غالبا ما يدفع مدير الفرق فاتورة الفشل الذي يلحق بفرقهم, ودائما يكون اللاعبون هم الفئة التي لا تحاسشب.. دفع دونجا فاتورة خروج البرازيل من كأس العالم, وقبله دومينيك مع منتخب فرنسا, وليبي مع إيطاليا, وهناك حساب عسير لكابيللو مع الإنجليز الذين لا يعرفون ماذا يفعلون معه؟ فهناك عقد بين الطرفين حتي عام2012, وهناك اقتناع أيضا بأن كابيللو لا يملك عصا موسي لكي يستطيع تحقيق المعجزات وتفوز انجلترا في عهده بكأس العالم في ظل منتخب ضعيف, وإمكانات ضئيلة, مواهب معدومة, لكن لأن هناك عقلاء داخل الاتحاد الإنجليزي الذي لا ينساق وراء العواطف والانفعالات الوقتية كان قرار العقل والمنطق يحتم أن يظل كابيللو في موقعه, خاصة أن هناك حالة من عدم الثقة في المدرب الإنجليزي بعد التجربة الفاشلة عقب استقالة المدرب السويدي أريكسون وتولي مدرب وطني قاد الإنجليز إلي الهاوية وخروجوا من تصفيات أوروبا, واستطاع كابيللو أن يعيد الهيبة للكرة الإنجليزية في حدود المستطاع. الأمر اختلف في البرازيل حيث لم ينتظر الاتحاد البرازيلي وأصدر قرار إقالة دونجا لتهدئة الجماهير الثائرة بعد الهزيمة أمام هولندا, أما الأرجنتين فقد كان مارادونا أكثر ذكاءا عندما نجح في توثيق علاقته بلاعبيه أكثر من تركيزه داخل المستطيل الأخضر, لذلك هناك مساندة قوية من اللاعبين من أجل استمرار مارادونا في قيادة المنتخب الأرجنتيني. وبصراحة شديدة هناك مدربون يستحقون الإقالة, منهم دونجا ومارادونا لأنهم لم تكن هناك بصمة لهم علي الفريق, فإذا كان اللاعبون هم رأس مال المدرب فأعتقد, ولا يختلف معي أحد أن دونجا ومارادونا يملكان ثروة طائلة من الإمكانات البشرية التي يزخر بها كل من منتخبا البرازيل والأرجنتين, لكنهما لم ينجحا في استغلالها بالشكل الأمثل الذي يستطيع به الفريق استكمال مسيرته حتي النهاية, في الوقت الذي استطاع فيه مدرب مثل لوف المدير الفني لمنتخب ألمانيا أن يسخر الإمكانات المتاحة له وصهرها في قالب واحد لمصلحة ألمانيا ونجح ونال إعجاب العالم, وبذلك فهو المدرب الوحيد الذي أثبت خطأ نظرية رأس مال المدرب لاعبوه لتكون رأس مال المدرب فكره وعلمه.