‏ وتوم تانكريدو وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي البارز‏,‏ نقول إن هذا الحضور حمل رسائل عديدة‏!‏
ومن ناحية أخري‏,‏ فإن افتتاح الاحتفال بغناء باللغة الفارسية‏,‏ تلتها أغنية عربية‏,‏ وذلك قبل أن يبدأ رسميا بالسلام الوطني الفرنسي‏(‏ المارسيلييز‏)‏ باعتبار أن الحدث يتم علي أرض فرنسية نقول إن هذه الإشارات لم تكن سوي غزل صريح لأطراف تسعي المعارضة الإيرانية في الخارج لخطب ودها‏,‏ ناهيك عن دعمها‏.‏
أما ختام يوم التضامن‏,‏ فقد تمثل في قيام السيدة مريم رجوي بمصافحة كبار الحضور من جميع الدول في سلوك أقرب لسلوك رؤساء الدول حيث تسلمت منهم بيانات موقعة من برلمانات واتحادات برلمانية للتضامن مع المعارضة الإيرانية‏,‏ كما قامت بتكريم كبار الضيوف بتسليمهم مجسما رمزيا للتضامن مع الشعب الإيراني‏.‏
إلا أنه ما بين الإفتتاح والختام جرت أنهار هادرة من الكلمات والخطب التي كشفت عن مواقف‏,‏ بقدر ما أخفت مواقف أخري‏!‏
ففي خطابها الطويل‏,‏ أكدت السيدة رجوي التي يعادل منصبها في تجمع المعارضة منصب رئيس الجمهورية أن السيطرة علي العراق هي مسألة حياة أو موت للنظام الإيراني‏,‏ داعية إلي قطع أذرعة النظام الإيراني بالعراق‏,‏ وبالتالي فإنها ستنقطع في طهران‏!‏ وأوضحت ضرورة مواجهة هيمنة نظام ولاية الفقيه علي العراق‏,‏ باعتبار أن تلك هي الخطوة الأولي علي طريق تحرير الشعب الإيراني‏!‏ وتساءلت رجوي‏:‏ كيف يجرؤ نظام ولاية الفقية الإيراني علي رفض تولي إياد علاوي رئاسة الوزراء بالعراق‏,‏ وقد حاز ثقة الناخبين؟‏!.‏
وذهبت رجوي إلي مدي أبعد باتهامها أية الله علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإيرانية باتخاذ قرار باستبعاد صالح المطلك والدكتور ظافر العاني وعدد كبير من مرشحي القائمة العراقية من المشاركة في الانتخابات الأخيرة‏,‏ وذلك لمجرد انحيازهم للحق بإدانة الانتهاكات التي تقع بحق لاجئي معسكر اشرف الذي يستضيف‏3200‏ لاجيء إيراني من جماعة مجاهدي خلق ودعوتهما لرفع الحصار عن المعسكر‏.‏
ثم خاطبت رجوي الغرب قائلة‏:‏ لم يعد من المجدي مسايرة ومهادنة النظام الإيراني‏,‏ ولا جدوي من إكسابه وقتا من خلال التفاوض‏,‏ ولا جدوي من ترك المحسوبين عليه يحكمون العراق‏.‏
الرسائل التي تقرأ من بين سطور هذا المقطع الشديد الأهمية من خطاب السيدة رجوي تتجاوز حقيقة مسلما بها من جانب العديد من الأطراف الفاعلة في العراق‏,‏ الا وهي أن النفوذ الإيراني علي العراق حاليا هو سلاح ماض في يد طهران في مواجهة الغرب بما يجعل الحفاظ علي هذا السلاح قضية حياة أو موت بالفعل‏,‏ ومن أن انتزاع هذا السلاح من المؤكد أنه سيفت في عضد النظام الإيراني‏.‏
وحيث إن الصراع علي السيطرة علي العراق من جانب إيران مع تعاقب الأنظمة عليها كان قضية أزلية لاعتبارات تاريخية منذ ما قبل ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي‏,‏ فإنه من المشكوك فيه إنها المعارضة الإيرانية هذه القضية الأزلية في حال توليها الحكم‏!‏
