كل الشواهد تشير إلي أن هناك أيادي خفية تتآمر علي مصر, وتعبث بكل ما يتعلق بالمواطن المصري ليس في تحريك أحداث الجامعات والمدارس, وتوجيه مسيرات الشوارع فحسب, ولكن في شن أكبر حملة من الشائعات والأكاذيب التي تستهدف النيل من الدولة المصرية وإفشال خارطة طريق ما بعد30 يونيو خاصة مع اقتراب الاستفتاء. لا أقصد بكلامي ما رددته عناصر تآمرية من أكاذيب عن قطع ليبيا لعلاقاتها بمصر ومنح السفير المصري في طرابلس24 ساعة لمغادرة البلاد فقط وهو ما نسفته تصريحات الليبيين أنفسهم, ولكن ما شهدته الأيام الماضية من حرب شائعات قذرة وقفت وراءها مجموعات من اللجان الالكترونية المحسوبة علي فصيل سياسي تأكد الجميع أنه من أعداء الوطن والشعب المصري, وهذا الفصيل يتخذ من تركيا ومخابراتها وقطر وجواسيسها قاعدة لإطلاق الأكاذيب والشائعات التي لا تتوقف عند حد وتطال كل المجالات في مصر. وأكثر ما يؤكد أن هذا الفصيل يقف وراء تلك الحرب القذرة أن لجانه الالكترونية هي التي تتولي عمليات نشر تلك الأكاذيب والشائعات بصورة لا مثيل لها مدعومة بما تقوم به قنوات فضائية مشبوهة ووكالات أنباء ليست بعيدة عن الشبهات وصحف عالمية لا تفرق بين الحقيقة والكذب أمام سحر الدولار, وفي حالة عدم وجود ذلك الدعم تلجأ تلك المواقع إلي فبركة الأفلام والمقاطع والفيديوهات التي تحاول بث روح الحقيقة في تلك الشائعة. وهذا الأمر وجدناه فيما خرج من تصريحات ووقائع منسوبة إلي صحف ووكالات بتعرض الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلي عملية اغتيال وأنه أصيب خلالها إصابات بالغة الخطورة وأن رئيس الأركان هو الذي يتولي قيادة الجيش الآن, كما وجدناه فيما تداوله نشطاء الأكاذيب والشائعات من مغالطات عن مقتل ضباط في سيناء زعموا خلالها أن قيادات قامت بتصفيتهم بحجة عدم موافقتهم علي مواقف عسكرية وانتمائهم للإخوان وهو ما أكدت الوقائع كذبه وزيفه بأن هؤلاء الضباط تعرضوا لحادث سير وأنهم لم يكونوا في عملية مطاردة لأحد. ومحاولات إسقاط البسطاء وغيرهم في أسر الأكاذيب والشائعات هي عملية قديمة تعتمد علي سلاح ذي حدين إما تأكيد الكذب وإكسابه حصانة تقترب من التصديق وتحويل البسطاء والمخدوعين إلي بوق لترويجه, أو التشويش علي مواقف من يقاوم هذا الخداع ويتصدي له, وهذا بدوره يتطلب أن يدرك المخلصون لهذا الوطن أن هناك من يريد له شرا ويعلن له عداوته ويرفع راية الشر في وجه من يريدون له أي إصلاح. كما أن القائمين علي أمر الدولة الآن مطالبون بتحري الموقف وإدراك أن هؤلاء الأشرار يفكرون في شيء أكثر قذارة وجريمة أكبر في حق الوطن والمواطن, وأن ما تشهده الجامعات ومسيرات التظاهر ينبئ بأن الشائعات وتوظيف الحرائر وترويج الأكاذيب ليس إلا مقدمة لشيء أكبر يراه الأشرار قريبا ونراه بعيدا ولكنهم لن يتراجعوا إلا بعودة هيبة الدولة بأي ثمن! رابط دائم :