تنفرد سيناء, بخصوصية في الموقع الجغرافي, وبأهمية في الموقع السياسي, وبعاطفية فريدة في الوجدان الديني. يكفي سيناء فخرا, أنها سجل حي, تحكي رمالها, قصص البطولة وأمجاد المواجهة العسكرية, التي خاضها ويخوضها الشعب المصري, ضد العدوان الاسرائيلي المفتوح علي أمتنا العربية. سيناء, هي بشر, هي إنسان, هي مواطنون, قبل ان تكون رمالا, او تلالا, أو جبالا, او سهولا ووديانا. البشر في سيناء, هم المواطنون المصريون المؤتمنون علي الجبهة الشرقية. سيناء كانت, ومازالت, وسوف تبقي الي الأبد جبهة شرقية, تصد الخطر الذي لم يكف عبر القرون عن التدفق إلينا من هناك. تحرير سيناء, هو في الاصل, تحرير الإنسان هناك هو المستهدف وهو المقصود. نعم: لا حرية لسيناء, دون حرية الانسان علي أرضها, كرامة المواطن السيناوي جزء من كرامة سيناء وكرامة سيناء جزء من كرامة مصر, وكرامة مصر تعني كرامة كل إنسان يولد علي ارضها, ويعيش عليها, ويحمل جيناتها, ودماءها, وعلي استعداد لان يبذل دمه وحياته فداء لهذا الوطن... إدماج سيناء, وأهل سيناء, في النسيج الاجتماعي المصري, ضرورة وطنية, لايجوز التساهل فيها. من1967 الي1973 الي1982, خمسة وعشرون عاما من الحرب ومن التفاوض الشاق, حتي عادت الينا سيناء, حيث دفعنا الكثير من المال والارواح, هذا العطاء لايجوز اهداره, ولا يقبل عاقل ان يتم دفنه في بحر الرمال المتحركة او حتي الراكدة.