فإذا ماتجاوزنا المحاولات الأزلية الإيرانية للسيطرة علي العراق لاعتبارات تاريخية‏,‏فإن قضية علاقات الجوار العربي لإيران تبقي إشكالية أخري بالرغم من غياب الخلفيات التاريخية التي يمكن أن تكون مفهومة في حالة العراق‏!‏
ففي سؤال مباشر للسيد محمد محدثين رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية‏(‏وزير الخارجية‏,‏ وإن كانت صلاحياته تتجاوز هذا المنصب الافتراضي‏)‏ حول موقف المعارضة في حال توليها السلطة إزاء قضية الجزر الإماراتية المحتلة من جانب إيران في الخليج‏,‏ اكتفي الرجل بالقول‏:‏ هذه القضية افتعلها نظام ولاية الفقيه الديني الحالي فقلت للرجل أن المسألة أبعد وأقدم وأعمق من مشكلة افتعلها نظام ديني حيث إن المشكلة بدأت في عهد نظام الشاة السابق‏,‏ وقد كان يصف نفسه بالعلماني‏,‏ كما تصفون أنتم أنفسكم‏!‏ والسؤال الذي يحتاج إلي إجابة واضحة هو‏:‏ ماسيكون موقفكم في حال توليكم السلطة إزاء هذه القضية‏,‏ وأنتم الذين تصفون أنفسكم بالعلمانيين؟
إجابة الرجل جاءت من نوع تلك الإجابات التي أدمناها في العالم العربي‏,‏ حيث قال إن الإيرانيين أخوة للإماراتيين‏,‏ وهو بالطبع الرد الذي لم يجب عن السؤال‏!‏
مرة ثالثة طلبت من الرجل إجابة واضحة‏,‏ فجاءت هذه المرة جلية من دون أي لبس وبكلمات معدودة‏,‏ حيث قال‏:‏ نحن مستعدون في هذه الحالة للدخول في مفاوضات‏.‏ الإجابة بشكلها الظاهر مرضية‏,‏ ولكن متي انتهت أي مفاوضات في الشرق الأوسط إن بدأت بالفعل إلي وجهة محددة؟‏!‏
بدأت كلامي مع السيد محمد محدثين‏:‏ سألت الرجل‏:‏ في حال توليها السلطة‏,‏ ماهي الضمانات التي يمكن أن تتقدم بها المعارضة للسنة في إيران لوقف التمييز ضدهم؟ وماهو موقفكم من الأحواز العربية التي تسيطرون عليها؟ وما موقفكم من الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران؟
نعود مرة أخري للسيدة رجوي التي تحدثت عن القضايا بشكل حمل دلالات كثيرة ومن بينها قولها‏:‏ إذا كان النظام في طهران يصف انتقاضة الشعب بجريمة الحرابة فإننا سنواصل حربكم تقربا لله وللشعب‏,‏ في حين حملت الإدارة الأمريكية مسئولية الانتهاكات التي ارتكبها النظام الإيراني ضد لاجئي معسكر أشرف بالعراق‏,‏ ودعت لتسليم المعسكر لقوات دولية تابعة للأمم المتحدة‏.‏
ثم انتقلت السيدة رجوي إلي استعراض الدعم الذي تحصلت عليه المعارضة في الخارج‏,‏ وبالتالي عددت مطالب هذه المعارضة قائلة‏:‏ نحن نشهد اليوم تظاهرة تضامن من الأغلبيات في‏23‏ برلمانا‏,‏ وأكثر من‏3500‏ برلماني من‏44‏ دولة‏,‏ وبالتالي‏,‏ فإننا نطالب بإلغاء جميع القيود الي توضع علي المقاومة الإيرانية‏,‏ كما جاء الوقت لطي تهمة الإرهاب المشينة ضد مجاهدي خلق لدي وزارة الخارجية الأمريكية‏,‏ والاعتراف بحقنا وبحق الشعب في المقاومة‏,‏وذلك قبل أن تصل الي بيت القصيد الذي يهمنا نحن العرب‏,‏ حيث وجهت رجوي التحية للدول العربية والإسلامية التي رفعت مستوي التعاون والأخوة مع المقاومة الإيرانية داعية الي إيران يعيش فيه أعراق الكرد والعرب والبلوش والفرس سواسية‏.‏
