هل لنا أن نتمني ألا يكون هناك نائب في البرلمان القادم قد تورط أخلاقيا, أو تهرب تجنيديا, أو فسد ماليا أو تعامل تهريبيا في دواء أو مخدر أو بضائع, أو تاجر دينيا بتأشيرات حج ؟!. البرلمان القادم كيف نتمناه ؟ ما هو شكله ومن هم نوابه ؟ أتمني أن أري برلمانا ممثلا بحق لنا جميعا كمصريين, أن أجد نوابا شاركنا نحن بالفعل كمصريين في اختيارهم, نزلنا إلي صناديق اقتراع شفافة, تبدأ اليوم وهي خالية من أوراق التصويت, وتنتهي بأوراق حقيقية ملأناها بأيدينا.أتمني وأظن كثيرين معي يتمنون ألا نجد نوابا تاجروا بقوت الشعب, ولا بأموال علاجه, نتمني أن نري نوابا بحق عن الأمة, ينظرون إلي مصالح الأمة لا مصالح الأشخاص, أن نجد من يرعي مصالح دائرته بحق, وليس مصالح من دفعوا له أو دعموه ليصل إلي مقعد البرلمان, أن يعمل من أجل صالح جميع أهل الدائرة لا من أجل مصالح خاصة ضيقة.هل لنا أن نتمني ألا يكون هناك نائب في البرلمان القادم قد تورط أخلاقيا, أو تهرب تجنيديا, أو فسد ماليا أو تعامل تهريبيا في دواء أو مخدر أو بضائع, أو تاجر دينيا بتأشيرات حج؟ نتمني أن تنجح الأحزاب جميعها في أن تختار المرشحين المعبرين بحق عن رغبة أهالي كل دائرة, أن يكون من يقع عليه الاختيار محل ثقة لدي ناسه, وألا يكون من أولئك الذين سبق أن أشرنا إليهم في الفقرات السابقة. و العبء الأكبر هنا يقع علي الحزب الوطني الحاكم, الذي ينبغي أن يتوقف قادته ليتدارسوا تجاربهم السابقة في الاختيار, وآخرها مجلس الشوري الأخيرة, و القواعد التي وضعوها لهذا الاختيار, وأن يستمعوا إلي صوت الجماهير الحقيقية التي تمتلك والتي تذهب إلي الصناديق بالفعل, بل وأن تقنع من لا يذهب بأن يذهب بالاختيار الصحيح لمن يخوضون الانتخابات. أتمني أن أجد برلمانا به معارضة حقيقية تمثل القوي المدنية بحق, وأن تكون حاضرة بنسبة حقيقية وقوية, وأن يكون تمثيل القوي السياسية تمثيلا حقيقيا عاكسا لأوضاعها وقوتها الحقيقية في الشارع. أتمني أن يقتنع من تخوف من المعارضة المدنية الليبرالية من قبل بأن تخوفه أدي بنا إلي صعود المعارضة الدينية بشكل مبالغ في حضورها علي حساب المعارضة المدنية, وهو الأمر الذي يدفع بنا بعيدا عن مفهوم الدولة المدنية. انتهت الدورة البرلمانية أمس, وأعلن فض الدورة وخرج منها النواب وكلهم يتمني أن يعود إلي مقعده الدورة المقبلة, ونحن لا نتمني ألا يظل فيها إلا من يستحق أن يكون, فهل تتحقق الأمنية ؟.