تدق ساعة الحقيقة أمام المنتخب الجزائري لكرة القدم اليوم الجمعة عندما يلاقي نظيره الانجليزي في كيب تاون ضمن الجولة الثانية من نهائيات كأس العالم المقامة حاليا في جنوب افريقيا. بعد خسارته المباراة الاولي امام سلوفينيا, يدرك محاربو الصحراء ان اي تعثر جديد يعني خروجهم خاليي الوفاض وهم الذين يمنون النفس بتخطي الدور الاول لتأكيد عودتهم اللافتة الي الساحتين العالمية والقارية, وهو ما اكده أغلب اللاعبين في الايام الاخيرة من خلال الحماس الكبير الذي دب في نفوسهم في المعسكر التدريبي في مرجيت وفي مقدمتهم القائد الجديد مدافع بوخوم الالماني عنتر يحيي الذي اوضح أن' كل شي علي ما يرام الآن, أظن أننا نسينا الخسارة امام سلوفينيا وحفظنا الدرس جيدا, الكل مصمم علي رفع التحدي أمام الانجليز'. وأضاف' اعتاد العرب تقديم افضل العروض امام المنتخبات الكبري وتحديدا انجلترا, فالمغرب ارغمها علي التعادل عام1986 في المكسيك عندما كان اول بلد افريقي وعربي يتخطي الدور الاول للمونديال, ومصر خسرت بصعوبة صفر-1 في مونديال1990 في ايطاليا, واعتقد بأننا سنسير علي الخطي ذاتها ونحقق افضل نتيجة ممكنة'. وتابع' في كرة القدم كل شيء ممكن, نحن ندرك جيدا صعوبة المهمة وثقل المسئولية الملقاة علي عاتقنا, لكننا نعتبر المباراة المقبلة بمثابة فرصة لنا للتدارك مهما كانت قوة المنافس وسمعته الدولية, نحن هنا من أجل العمل والتحضير, وتدارك النقائص حتي نقدم ما هو مطلوب منا. جميع اللاعبين عازمون علي التضحية فوق الملعب يوم المباراة'. وختم قائلا' سنخلق مشكلات عدة للانجليز, ولدينا الامكانات للقيام بذلك. من جهته, قال المدير الفني رابح سعدان' ان المنتخب الجزائري لم يستهلك كل أوراقه حتي الآن, سنظهر بوجه مختلف في المباراتين المقبلتين, وكل شيء ممكن أن يحدث, كرة القدم لم تعد تعترف بالمنطق وبالعروض الجيدة وعراقة المنتخبات كما كانت الحال في السابق, تغير مفهوم كرة القدم وباتت المنتخبات المتواضعة والصغيرة أفضل بكثير وتحدث المفاجآت'. وابرز سعدان انه' وقف علي نقاط القوة والضعف في صفوف المنتخب الانجليزي وسنحاول استغلال الاولي وتفادي الثانية', مشيرا الي ان افضل وسيلة لمواجهة رجال المدرب الايطالي فابيو كابيلو' هي الدفاع بأكبر عدد من اللاعبين والهجوم بأكبر عدد من اللاعبين ايضا. هذه الخطة أعطت ثمارها والدليل فوز سويسرا علي اسبانيا بطلة اوروبا. معطيات كرة القدم الحديثة تغيرت بشكل كبير ويجب ان نتماشي معها'. وأضاف' كنا الافضل طيلة مجريات المباراة وخسرنا بسبب جزئيات صغيرة( حالة طرد عبد القادر غزال, وخطأ فادح لحارس المرمي فوزي شاوشي). الآن ليس لدينا شيء نخسره امام انجلترا التي تعتبر احد المنتخبات التي رشحتها شخصيا للفوز باللقب, لكن طموح واصرار وعزيمة اللاعبين واضحة للعيان وستكون لنا كلمة امام انجلترا'. ويعلق الجزائريون آمالا كبيرة علي مواجهة الانجليز وان كان اشد المتفائلين في الجزائر لا يتوقع تحقيق نتيجة ايجابية بالنظر الي الخسارة المخيبة امام سلوفينيا صفر-1 في المباراة الاولي. وتابع سعدان' صحيح ان جميع الجزائريين لا يزالون تحت وقع صدمة الخسارة امام سلوفينيا كونها المباراة التي كانوا يرون أن نقاطها الثلاث مضمونة, لكن حظوظنا لا تزال قائمة علي الرغم من المهمة الصعبة التي تنتظرنا