كلمات السيدة رجوي تلك دفعتنا لسؤال السيد محمد محدثين رئيس لجنة العلاقات الخارجية حول موقف المعارضة إزاء أهل السنة في إيران‏,‏ وتجاه العرب الايرانيين من ناحية‏,‏ وإزاء منطقة الأحواز العربية الخاضعة لإيران‏,‏ وذلك في حال تولي المعارضة الحكم‏,‏ اكتفي الرجل بقوله‏:‏ نحن نهدف الي إقامة نظام ديمقراطي يتساوي فيه جميع المواطنين في الحقوق والواجبات‏.‏
إلا أن الرجل لم يجب عن سؤالي بخصوص قضية الأحواز العربية‏,‏ وهو ماحصلت عليه من مصدر آخر من جماعة مجاهدي خلق بما يفهم بأن موقف المعارضة إزاء تلك القضية هو حتمية الحفاظ علي وحدة أراضي إيران بشكلها الحالي‏!‏
عودة إلي خطاب السيدة مريم رجوي التي أكدت خلاله رفض الشعب الإيراني لما وصفته بالفاشية المعممة‏,‏ ورفضه ديمقراطية بتر الأطراف والإعدامات‏,‏ وكذا رفضه التحجيب القسري‏,‏ وقالت إن الشباب الذي خرج إلي شوارع طهران لن يعودوا الي بيوتهم مرة أخري قبل أن يستعيد الشعب حقه في السلطة‏,‏ مشيرة إلي أن انتفاضة الشارع الإيراني في العام الماضي أكدت أن التغيير بات وشيكا علي يد ما وصفته بجيل الانتفاضة‏.‏
سألت السيد محدثين عما يجمع المعارضة وعما يفوقها عن المعارضة الداخلية التي يمثلها مهدي خروبي وموسوي وغيرهما ممن يسمون أنفسهم إصلاحيين‏,‏ فقال‏:‏ هناك فروق جوهرية‏,‏ أهمها أن هؤلاء يريدون تغييرا داخل النظام‏,‏ وفي داخل إطار حكم الملالي‏,‏ إلا أننا نريد تغيير النظام برمته إلي آخر ديمقراطي علماني‏,‏ فالحضارة الإيرانية عريقة‏,‏ وهو الأمر الذي يتعارض بالضرورة مع نظام حكم الملالي الديني‏.‏
واستطرد محدثنا قائلا‏:‏ النظام يتهم منظمة خلق بأنها السبب في ذلك الشرخ الحادث بين الشارع وبينه‏,‏ وخاصة بعد انتفاضة العام الماضي التي أعقبت الانتخابات‏,‏ ولكن الحقيقة هي أن الشرخ قائم منذ زمن بعيد وليس بسببنا‏,‏ ولكن بسبب سياسات النظام القمعية‏,‏ وقد زادت بعد الانتفاضة بسبب سياسات الاعتقال العشوائي التي شملت العديد من المعارضة‏,‏ وممن ليسوا منخرطين بها لمجرد ان لهم أقرباء لاجئين يعيشون في معسكر أشرف بالعراق‏.‏
مرة أخري نعود الي خطاب السيدة رجوي‏,‏ حيث قالت‏:‏ لقد كان القرار الصادر أخيرا عن مجلس الأمن ضروريا‏,‏ وإن لم يكن كافيا‏,‏ ولكن المهم هو تطبيق العقوبات التي وردت به حرفيا‏,‏ كما نطالب بزيادة علي ذلك بوقف شراء البترول والغاز الإيراني فورا والذي تنفق عائداته ضدالشعب ومصالحه‏.‏
وإذا كانت رجوي قد دعت في خطابها للتشدد في تطبيق العقوبات المفروضة علي النظام الإيراني بل وإلي فرض المزيد عليه‏,‏ فإن دعوة رجوي تلك تزامنت مع الخطاب الذي القاه السيناتور الأمريكي المعروف توم تانكريدو أمام الاحتفال والذي أكد فيه تضامنه وتضامن العديد من أعضاء الكونجرس الامريكي مع الشعب الإيراني والمعارضة واللاجئين الإيرانيين في معسكر أشرف بالعراق قائلا‏:...‏أنا أشرفي الهوي‏....!‏ وذلك قبل أن يدعو حكومة بلاده لاتخاذ موقف حاسم وحازم مؤيد للمعارضة الإيرانية بزعامة مريم رجوي وضد النظام الإيراني‏,‏ الذي وصفه بأنه أكبر خطر ضد الشعب الإيراني‏,‏ معربا عن أمله في أن يشارك في هذا الاحتفال في العام القادم ليس في باريس وإنما في طهران‏.‏
