لم يكن يدر بخلده أن يواجه الظلام في عز النهار. لم يتوقع أن تنقلب حياته رأسا علي عقب وأن تتحول حياته من الاستقرار إلي مزيد من تقلبات الزمن فبعد أن كان يمد يده لكل محتاج أصبح يمد اليد في حاجة إلي مساعدة يسكن في شقة صغيرة ومتهالكة بمدينة السلام بسرير ودولاب محطم مثل آماله تماما في الحياة. حسين صلاح الدين يحكي قصته التي تدمي القلوب بمزيد من الدموع بلا توقف ويالها من دمعة تسقط علي خد الرجل عندما يعجز عن قضاء الحاجة لأسرته حيث الزوجة طريحة الفراش والبنت في حاجة إلي تجهيز بعد أن أصبحت عروسة وبنت أخري في مرحلة الدراسة وولدان لم يعرف لهما طريقا. يقول عم حسين. عمري تجاوز الخمسين عاما ومع ذلك أشعر وكأني تجاوزت السبعين من كثرة الهموم التي أشعر بها بعد أن خرجت علي المعاش المبكر بعد اصابتي ببتر أسفل القدم. أعيش في شقة عبارة عن غرفة وصالة فقط ولاتكفي الأسرة أن تتحرك داخل الشقة ولا أستطيع أن أجري صيانة للمطبخ أو الحمام مما جعلها عرضة للتآكل في الحيطان والصرف الصحي. وفوجئت بمرض مفاجئ لزوجتي والتي أدي بها إلي أن تكون طريحة الفراش بعد إصابتها بجلطة في الدم جعلها في حاجة إلي علاج يومي يفوق بكثير قدراتنا المالية حيث أتقاضي مبلغ أربعمائة جنيه شهريا يطير منها النصف لايجار الشقة ولا يكفينا لأيام معدودات وهي تحتاج إلي جلسات كهربا وعلاج كيماوي وغيره. ويضيف عم حسين أن مايزيدني حسرة وألم أن لي ولدين في عمر الشباب وهما صلاح ومحمد ولكنهما لا يسألان عني أو عن أمهما المريضة ولا أجد لهما طريقا ولايأتون إلي المنزل إلا كل بضعة أشهر ولمدة ساعات محدودة ولا أتمكن من الحصول منهما علي أي مساعدة أو أموال تعيننا علي المعيشة وأشعر أنهما بحاجة إلي من يعينهما بعد أن هجرا الدراسة في المدارس ولا تمكني صحتي من متابعتهما. ويطالب عم حسين بضرورة الاهتمام به وبأسرته من حيث الرعاية ولو بتوفير مجرد كشك صغير أجد منه قوت يومنا ويعيننا علي مواجهة الحياة الصعبة خاصة وأن الصحة ليست علي مايرام حتي ألجأ إلي العمل الفردي أو الحر. رابط دائم :