أثار قرار عدم إذاعة أولي جلسات محاكمة المعزول حالة من الجدل علي الشارع حيث رأي فيه البعض ضمانا لسرية المعلومات المتداولة بداخل الجلسة علاوة علي أحاديث المتهمين وتحديدا الرئيس السابق, في حين غضب البعض من هذا القرار استنادا إلي إذاعة محاكمة مبارك من قبل.. الأهرام المسائي استطلع الآراء حول ما حدث في الجلسة الأولي لمحاكمة مرسي وما قاله المعزول أثناء الجلسة وما حدث من اشتباكات أثناء وبعد الجلسة.. في البداية يقول محمد عبد الحفيظ, صاحب أحد محلات الملابس, أن قرار غلق جلسات المحاكمة ووضعها في إطار سري أفضل كثيرا من بثها مباشرة مؤكدا خوفه من مرافعة الرئيس المعزول محمد مرسي وردود الأفعال حولها, واستكمل حديثه قائلا: مرسي كلامه كتير وممكن يقول كلمة غير مقصودة تزود اشتباكات. ويضيف أن مصدر القلق حاليا من ردود أفعال أنصار الرئيس السابق في جلسات المحاكمة القادمة مع البدء في اعلان عن تفاصيل القضية وظهور أدلة الإدانة, مشيرا إلي أن حدوث اشتباكات أثناء الجلسة كان أمرا متوقعا منذ اعلان عن موعد المحاكمة, الأمر الذي بدا أكثر وضوحا بعد دعوة أنصار الرئيس المعزول للتظاهر أمام مقر المحاكمة ولذلك كان من افضل تأجيل الجلسة لإحكام السيطرة علي قاعة المحكمة خاصة بعد الفوضي التي حدثت بعد بدء الجلسة. بينما يري رؤوف حسين- طالب جامعي- أن سرية جلسات المحاكمة قرار خاطئ حيث كان من الأفضل أن تكون الجلسات علنية وخاصة أنها الجلسة الأولي التي يظهر فيها الرئيس السابق لأول مرة منذ القبض عليه بعد ثورة30 يونيو, مؤكدا أن ظهوره علي الهواء مباشرة كان من باب إثبات الشفافية والمصداقية في مسار المحاكمة وأسوة بما حدث مع الرئيس الأسبق مبارك وأشار إلي أن تأجيل الجلسة كان أمرا منتظرا ولكن المشكلة فيما حدث بعدها. ويضيف أن اشتباكات بين أنصار المعزول ومعارضيه أو بين الأنصار وقوات الأمن أمر طبيعي جدا خاصة أن أنصار الرئيس السابق محمد مرسي مازالوا يرون أنه الرئيس الشرعي للدولة و يجب محاكمته وخرج هو في المحاكمة ليؤكد لهم ذلك ويشجعهم علي التمسك برأيهم. وبنبرة غاضبة تحدث محسن جمال- محام, مؤكدا أنه توقع أن تكون الجلسات مغلقة ولكنه ضد ذلك لأن عدم اعلان عن تفاصيلها يترك المجال واسعا لكافة وسائل اعلام أمام تزييف الحقائق والتلاعب بالتفاصيل التي لا يعرفها إلا الحاضرون. وبدأ علي كمال- صاحب مقهي- حديثه قائلا: ربنا يستر من اللي جاي الجلسات في بدايتها بدأت باشتباكات وياعالم ايه هيحصل بعد كده, مؤكدا سعادته بشأن قرار عدم إذاعة المحاكمة علي الهواء مباشرة ووضع جلساتها في إطار مغلق وعدم الإعلان عن تفاصيلها حتي يتسبب ذلك في مزيد من اشتباكات بين أنصار ومعارضي الرئيس السابق محمد مرسي كما حدث ليلة المحاكمة وإدخال قوات الأمن طرفا في النزاع بينهم. وتقول سلوي سمير مهندسة أن عدم إذاعة الجلسة علي الهواء كان أفضل من الناحية الأمنية خاصة بعد التصريحات التي رواها الحاضرون علي لسان مرسي مشيرة إلي أنها فضلت الجلوس في المنزل هي وأولادها خوفا من الاشتباكات قائلة اللي خوفت منه حصل والاشتباكات بدأت منذ بداية المحاكمة. وتري ضرورة حظر النشر مثلما حدث في محاكمة مبارك بعد جلساتها الأولي لحفظ الأمن ومنع الاشتباكات قدر الإمكان. وشاركها الرأي مدحت بهجت أعمال حرة مؤكدا أن الشعب لن يستفيد شيئا من إذاعة الجلسات علي الهواء علي حد قوله, وأشار إلي خطورة حدوث ذلك نظرا لصعوبة القضية ومساسها بأمور وتفاصيل قد يدلي بها بعض المتهمون علاوة علي موقف الرئيس المعزول نفسه من المحاكمة ورفضه للمحاكمة وإصراره علي كلمات وأقوال بعينها مثل أنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد, هذا الأمر الذي ينذر بخطورة إذاعة الجلسات خاصة بعد تجمهر أنصاره أمام مقر المحاكمة وبعض الاشتباكات والمناوشات التي حدثت, ويقول أن التأجيل كان متوقعا ولكن ما نخشاه أكثر من المحاكمة هو ما يترتب علي كل جلسة علي حد قوله. ويشير جمال مهران- موظف بأحد المصالح الحكومية- إلي أن محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي كان من الأفضل أن تكون علنية أسوة بمحاكمة الرئيس الأسبق مبارك من أجل التأكيد علي تحقيق العدالة والشفافية في بث اخبار والمعلومات طوال استمرار مدة المحاكمة علاوة علي أن إذاعتها يغلق الباب أمام أي فرصة للتشكيك في نزاهة الحكم النهائي الصادر مع انتهاء الجلسات. ويؤكد أن الاشتباكات متوقعة منذ إعلان أنصار الرئيس السابق عن التجمع والتظاهر أمام مقر المحاكمة. ويقول أنه منع أبناءه من الذهاب إلي المدرسة خوفا من تفاقم الأحداث مشيرا إلي أن الجلسة الأولي كانت إجرائية ورغم ذلك شهدت هذه البداية الساخنة, وأنهي حديثه داعيا أن تمر الجلسات القادمة بسلام. رابط دائم :