كما أن دعوتي رجوي وتانكريدو تزامنتا مع دعوة أخري اوضح للسفير السابق للولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي السفير جون بولتون والمشهور بكونه أحد صقور الإدارة الأمريكية السابقة ممن دافعوا عن غزو أفغانستان
والعراق‏.‏ ففي خطابه أمام تجمع المعارضة‏,‏ بدأ بولتون بالتأكيد علي ان الملايين من الأمريكيين يؤمنون بأنه علي الإدارة الأمريكية أن تعمل علي تغيير النظام الإيراني‏,‏ متمنيا أن يكون الرئيس أحمدي نجاد يسمعه جيدا الآن‏!‏ وأعرب الرجل عن خيبة أمله إزاء رد الفعل الضعيف للإدارة الأمريكية الحالية علي القمع الذي شهدته إيران عقب الانتخابات الأخيرة‏,‏ مشيرا إلي أن الأحداث في الفترة الأخيرة أثبتت فشل سياسة اليد الممدودة للنظام الإيراني‏.‏ ثم تحدث الرجل عما وصفه بالعزلة التي تعانيها إيران تحت نظام الحكم الحالي والتي تجعل أقرب حلفائه هم الأبعد عن الديمقراطية مثل الصين وكوريا الشمالية علي حد وصفه‏.‏
وحث بولتون علي تغيير موقفها المتخاذل‏,‏ داعيا الدول الغربية للتخلي عما أسماه بدبلوماسية الخطابة والكلام‏!‏ وفي إشارة ضمنية وإن كانت واضحة‏,‏ قال بولتون إن العقوبات التي فرضت أخيرا لن تؤدي إلي التغيير المنشود‏,‏ وذلك وكأنه يلمح بضرورة اللجوء إلي خيارات تميل لاستخدام القوة‏.‏
وحيث إن السيد محمد محدثين هو المسئول الأول عن العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإيرانية‏,‏ فقد سألناه عن كنهة هذه الرسائل المتداخلة التي تضمنتها كلمات الضيوف الأمريكيين بالاضافة والأهم خطاب السيدة رجوي من أن العقوبات الأخيرة التي فرضت علي إيران ليست كافية‏,‏ وهل ذلك يمكن أن يفسر بشكل ضمني كدعوة لاستخدام القوة؟ واذا لم تكن تلك دعوة ضمنية لاستخدام القوة‏,‏ فما الضمان لعدم إساءة الغرب فهم هذا الخطاب‏,‏ واستخدام القوة بالفعل؟ وهل تريد المعارضة الإيرانية أن تنتهي‏,‏ كما انتهت المعارضة العراقية التي تعاني من رفض شعبي؟‏!‏
لم يتردد محدثين في الاجابة بحسم علي هذا السؤال‏,‏ قائلا‏:‏ منذ غزو العراق في عام‏2003‏ ومريم رجوي ترفض تماما استخدام القوة‏,‏ وتؤكد أن التغيير الديمقراطي السلمي هو السبيل الوحيد‏,‏ وبالتالي‏,‏ فإننا ضد أي ضربة عسكرية أجنبية سواء ضد الشعب‏,‏ أو ضد النظام‏.‏ وأوضح‏:‏ نحن ندعو إلي عقوبات شاملة ضد النظام مثل تلك التي فرضت علي نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا الذي قام علي أساس العرق‏,‏ حيث يقوم النظام الإيراني الحالي بفصل عنصري علي أساس الدين والمذهب‏,‏ ونحن ندعو إلي مقاطعة النظام اقتصاديا بشكل تام بحيث لا يشتري منه أحد البترول والغاز‏,‏ وفي تقديرنا أن الشعب لن يتضرر بشكل كبير من هذه العقوبات‏,‏ حيث إن معظم العوائد تذهب إلي الحرس الثوري والبيسيج ولرموز النظام والمستفيدين منه‏.‏
