حالة من الفرح والسرور تعيشها الاسرة المصرية بالشهور في انتظارها مولودها الجديد وبعد ذلك تصطدم بمأساة وضع المولود في حضانة عندما يأتي ناقصا للنمو, الأمر الذي يستلزم وضعه بالحضانة ومن هنا تبدأ المعاناة بسبب ارتفاع أسعار الحضانات من ناحية والاهمال في العديد من الحضانات من ناحيه أخري, حيث صرخات الأمهات التي تصم الآذان, وقلة حيلة الأباء في توفير المبالغ المالية للحضانة. الأهرام المسائي رصدت تلك المأساة التي تعيشها أغلب الأسر في محافظة الغربية خوفا علي أولادهم من الوقوع في براثن الأمراض أو الموت المحقق لا محالة. تقول مايسة أحمد إن هناك رحلة من العناء ممزوجة باليأس والحزن عندما نبحث عما ينقذ فلذات أكبادنا الذين ننتظرهم منذ شهور وعندما يأتي تملؤنا الفرحة والسرور حتي نصطدم بالواقع المرير عندما يخبرنا الطبيب بأن المولود بحاجة إلي نقله للحضانة بضعة أيام حتي يكتمل نموه, ولتبدأ رحلة البحث عن الحضانات في المستشفيات والتي تكون في العادة غير كافية, مما يدفعنا للذهاب الي الحضانات الخاصة ومن المؤسف أن معظمها سيئة مما يمثل خطورة علي حياة الطفل. ويقول محمود سعيد موظف انه عندما جاء ميعاد الولادة أخبرني الطبيب بأن المولود يحتاج لتنفس صناعي ولابد من احالته للحضانة, فلم اتردد لحظة وبالفعل تم ادخاله حضانة موجودة بالمستشفي, الا أنه لم يمكث كثيرا حتي لفظ أنفاسه بعد يومين من ولادته, وبعد يومين من مصاريف وتكاليف تقدر بثلاثة آلاف جنيه طالبني المستشفي بثمن الحضانة وهو1000 جنيه في الليلتين أنه موت وخراب ديار. وتشير أمل مصطفي عندما توجهنا الي عيادة خاصة للولادة تحسبا لأي ظرف اخبرتنا الطبيبة بأن المولود يحتاج لوضعه بحضانة بضعة أيام لنقص نموه لم يتردد لحظة عند سماع هذا الخبر اتصلت بجميع الاصدقاء وأفراد العائلة طلبا منهم المساعدة في البحث عن مستشفي يتوافر فيه حضانة تنقذ طفلنا الوليد وبالفعل انطلق الجميع في سباق مع الزمن في مختلف الارجاء باحثين عن حضانة لكن دون جدوي. فشلوا جميعا في العثور علي حضانة مجانية نظرا لأن حالته المادية لا تسمح بتحمل نفقات العلاج. وسرعان ما ظهرت مراكز طبية خاصة يوجد بها حضانات أطفال, وعلي الفور توجه الأب مسرعا اليهم بتقرير من الطبيبة ولكن عندما قابل الدكتور المسئول عن الحضانات أخبرنا بأن سعر الليلة الواحدة تبدأ من500 الي1000 جنيه فكان الموضوع بالنسبة لنا صدمة لعدم قدرتنا المالية. أما محمد عبد العليم كان يحمل طفلا رضيعا لايتعدي عمره ساعات باحثا عن حضانة مجانية لطفلة علي الرغم من انه لا يملك الأموال الكافية لكي يضع رضيعه في حضانة المستشفي, حيث أن سعر الحضانة في الليلة الواحدة يصل إلي700 جنيه مضيفا ان هذا السعر يعتبر أرخص الأسعار الذي حصل عليها فهو منذ الصباح وهو يطوف جميع المستشفيات والعيادات بطفله باحثا علي حضانة مجانية. ويناشد وليد ابراهيم وزيرة الصحة بضرورة وجود رقابة علي العيادات الخاصة الموجود بها حضانات من ناحية قيمة وضع الطفل بالحضانة لأنه يوجد استغلال لامثيل له من جانب هذه العيادات, مشيرا الي أن الاطباء في المستشفيات وأصحاب العيادات الموجود بها حضانات الاطفال معظمهم لايوجد لديهم رأفة ولا رحمة, مضيفا ان الاطباء يهمهم جمع الأموال اكثر من حماية طفل بريء أو حياة رضيع في ظل عدم وجود رقابة ولا رحمة خاصة مع زيادة اقبال المواليد الجدد علي الحضانات واحتياجهم لها. ويضيف الدكتور محمد سلطان أن كثرة الأطفال الذين يحتاجون لحضانة كاملة في ظل محدودية عدد الحضانات ادي لوجود قائمة انتظار للأطفال نظرا لانشغال الحضانات ولكن هذه المدة لا تتعدي الخمسة ايام فمن الممكن ان يكون هناك طفل علي قائمة الانتظار منذ خمسة أيام وطفل آخر منذ يومين فيتم دخول الثاني قبل الاول رغم قصر المدة وذلك يكون بسبب أن الطفل قد يحتاج فقط لتنفس صناعي فقط ولا يحتاج لحضانة. رابط دائم :