عاشت منطقة وسط القاهرة ليلة ساخنة حتي الساعات الأولي من صباح اليوم بدأت أحداثها في الخامسة عصرا عندما تجمع العشرات من حركة 6 أبريل أمام مبني مجلس الشوري بشارع قصر العيني قاطعين الطريق أمام السيارات والمارة تنديدا بإقرار الحكومة لقانون التظاهر وجعل عملية تنظيم المظاهرات بإخطار من وزارة الداخلية. انتقلت قوات الشرطة بالعربات المصفحة وجنود الأمن المركزي إلي مكان التظاهر وبدأت في مخاطبة المتظاهرين بضرورة فض تظاهرهم بالحسني لعدم حصولهم علي تصريح بذلك بموجب مرسوم قانون التظاهر الجديد. لم يكترث المتظاهرون بإنذارات ضباط الشرطة التي أطلقوها من خلال مكبرات الصوت التي حثوا فيها المتظاهرين بإنهم سيمهلونهم 5 دقائق حتي ينتهوا من تظاهرهم إلا أن صيحات الاستهجان وضحكات السخرية كانت هي رد فعل المتظاهرين علي نداءات رجال الشرطة. وبعد انتهاء المهلة التي حددها رجال الشرطة لفض التظاهر وعدم استجابة المتظاهرين لهم تم الدفع بسيارات الحماية المدنية في مواجهة المتظاهرين وخرجت منها الخراطيم التي اندفعت منها المياه صوبهم لتقوم بتفريقهم في الشوارع الجانبية فيما تولي فريق من ضباط الشرطة بالقبض علي 85 شخصا من المشاركين في التظاهرات منهم 14 فتاة. تصاعدت وتيرة الإشتباكات بين قوات الشرطة التي تمركزت في ميدان التحرير وبين المتظاهرين الذين ثاروا لعمليات الضبط التي تعرض لها زملاؤهم وبدأوا في رشق قوات الأمن بالزجاجات الفارغة والحجارة مما دعا قوات الشرطة بالرد عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع وهو ما احدث حالة من الكر والفر في صفوف المتظاهرين الذين لجأوا للاختباء بالشوارع والمحال التجارية هربا من رائحة الغاز التي أزكمت أنوفهم. هدأت موجة الإشتباكات بين الطرفين وعكفت قوات الشرطة بالاشتراك مع قوات الجيش علي تأمين مداخل ومخارج التحرير لمنع المتظاهرين من محاولة دخول الميدان لإقامة تظاهرات جديدة، بينما قامت مجموعات من المتظاهرين ببث دعوات علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" لدعوة زملائهم للانضمام إليهم لمواجهة رجال الشرطة. حشد المتظاهرون بعضهم بعضا واتخذوا من ميدان طلعت حرب نقطة ألتقائهم للرد علي هجمات قوات الشرطة وقسموا الأدوار فيما بينهم حيث عكف فريق منهم علي تكسير بلاط الأرصفة لتحويله إلي حجارة يستخدمونها كسلاح للرد علي رجال الشرطة فيما قام آخرون في ترديد العبارات العدائية لوزارة الداخلية والحكومة التي أقرت القانون بينما قام فريق ثالث بتوزيع المياة والكمامات للصمود أمام رائحة الغاز فيما قام فريق رابع بوضع العوائق وإطارات السيارات في نهر الطرق المتفرعة في ميدان طلعت حرب لمنع السيارات ومدرعات الداخلية من التقدم والوصول إلي أماكن وجودهم. استمرت حالة الكر والفر بين قوات الشرطة التي كان سلاحها الغاز المسيل للدموع والمتظاهرين الذين كانوا يلقون بالحجارة والزجاجات الفارغة عليهم حتي الساعات الأولي من منتصف ليلة أمس، وهو ما جعل قوات الشرطة تتراجع بالعربات المصفحة إلي ميدان التحرير ونشر تشكيلات الأمن المركزي علي مداخل ومخارج الميدان فيما عدا شارع التحرير وذلك للسماح لقائدي السيارات المارة بمحيط الميدان بالخروج منه لصد أي محاولات من المتظاهرين في دخول الميدان أو الاعتصام فيه. كما نتجت عن عمليات الكر والفر بين الجانبين تحطيم واحتراق واجهات بعض المحال التجارية بعد أن حاول أصحابها حمايتها من المندسين الذين حاولوا سرقتها حيث أوصدوا أبوابها كما رفع الباعة الجائلون بضائعهم. من جانبه صرح مصدر أمني بوزارة الداخلية أن الأشخاص المقبوض عليهم سيتم فحصهم جنائيا وجمع التحريات للوصول إلي المحرضين تمهيدا لعرضهم علي النيابة. رابط دائم :