أوجه مقالى هذا لكل من استمع إلى خطاب المشير السيسى الأخير ولكل من يطالبه بترشيح نفسه لمنصب رئيس للجمهورية أوجهه لكل مواطن يعتقد أن مسئوليته تنتهى بإختيار الشخصية المناسبة لهذا المنصب المهم والذى يواجه من المشاكل والمسئوليات ما قد توارث وانتقل عبر الزمن من رئيس لآخروهى" تكبر ككرة الثلج " كمشكلة العشوائيات وفساد الإعلام وتأخر المناهج التعليمية والبطالة وغيرها والتى تفاقمت بها المعضلات وزاد حجمها للدرجة التى ينوء عن حملها الجبال. وهذا ليس نتاج أخطاء لأنظمة حكم متلاحقة فقط و لكن نتاج صمت و إتكالية من شعب دأب على أن يترك كل شئ كل حقوقه و مستحقاته في يد الأنظمة المختلفة مقابل أن يأخذ المقابل من سكن و طعام وراتب طالما الحياة مستمرة بدون مشاكل " فلا غضاضة " !! حتى لو لم يكن هناك تقدم ملحوظ لبلده وأولاده من بعده على أى صعيد أى كان سواء على الصعيد السياسى أو الإقتصادى أو الإجتماعى و التربوى .. إلخ. نحن نريد الآن أن نفوز بأحسن إختيار لمنصب رئيس لأكبر دول العالم عراقة و تاريخ و أصالة و تتمتع بموقع جغرافى واستراتيجى تُحسد عليه وتمتلك من الخيرات ما يتناحر عليه الآخرين، وتمتلك من الثروة البشرية ما يمكنها من قهر أى معضلات إذا وُجِه بذكاء فى الطريق الصحيح وهى تعتبر "رمانة الميزان " بالنسبة لوضعها بين الدول العربية والأفريقية .. ناهيكم عن التحديات السافرة التى نواجهها اليوم من إرهاب وأجندات مسبقة التجهيز لإبتلاع هذه الدولة بكل ما تمتلكه ومحاولة القضاء على شعب بأكمله ( و العياذ بالله ) ومحاولة محو تاريخه بمحاولات فاشلة عن طريق التعدى والحرق والسلب والنهب، كما نشهد ويشهد العالم المخاطر المحيطة بنا من كل جانب على حدودنا المختلفة ومحاولات الإختراق الدائمة حتى يتم إجهاد قواتنا المسلحة و جهاتنا الأمنية الباسلة والتى يتعرض أبناؤنا فيها يومياً وفى كل لحظة لمواجهة الموت بكل شجاعة وإيمان. كما نري أن المسئوليات التى تقع على كاهل أى مواطن يقبل أن يتقلد أى منصب من أى نوع حقاً لمسئوليات" مروعة " .. فما بالكم بمنصب رئيس للدولة التى تحتوى على كل هذه المعادلات الصعبة .. وماذا عن دورنا نحن كشعب وهذا هو السؤال الحقيقي والإمتحان الصعب لشعبنا شعب مصر ألم يدر بخلد أى منا أن من حق من سيقبل منصب الرئاسة أن يطمئن على تبادل الثقة والعطاء بينه و بين شعبه ؟ ! أليس من حقه أن يتأكد أنه عندما سيستلم منصبه بناء عن حب و ثقة غالية من شعبه أنه سيتعامل بحب وعطاء مبذول من الجهتين حتى تمر بلدنا من هذه المحن على خير وهو الرجل العسكرى الذى لا يقبل الهزيمة والذى يرى شرفه العسكرى فى الرفعة و الكرامة و البناء و النصر .. أين نحن من كل هذا ؟ نحن شعب قوى قادر على البناء و تحدى الصعوبات وقاهر لكل آثم و معتد، قمنا ببناء حضارات و قادرين على الاستمرار لبناء حضارة قوية قادمة لأجيال مصر المستقبل لأولادنا وأحفادنا بإذن الله شرط أن يزداد طموحنا وانتمائنا وصدق العطاء لمصرنا. لقد كان المشير صريحاً وكان طلبه واضح من خلال مثل صغير : لقد طالبنا بإعطاء عملنا ساعتين إضافيتين و القصد هنا زيادة فى الإنتاج الفعلى وهذا أبسط انواع العطاء و التفاهم أما القصد الآخر هو معرفة قيمة الوقت والصحة فى نزولنا للعمل فى وقت مبكر ساعتين والمعنى هنا أن نهتم بصحتنا والنوم مبكراً حتى يكون ناتج العمل قوى و نكون قدوة صالحة لأولادنا وهم أجيال المستقبل .. ومن هنا يأتى القيا س فى العطاء للوطن .. فيجب على الجميع أن يتعاون و يتحمل و يتكاتف صاحب المنصب والمواطن العادى الفقير والمقتدر والطالب والعامل والموظف وصاحب المهنة الحرة كل منا من خلال موقعه كلنا يدً واحدة لرفعة وبناء مصر الكرامة ومصر الحرية ومصر العِزة والعطاء. وكان هذا مطلب المشير السيسى فى خطابه للشعب و هو ليس بكثير هذا مطلب عادل لمن نريده رب للعائلة المصرية الناجحة وزعيم و قائد لمسيرة شعب قوى قادر على العطاء ... نعم فإن المشير السيسى لا يمتلك عصا سحرية، ولكنه يمتلك قلبا وشعبا من ذهب.