قوة مصر الناعمة تتمثل في ثقافتها التي شعت علي العالم العربي طوال القرنين الماضيين, كانت موضع دراسة وحوار الدراسة كتبها نبيل عبدالفتاح مدير مركز الأهرام للتاريخ والدراسات الاجتماعية, ودار حولها حوار موسع أمس الأول. الدراسة تحدثت عن إنتاج مصر الثقافي.. ريادتها لفنون الأدب المختلفة.. الرواية التي تسيدها نجيب محفوظ والقصة القصيرة التي أبدع فيها الراحل يوسف ادريس وآخرون.. المسرح.. الموسيقي.. الغناء.. القانون.. لقد بدأ نبيل عبدالفتاح دراسته بتقديم تعريف للقوة الناعمة وقدرة مصر علي صياغة تجارب ونماذج بين التقليدي والمحدث وقيام الدولة بنشر نماذجها الإبداعية, ونمط الحياة الذي يتحلق حول الثقافة. تعرض أيضا الي المؤسسات الحديثة, الجامعات والسينما ومدارس الفنون الجميلة. إنتاج مصر الثقافي كان ملهما للطبقات الاجتماعية العربية.. العسكريين والتكنوقراط.. تحدي المسلمات التقليدية للفكر المحافظ وبناء منظومة الدولة الحديثة. شمول حركة الحداثة الشعر وفنون القصة والرواية والمسرحية.. واضفاء المشروعية علي أنماط السرد العربي. كانت مصر مصنع أحلام أجيال في المنطقة, وأصبحت العامية المصرية جامعا للشخصية. أدار الحوار عالم الاجتماع السياسي الكبير السيد يسين وشارك فيه الفنان عادل السيوي وأستاذ النقد الأدبي د. محمد بدوي قوة مصر الناعمة التي تحدث عنها الجميع لم تكن تلك القوة المسيطرة التي تسعي لفرض ارادتها علي الجميع.. بل هي تلك القوة التي تمارس علاقات سلسة تسمح للابداع بأن يأخذ مكانه. لا سلطة للقوة الناعمة.. ولا حكومة وراءها.. ولا وزارات.. وانما فقط الأعمال الإبداعية يشع بريقها علي العقول والقلوب. من قال إن أم كلثوم نتاج حكومات أو محمد عبدالوهاب أو أحمد شوقي أو مختار أو طه حسين أو العقاد. كل هؤلاء المبدعين هم نتاج مناخ ثقافي اتسم بالحرية.. فضاء الحرية هو الذي أضاف لمصر قوتها الناعمة..