انطلقت بي الطائرة من مطار القاهرة إلي كوانزو العاصمة الاقتصادية للصين 12ساعة علي متن الطائرة التي طارت بي شرقا تمر علي بلاد دون بلاد. وتتجاوز بحرا إلي محيط لأقابله في كوانزو يبدو في قامة طويلة. وملامح ودودة وابتسامة تنقلك من شاطئ المحيط إلي قاهرة الثلاثينيات.. صب كل ذلك في صالح الدور الذي خلق من أجله، كأنامل مهيئة من عالم الذر لتصبح يد عازف. هو معتز السعيد عميد الجاليات المصرية بالصين، ورئيس غرفة التجارة المصرية الصينية. دار الحديث بيننا حول الحاضرة الغائبة والغائبة الحاضرة مصر، وكيف تلتقط أنفاسها لتعود الحاضرة الحاضرة. يقول السعيد" في سبيل الاصلاح لابد لنا من إلغاء الدعم فهو سبب مباشر لخراب مصر، مع حتمية عمل مجالس عليا فى كافة المجالات لوضع خطة استراتيجية يضم المجلس ما يقارب الخمسين عضوا من أفضل عناصر الشباب والعلماء ونخب رجال الاعمال المصريين، ليرسم كل مجلس منهم الخطة الاستراتيجية المستقبلية وعلي الوزراء تنفيذها. وكذلك استغلال الموارد المالية المتوفرة لدي البنوك, والتي تعاني من تراكمها الغبي لتتذكي في عمل مشروعات قومية لتحريك عجلة الاقتصاد، وحث رجال الأعمال في الداخل والخارج وضع ودائع في البنك المركزي دون ان يحصلوا منها علي فوائد لمدة ثلاث أو خمسة أعوام لتجميع مائة مليار دولار علي الاقل للبدء عاجلا في المشاريع القومية والحل الفورى لمشكلة الطاقة النووية, وطاقة الشمس والرياح، والعمل غلي الاكتفاء الذاتي من الغذاء ليجلل كل ذلك التعليم الذى علينا الإيقاف الفورى لردائته والاهتمام بالتعليم الفني المتطور. ساد الصمت بيننا قطعه سؤال حول ما يخلق الإرادة فقال الإدارة هي الحل وهي التي بإمكانها أن تخلق من كل شىء ومن لا شىء، ودار الحديث حول مشاكل الجاليات المصرية بالصين فقال المصريون هنا لا يخرجون عن كونهم رجال أعمال أو موظفين لديهم أو زائرين بغرض التجارة، والمشاكل جميعها للأسف تتعلق أسبابها بالجانب المصرى، وليس الصيني، فأبرز مشاكلنا عدم وجود قنصلية مصرية في كوانزو وهي كما تعلم عاصمة الصين الاقتصادية، وتضم العدد الأكبر من الجالية المصرية علي مستوى الصين جميعها, وتقدمت بطلب للسفارة أطالبها بضرورة إقامة قنصلية بكوانزو، وقد وعدت بدراسة الأمر. ومن ناحيتي تعهدت للسفارة تشجيعا لها علي إقامة القنصلية بأن أهديها مكانا يليق بمصر تفتتحه قنصلية بكوانزو لتسهيل قضاء حاجات المصريين, وكي لا يتكبدوا عناء السفر للعاصمة بكين التي تبتعد ثلاث ساعات بالطائرة عن كوانزو سألته ما المشاكل التي يعانيها رجال الأعمال بالصين؟ فقال: أكثرها يتعلق بشهادة الجودة، تلك الشهادة الصورية التي تطلبها السلطات المصرية ضمن مستندات أوراق الاستيراد من الجانب الصينى، فهي شهادة لا قيمة لها ففي الوقت الذي يتم فيه دفع مبلغ 500دولار عنها، تقوم سلطات الجمارك في مصر يطلب فحص البضاعة مرة أخري ومشاكل أخري نقوم هنا بدونا في تذليلها فالسعودية تعتمد علي الشركة العالمية "ساسو" لتنوب عنها في فحص البضاعة وعلينا أن نحتذي حذوها. وحول أهداف جمعية غرفة التجارة المصرية الصينية التي يترأسها قال لي معتز السعيد "أولا يا عزيزى ..جذب الاستثمارات الصينية إلي مصر واستقدام صناديق الاستثمار وبيوت أموال وبنوك صينية إليها وتنشيط السياحة بين البلدين، ووضع آلية لحل مشاكل رجال الأعمال، وإنشاء مدينة صينية علي غرار المدن الصينية بمعظم دول العالم, ومدرسة صينية علي غرار المدرسة الأمريكية والفرنسية والألمانية تكون نواة لجامعة صينية، فالعالم كله الأن يهتم بتعلم ومعرفة اللغة والحضارة والتكنولوجيا الصينية، وإنشاء مجمعات صناعية جاهزة للإيجار فتزدهر الصناعات الصغيرة، والاستفادة من الخبرات الصينية في المجالات المختلفة مثل الطاقة المتجددة، والتي هي الشغل الشاغل للمصريين الأن , ليظهر ذلك كله في النهاية نموذجا لتطور ورفعة العلاقات المصرية الصينية في كل مجال, ولتتنامي قدرات مصر الطبيعية. وقال: فعلي سبيل المثال في إنتاج الطاقة الشمسية فهي تمتلك 3400 ساعة شمس علي مدار الساعة وبالنسبة لطاقة الرياح فبدراسة ما يسمي بأطلس الرياح تتجلي هذه الطاقة علي مصر كلها فعلي سواحل البحر والمتوسط والصحراء الغربية آيات لطاقة الرياح لا شبيه لها في العالم، فنحن مصنفون علميا دولة مشمسة ودولة أرياح، وقد أخذت غرفة التجارة المصرية الصينية علي عاتقها تجديد الطاقة بمصر بالتعاون مع الصين لتصل التكنولوجيا المتقدمة إليها كلام من هذا القبيل يدور بيننا ,والأمل في السيسي للوقوف بجواره لإنقاذ مصر من نكبتها.