حادث غرق الفتيات في مركب صغير في نيل المعادي أمر محزن الحادث مروع.. فتيات صغيرات يفقدن حياتهن بسبب الاهمال ولا شيء غير الاهمال. من رحلة تتخللها البراءة لفتيات في عمر الزهور الي الموت يخطفهن خطفا.. والسبب هذا المراكبي الذي فقد الاحساس بالمسئولية.. وسمح بركوب18 فتاة بدلا من ست وهو ما يمثل سعة المركب. هذا هو الاهمال.. وهذه هي الاستهانة بأرواح البشر في أقوي تجلياتها. هذا قطاع ينبغي مراجعة طريقة تشغيله حتي لا نفاجأ بكارثة من عيار غرق العبارات في البحر الاحمر.. هناك معديات تمرق عبر النيل.. هناك فنادق عائمة دائبة الحركة ما بين الاقصر واسوان وداخل بحيرة ناصر.. ولا ندري ما هي المعايير المتبعة لضمان سلامة هذه المراكب والمعديات. قيم العمل اتسمت بالفوضي.. لم تعد هناك تلك القواعد الصارمة فيما يتعلق بسلامة البشر في المواصلات العامة باستثناء الطائرات. الكل يتمسك بقاعدة' ياعمي.. خليها علي الله' أو' حد هياخد أكثر من عمره' ونعم بالله.. لااعتراض ولكن اين معايير السلامة التي يتبعها العالم كله ركوب المراكب في بقية دول العالم دونةاجراءات عديدة بهدف اتاحة المعلومات أمام الركاب وتثقيفهم وتنويرهم وافهامهم كيف يتصرفون في حالات الطوارئ.. ما هي الادوات التي سيستخدمونها.. وكيف يستخدمونها.. وكيف يتصرف الاطفال.. وهل يعطي الكبار الاولوية للاطفال للتأكد من سلامتهم ؟ هذا يحدث في المراكب.. ويحدث في القطارات.. من يجلس بجوار باب الطوارئ عليه مسئوليات يجب تحملها. أما نحن فيقود فئة معينة الفلوكة والمراكب الصغيرة وقد يقودها البعض بدون ترخيص علي اعتبار انها مركب صغير فلا خوف منه. نحن في حاجة الي اعادة السلامة الي مواصلاتنا العامة. [email protected]