وحول طبيعة العلاقات بين المعارضة والغرب‏,‏ وتوقهات الأولي من الأخيرة‏,‏ قال محدثين إن هذه العلاقات تتلخص في أن المعارضة لا تريد دعم الغرب المالي‏,‏ ولا تريد قوته العسكرية‏,‏ وإنما تريده محايدا بين الشعب الإيراني والنظام الذي يعاديه‏!‏ وردا علي سؤالي حول إذا ما كان ذلك كافيا لتغيير النظام بالقياس علي ما حدث في العراق‏,‏ قال محدثين‏:‏ مشكلة العراق انه لم توجد به معارضة حقيقية‏,‏ وبالتالي‏,‏ فإن العقوبات لم تكن كافية‏!‏
وإذا كنا علي ثقة من صدق كلام الرجل من عدم رغبة المعارضة الإيرانية في أي تدخل عسكري غربي في إيران لأسباب مختلفة بعضها أخلاقي وطني‏,‏ وأخري برجماتية لعدم فقدان المصداقية في الداخل الإيراني‏,‏ فإنه من المشكوك فيه قدرة المعارضة علي الاستمرار بقوة الدفع الواضحة التي اكتسبتها أخيرا‏,‏ وخاصة بعد انتفاضة الشارع الإيراني في أعقاب الانتخابات الأخيرة من دون الدعم المالي للغرب‏!‏
وقد لا يكون تجاوزا للحقيقة طرح فرضية أن تمويل المعارضة في الخارج يرتفع وينخفض بدرجة سخونة المعارضة في الداخل‏,‏ وبالتالي‏,‏ فإنه يمكن القول بأن المعارضة الداخلية هي التي تمول المعارضة الخارجية بدماء وحريات شبابها‏!‏
وما بين كلمات رجوي وضيوف يوم التضامن من أمريكيين وأوروبيين وعرب كان من أبرزهم سيد أحمد غزالي رئيس وزراء الجزائر الأسبق ترددت معلومات معظمها مؤكد مثل قيام النظام الإيراني منذ قيام الثورة في عام‏1979‏ بإعدام‏120‏ ألفا من خيرة شباب الأمة الإيرانية في السجون‏,‏ وهو ما لم يقدم عليه نظام منذ سقوط النظام النازي في نهاية الحرب العالمية الثانية‏,‏ بالاضافة إلي إقدام النظام علي إعدام‏500‏ منذ العام الماضي علي خلفية الانتفاضة‏,‏ ناهيك عن كون‏80%‏ من الشعب يعيش تحت خط الفقر في دولة شديدة الثراء بالبترول والغاز‏.‏
الشاهد‏,‏ أن الكلمات والخطب التي ألقيت في تجمع المعارضة الإيرانية في نهاية شهر يونيو الماضي في فرنسا قدمت اجابات‏,‏ بقدر ما طرحت اسئلة أكثر‏,‏ وخاصة فيما يتعلق بالخطوط الفاصلة بين مواقف المعارضة العلمانية القومية‏,‏ ومواقف النظام الحاكم المرتكز علي منطلقات دينية مذهنية إزاء القضايا التي تمس مصالح دول الجوار العربي المباشر‏!‏ وإزاء ذلك‏,‏ فإننا لا نملك سوي التضامن مع الجوانب الإنسانية للقضايا التي تدعو لها المعارضة‏,‏ وذلك إلي حين أن تجيب عن الاسئلة المعلقة الخاصة بضرورة إعلان مواقف واضحة لها في حال توليها الحكم‏,‏ فيما يتعلق بدول الجوار العربي‏,‏ وقبل ذلك فيما يتعلق بالحقوق العربية المهدرة داخل إيران سواء كانت في الأحواز العربية‏,‏ أو فيما يتعلق بحقوق العرب الإيرانيين ومن قبلهم أهل السنة بالداخل‏.‏
ففي حال الحصول علي إجابات واضحة وشافية إيجابية إزاء هذه الاسئلة المعلقة‏,‏ فإن الواجب يدعونا للوقوف من وراء هذه المعارضة ليكون لدينا خياران‏:‏ الأول‏:‏ الدفع بمعارضة منصفة للقضايا العربية إلي الحكم‏.‏ أما الخيار الثاني فيتمثل في الدفع بنظام الحكم إلي تعديل مواقفه إلي أخري أكثر إيجابية علي نفس الصعيد‏...‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.