أقيمت فى سلطنة عُمان فعاليات أسبوع التقارب والوئام الإنساني - 2014 في نسخته الثالثة الذي نظمه مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم انطلاقا من إيمان السلطنة العميق بالسلام، وبأهمية وضرورة العمل من أجل تحقيق التقارب بين الشعوب، وتوسيع وتعميق سبل وقنوات الحوار بين الحضارات ، وذلك فى إطار المسئولية المشتركة لكل ابناء البشرية . شارك في جلسات عمل الأسبوع لفيف من المفكرين والمثقفين والباحثين والأكاديميين في مجال التقارب بين الأديان والحضارات من عدة دول ، حيث ناقشوا خلال حوارات مكثفة العديد من الأبحاث والدراسات وأوراق العمل التى أجمعت على أهمية إرساء مفهوم التعاون الإنساني ، واستهدفت إلقاء الضوء على الجوانب المهمة لتلك الأبعاد الحيوية للسياسات التى تحتاج الأقطار الى تفعيلها الآن ربما أكثر من أي وقت مضى. وتمثل تلك التوجهات بعض ركائز السياسة الخارجية العمانية، التى تستند عليها علاقات السلطنة مع سائر الدول فى إطار إسهامها الايجابي المستمر فى الدعوة الى إحلال السلام العالمى و الاستقرار الاقليمى . لقد عبر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان عن المبادئ التى تتبناها السلطنة بصدد تلك القضايا فى عبارة موجزة وبليغة في حوار أجرته معه شبكة فوكس نيوز حيث قال فيه : لا يستطيع أحد أن يعيش بمفرده في عالم اليوم. على ضوء كلمات السلطان قابوس تؤكد مواقف السلطنة نجاحها فى تفعيل تلك السياسات وذلك منذ وقت مبكر جدا،وتحديدا منذ مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضى ، فنقلت إلى أرض الواقع التنفيذ الميدانى لهذه الرؤى ، بعد أن بادرت بتوقيع اتفاقيات لترسيم الحدود مع جميع الدول المجاورة لها . وشهدت قاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر الجلسة الافتتاحية للأسبوع ، حيث أكد عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار السلطان قابوس للشئون الثقافية أن هذه الكوكبة من الأكاديميين والباحثين والمثقفين والمفكرين يأتون إلى سلطنة عُمان لتبادل الرأي والتحاور مع زملائهم العمانيين في مختلف المواضيع التي تهم الإنسانية وترسخ نهج السلطنة القائم على الحوار الذي هو نهج العقلاء وخيار الحكماء ، بوصفه أداة التواصل الثقافي بين الشعوب ،والطريق الأسلم لتحقيق المصالح المشتركة ، وكذلك التفاهم على ما اتفقوا عليه عبر العصور من مبادئ سامية تعتنقها كل المجتمعات. وشدد على أنه لمّا كانت القيم الإنسانية مشتركة فلا بد أن يكون الجدال فيما بينها بالتي هي أحسن وبالقول الذي يثري معرفة الإنسان ويمكنه من معرفة الآخر لأن الإنسان عندما يكون على بصيرة يستطيع أن يهتدي للطريق القويم. كما أكد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية العمانية في كلمة له خلال افتتاح الندوة العلمية التي أقيمت ضمن فعاليات الأسبوع أن السلطنة تمضي قدما على طريق التسامح الديني والعلاقات الخارجية المتزنة والتعاون الدولي. وأشار الى ان السياسة الخارجية العمانية تنتهج ثلاثة أسس رئيسية هي : شمولية النظر، والسعي من أجل التوصل إلى حلول جماعية، ونبذ الانحياز إلى طرف بعينه في الصراعات، أو التدخل في الشئون الداخلية للدول ، والتسامح واحترام عادات وتقاليد الآخرين . من جانبه أكد حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم على أهمية الندوة التي تتناغم مع سياسة الدولة حيث تبوأت عمان هذا الدور منذ دخول الإسلام إليها.وشدد على دور الحوار في بناء علاقات حقيقية بين الدول والتكتلات العالمية مشيرا الى انه الاختيار الوحيد الذي يمكن أن ينجو بالأمم والشعوب من متاهات الضياع. كما استقبل الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الاعلام بمكتبه المشاركين في ملتقى أسبوع التقارب ،و تم خلال اللقاء بحث سبل وآفاق تيسير التواصل بين الثقافات الإنسانية , من أجل تحقيق وتأكيد دور الحوار في تعزيز السلام والاستقرار في العالم على ضوء ما تحث عليه الأديان والمبادئ الإنسانية العامة ، انطلاقا من دور السلطنة ومساعيها في دعم التفاهم بين سائر الشعوب والثقافات والحضارات . كما تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية الاسهامات العمانية في تحقيق هذه الأهداف ،وأشار الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني إلى أن الإعلام العماني يعمل ضمن منظومة متكاملة تؤمن بهذا النهج السديد. من جانبهم عبر ضيوف السلطنة عن بالغ تقديرهم للسلطان قابوس لما لمسوه من جهود كبيرة تساعد على ترسيخ مفهوم والتقارب بين الشعوب.