سؤال يطرح نفسه الآن على الساحة المصرية وبشدة .. أين نحن يا شعب مصر مما يحدث من متغيرات داخل الدولة وخارجها والكوارث والمخاطر الشتى التى تحيط بحدود مصرنا، سواء بسيناء أم من الجنوب أم من الغرب غير ما يمكن أن نتعرض له من خلال بحارنا أو نهر النيل .. أين نحن من كل هذا؟ إنى أريد أن أوجه هذا السؤال لكل من يقوم أو يفكر فى عمل وقفات و مسيرات و مطالبات سواء فئوية أم غيرها !! هل يعلم هؤلاء أن لولا تكافل الدول العربية معنا لكان حدث ما لا يحمد عقباه ؟ هل يعلمون أن النظام الأخير ترك خزائن الدولة خاوية على عروشها و أن هناك آلاف المنافذ التى يجب أن تقوم الجكومة الجديدة على سد ثغراتها و هذا يترجم بالمليارات. ليس معنى تواجد رغيف الخبز الآن و تواجد البضائع فى السوبر ماركت والمحال التجارية و تواجد الكهرباء و الغاز حتى لو حدث فيهم نقص بعض الأحيان أن هذا يعنى أن خزائنا تعج و تمتلىء بالجنيهات والعملات الأجنبية وأننا فى حالة رخاء ولا ندرى كيف نوزع المليارات على الشعب! من يفهم هذا ويعتقد أنه سيقوم بمطالبة فى الشارع أو مسيرة أو مظاهرة فإن النتيجة ستكون رد من الحكومة بأمطار تنزل إليه من السماء محملة بالنقود .. الإجابة للأسف هى نفى قاطع لما يتمناه فما نمتلكه الان له أولوية للعمل على إسترجاع دولتنا و إعادة بناءها ولا يوجد مكان لمن يريد أن يأخذ قبل أن يعطى لهذا البلد و كما يعلم الجميع أن مصرنا تمر بضائقة وأزمة لا يعلم مداها إلا الله و يجب على المواطن الحر الشريف أن يراعى هذا ولا ينظر للأموال والمعونات والاستثمارات التى تأتى لمساعدة مصر من الدول العربية الشقيقة أو غيرها .. فكل جنيه فيها محسوب علينا ويجب أن يتم تدويره واستثماره جيداً حتى يكون هناك مصداقية وثقة لإستمرار التعامل والعطاء حتى نتفادى ما حدث سابقاً مع دول قد فقدنا مصداقية التعاون والتعامل معها بسبب تواجد بعض الأنظمة الفاسدة وكانت النتيجة أنهم أوقفوا التعامل معنا لسنوات إلى أن تغير أمامهم النظام وشعروا بنوع من الثقة والطمأنينة وبدأنا الآن من جديد صفحة جديدة نريد العمل وبذل الجهود للبناء ومحاولة تصحيح الأوضاع للتغلب على الصعاب المحيطة بنا.. وقبل كل شئ لإستعادة كرامتنا أمام العالم و ان ننفى عن أنفسنا صفتى " الكسل والاتكالية " التى إلتصقتا بنا لسنوات عديدة .. هاتان الصفتان اللتان أفقدانا الكثير من المصالح والاحترام والمهابة , أين مهابتنا واحترامنا لذاتنا و نحن نمتنع عن العمل فى وقت بلدنا فيه فى معاناة ومع حكومة تستجلب لنا الأموال من الخارج بشتى الطرق لتأمين رغيف العيش وسبل الحياة الكريمة حتى نمر من هذه الأزمة؟ أين كرامتنا ونحن نعلم أن جيشنا وجهاتنا الأمنية تتكلف المليارات لسد الثغرات وتلبية إحتياجتنا الأمنية لتأمين المواطن المصرى البسيط ؟ ! .. أين إحساسنا بوطنيتنا عندما أشتت أمن بلادى فى تأمينات للشوارع تكلف الملايين وتعرض أرواح جنودنا البواسل للخطر ثم أترك موقعى فى عملى لأطالب بزيادات ومطالب فئوية وأنت تعلم يقيناً أنه هذا ليس الوقت الملائم إطلاقا لأن فاقد الشئ لا يعطيه "على الأقل مرحلياً " إلى أن يستتب الأمن و الوضع الاقتصادى بالدولة فهذه المطالب حق من حقوق كل مواطن ولكن كما يقولون " أخذ الحق حرفة " وذكاء و ليس من الذكاء مطلقاً أن تطالب الخاوى أو المديون بأن يزيد من حقك وكما يقولون " لكل وقت أدان. إن من يقوم بتشتيت الإعلام عن أولويات هذا البلد أو تكليف وتشتيت الحكومة والأمن فى ظل هذه الظروف الحرجة و الخطيرة التى تمر بها مصرنا الغالية يقوم بعرقلة لأى خطوة تقدم أو إنجاز وفى نفس الوقت يطالب بما ليس هو مستطاع حالياً وهوغير متفهم تماماً لماهية الموقف الذى نحن بصدده الآن .. مصر الكرامة مصر الخير مصر الأصالة والشهامة صانعة الهمم والرجال .. فمصر فى خطر ويجب على الكل أن يتفهم هذا ويستوعبه وهنا قد جاء وقت العطاء والمثابرة والتمسك بالكرامة واستعادة مهابتنا والمحافظة على دولتنا هى الأولوية الآن. ولقد خرج الجميع و طالب بإستعادة بلادنا و مهابتنا وسط دول العالم فالنعمل على ذلك من جد وبكل قوتنا بلا عطلة نعلم أن الطريق وعر وملئ بالصعوبات ولكن يا كم ما تحملنا سابقاً وعلى أقل تقدير نحن نجحنا فى اتخاذ أول الخطوات وتكاتفنا فالنجعل إرادتنا واحدة و لنجعل الهدف واضح أمامنا وهو العمل على إبعاد مصرنا عن نواقيس الخطر هو أولوياتنا .. ولنحمى مصر من كل سوء يحيط بها .. دعونا نتحمل لقهر الصعاب وإعادة بناء الوطن .. وهدانا الله جميعاً لما فيه الخير لمصر وتذكروا دائماً " من لا يملك قوت يومه، لا يمتلك قراره بنفسه ".