بعد مشاهد الوحل التي اجتاحت شوارع القاهرة والمحافظات جراء الامطار لا يحدثني أحد من المحافظين عن خطط تطوير للمرافق, أو استعدادات لموسم الشتاء, بعد أن سقطت كل هذه التصريحات في وحل الأمطار, وذابت الخطط الوهمية التي يتغنون بها ليل نهار في برك المياه التي انتشرت في الشوارع والميادين, حتي ان السير اصبح مغامرة غير محمودة العواقب, مئات السيارات والمركبات معطلة في البرك والاوحال, نعم جاءت الامطار كاشفة فاضحة لأجهزة محلية عاجزة عن تقديم ابسط حقوق المواطن, ووصل بها الاهمال الي حد ترك المرافق الحيوية بلا صيانة, أو تحديث, وها نحن نمر بأسوأ أزمة بسبب تدهور حالة المرافق, من مياه وصرف وغيرها. والمضحك أن يخرج علينا محافظ القاهرة أمس ليقول إن المحافظة استعدت للأمطار منذ شهر, وقامت بمراجعة بالوعات صرف الأمطار والتأكد من سلامتها, وكأنه يتحدث عن عاصمة غير القاهرة الغارقة في الوحل, ثم إذا كانالسيد المحافظ استعد من شهر و رغم ذلك حدث ما حدثفي الشوارع, فماذا لو لم يستعد ؟!.. والمضحك اكثر قوله ايضا انه تم تخصيص100 مليون جنيه لا نشاء بالوعات صرف, وكأنه كان في انتظار سقوط الامطار ليتذكر أن العاصمة تحتاج الي بالوعات!! القاهرة ليست الوحيدة التي كانت ضحية الاهمال والأمطار, بل كل المحافظات المصرية التي أصبحت علي موعد في كل شتاء مع موسم البرك والأوحالفي دليل واضح يدينالجهاز المحلي في مصر, الذي يعاني الاهمال والفساد يتطلب مواجهة حاسمة قبل أن يأتي اليوم الذي نستيقظ فيه علي كارثة نتيجة تهالك المرافق التي لم تعد صالحة بسبب غياب الصيانة, والاحلال والتبديل. ولعل هذه الأزمة في تقديري تعد الأخطر التي تواجه مصر حاليا خاصة في المحافظات ذات الكثافات السكانية العالية, إذ انها تحتاج الي تغيير جذري للمرافق وهو مايتطلب بالطبع الي تمويل كبير يصل الي عشرات المليارات, بل إن هذه الأزمة أسصبحت تهدد الصحة العامة للمواطنينفي العديد من المحافظات بعد تفاقم مشكلة اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب فالإسكندرية علي سيبل المثال أوشكت علي كارثة نتيجة تهالكشبكة الصرف الصحي وعدم قدرتها علي تحملالتمدد الذي تشهده المدينة, كما أن مدنا حديثة مثل التجمع, وأكتوبر وغيرها بدت تظهر عليها أعراض شيخوخة مبكرة علي المرافق. إنه الاهمال الذي لايزال يهدد المجتمع بأسره ويفسد حياة المواطنين, بينما المسئولون اكتفوا بتصريحات مكانها الطبيعي في الوحل. [email protected] رابط دائم :