امام انجلتراوالولاياتالمتحدة'. وركز سعدان علي اعداد اللاعبين نفسيا ومعنويا في الايام الاخيرة بالاضافة الي تصحيح الاخطاء التي وقع فيها اللاعبون في المباراة الاولي من الناحية التكتيكية خصوصا العقم الهجومي الذي يلازم المنتخب حيث لم يسجل سوي هدف واحد في المباريات الست الاخيرة وتحديدا منذ فوزه علي كوت ديفوار3-2 في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس الامم الافريقية في24 يناير الماضي في كابيندا, علما بأن الهدف الوحيد الذي سجله كان من ركلة جزاء في المباراة الدولية الودية التي تغلب فيها علي الامارات في الخامس من الشهر الحالي. وهو الفوز الوحيد في المباريات الست الاخيرة أيضا. ويتطلع سعدان إلي إعادة الاعتبار الي الخضر والي نفسه من خلال خطة محكمة ومتوازنة بين الخطوط الثلاثة بعد الانتقادات التي وجهت اليه بخصوص تفضيله الخطط الدفاعية عن الهجومية. وابرز سعدان' عملنا بشكل كبير في اليومين الاخيرين وسنواصل العمل حتي يوم المباراة. رصدنا هدفين في التدريبات: التحضير النفسي والمعنوي للاعبين, ثم التحضير التكتيكي والفني, وأعتقد بأننا جاهزون لخوض هذا التحدي', انه طالب اللاعبين ب'تكرار الاداء الجيد الذي قدموه امام سلوفينيا لكن بطريقة أفضل'. وقال' بشهادة الجميع قدمنا مباراة جيدة أمام سلوفينيا وكنا الافضل لكن النتيجة لم تكن جيدة. سنحاول الظهور بشكل أفضل امام انجلترا التي لن تكون خصما سهلا بطبيعة الحال والضغوطات كبيرة عليها أكثر منا لانها مرشحة للفوز باللقب كما انها مطالبة بالفوز أكثر منا كونها ستواجه سلوفينيا, صاحبة النقاط الثلاث الاولي في المجموعة, في الجولة الاخيرة'. في المقابل, ستكون سمعة الانجليز علي المحك امام الجزائر وذلك بعد التعادل المخيب امام الولاياتالمتحدة1-1 في الجولة الاولي. وسيكون الانجليز مطالبين بتحقيق الفوز تفاديا لاي مفاجأة قد تحصل في الجولة الثالثة الاخيرة خصوصا وانهم سيلاقون سلوفينيا التي ضربت بقوة في الجولة الاولي وتغلبت علي ممثل العرب1- صفر. وتكتسي مباراة الغد اهمية كبيرة لانجلترا الساعية الي استعادة هيبتها لان سجلها في البطولات العالمية لا يتناسب مع سمعتها كونها مهد اللعبة الاكثر شعبية في العالم ومنها انطلقت القوانين الاولي, وكونها ايضا تضم اعرق الاندية في العالم وعلي رأسها مانشستر يونايتد وليفربول, وجمهور يعشق كرة القدم حتي النخاع, وبطولة من افضل البطولات في العالم. وعلي الرغم من سيطرته علي اغلب فترات المباراة امام الولاياتالمتحدة, فإن المنتخب الانجليزي المتوج بلقب عالمي وحيد كان عام1966, عاني الامرين لهز شباك الحارس تيم هوارد, كما ان نجمه واين روني لم يظهر بمستواه المعهود الذي ضرب به بقوة مع فريقه طيلة الموسم. كما ان مدرب انجلترا كابيلو لم يكن موفقا في تبديلاته حيث اضطر الي القيام بتغييرين اضطراريين, الاول اخراج جيمس ميلنر الذي كان مفاجأة التشكيلة, في الدقيقة29 لمعاناته في الجهة اليسري امام لاندون دونوفان وتلقيه بطاقة صفراء مبكرة, والثاني اصابة قطب الدفاع ليدلي كينج في المحلبين. ويعود الي صفوف انجلترا لاعب وسط مانشستر سيتي جاريث باري الذي غاب عن المباراة الاولي بسبب الاصابة, وسيشكل قوة ضاربة في خط الوسط الي جانب القائد ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد.