نادرا ما كان الشرق الأوسط مربكا كما هو الان ليس فقط لان المنطقة شهدت ومازالت اضطرابات سياسية أكثر مما كانت عليه في العقود الماضية, ولكن أيضا لان جميع الثوابت القديمة تغيرت وسط تقلبات غير متوقعة وتحالفات اقليمية ودولية متغيرة بين لحظة وأخري. وتشير مجلة الايكونوميست البريطانية الي أن العرب متأكدون الأن من أن القوي الغربية وعلي رأسها أمريكا تسعي لتحقيق هدفها منذ فترة طويلة لتقسيم وإضعاف العالم العربي والاسلامي. المرحلة الأولي من هذه الخطة تكشفت في العراق, حيث حقق الأمريكيون هدفا مزدوجا, دمروا جيشا عربيا قويا واشعلوا الحرب الأهلية من خلال دق إسفين بين السنة والشيعة والذي انتقلت عدواه الي جميع أنحاء المنطقة العربية. كما أدي التدخل الغربي إلي انفصال السودان إلي دولتين إسلامية في الشمال وجنوب السودان الذي يدين بالولاء للغرب, وتتشاطر الدولتان فقط في العداء. والمرحلة الثانية لاضعاف العرب كما تري المجلة جاء من خلال التمويل الغربي للحركات الثورية والتي تشمل نشطاء الإنترنت والمنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان التي ساعدت علي اندلاع الربيع العربي وان كان قد اسقط أنظمة استبدادية الا أن تدخل القوي الغربية ساعد علي تضخيم الاضطرابات وغياب الحلول التي تؤدي الي الاستقرار علي الارض. وفي ليبيا فتت حلف شمال الاطلنطي( الناتو) جيشا عربيا آخر من خلال تغذية الميليشيات المتنافسة بالأسلحة الغربية ليتقاسموا ما تبقي من الدولة الليبية. وكانت الخطة بالنسبة لسوريا مختلفة, ولكنها مدمرة في نفس الوقت, حيث شجعت القوي الغربية السوريين علي الثورة, ولكن بدلا من تعزيز الانتصار علي النظام تتبع القوي الغربية نظام التنقيط لتغذية المعارضة بما يكفي من الذخيرة فقط للحفاظ علي بقاء اشتعال الحرب الأهلية المروعة, وكانت النتيجة تدمير جيش العربي بعد آخر, وخلق كارثة إنسانية أصابت البلاد بالشلل وعمقت الانشقاقات الطائفية ونزعت الأحشاء من البلاد العربية واحدة تلو الاخري لتصبح دولا ضعيفة فاشلة يسهل تشكيلها والتدخل فيها من جانب الغرب. والهدف النهائي لهذه المؤامرة كما يراها العرب والمصريون هو مصر نفسها, نظرا لعدد السكان وموقعها الاستراتيجي وتأثيرها الثقافي. وأشارت المجلة إلي أنه عقب الاطاحة بمبارك غذي وكلاء الغرب الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين وشكلت أمريكا تحالفا سريا مع الإخوان المسلمين علي أمل الوصول الي السلطة في مصر وتحريكها كما تشاء الي جانب التخطيط مع الاخوان لاخضاع الجيش المصري. وأشارت الايكونوميست إلي أن واشنطن استخدمت الإخوان باعتبارهم رأس الحربة في جميع أنحاء المنطقة لتقويض الحكومات والحد من التقدم الفكري والعلمي والاقتصادي في كل مكان. ولكن في شهر يونيو من هذا العام ثار الشعب المصري لدرء هذه المؤامرة من خلال الاطاحة بالرئيس محمد مرسي وعصابته من المتآمرين الإخوان. واكدت المجلة انه الآن تحت قيادة الجيش وبدعم من الحلفاء العرب في منطقة الخليج, سوف تعيد مصر إحياء القوة العربية. ووسط نظرية المؤامرة الواسعة خاصة فيما يتعلق بالقوي الغربية فإن الأمر في النهاية يتعلق بحماية اسرائيل حيث يري العديد من العرب أمريكا علي أنها المتأمر الرئيسي الذي يهدف إلي السيطرة علي العالم بينما يري الغرب أو يروج إلي انها أفكار دعائية ضمن ما أسموه بنظرية المؤامرة.