تباين موقف القوى الثورية والشبابية من قرار الجهات الأمنية عدم إذاعة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، متسائلين عن الأسباب الحقيقية لهذا القرار، وتخوف الكثير منهم من عدم شفافية المحاكمة، فيما اعتبرها آخرون إجراء طبيعيًا حتى لا يستفيد منه الإخوان في الدعاية. فمن جانبه تساءل هيثم الشواف منسق تحالف القوى الثورية عن الأسباب التي دعت المسئولين لعدم الإفصاح عن الأسباب التي دفعتهم لعدم إذاعة المحاكمة ولماذا لم يعامل مرسى مثلما تم التعامل مع مبارك وتذاع محاكمته..؟ ولماذا لم يرتد اللون الأبيض الخاص بالمجبوسين الاحتياطيين حتى وصل إلى مقر المحاكمة؟.. لماذا لم يعترض القاضي علي ذلك، ويقوم بإلزامه بارتداء الزى الأبيض برغم أن مرسى كان أكثر إجرامًا من مبارك؟.. وكان لابد أن يرتدى الزى الأبيض مثل الآخرين. وأضاف الشواف أن عدم إذاعة المحاكمة تثير لدى الشعب المصري العديد من التساؤلات وهى أن النظام خائف من إظهار المحاكمة، أو ما سوف يفضح من أسرار قد يتفوه بها المعزول في أثناء محاكمته أو أن النظام خائف ومرتعش الأيدي من أنصار مرسي والجماعة. ولكن الشواف يرى أن ما حدث اليوم يؤكد أن النظام مرتعش الأيدي، وضح ذلك من القرارات الحكومية الأخيرة، التي لا تضيف جديدًا إلى الشعب أو تغير من أحوال البلاد المتردية، فمازال كل شيء على ما هو بل بات أسوأ من ذي قبل، قائلا: إن الشعب المصري هو خصم مرسى وجماعته، ومن ثم فإن من حق هذا الخصم أن يعرف تفاصيل تلك المحاكمة أو مبرر عدم إذاعتها، كما كان سائد قبل أيام. وأضاف الشواف أن عدم وجود تبريرات مقنعة لعدم إذاعة المحاكمة يضعف كثيرًا من موقف المسئولين الحاليين، وهم لا يدركون أن الشعب المصري يقف جانبهم في الوقت الحالي كما فعل مع كل الأنظمة السابقة ثم في لحظة ينقلب عليهم عندما يجدهم بمثابة نظام ضعيف لا جدوى منهم، ثم يتراجع هذا البركان الغاضب بعد ثورته ليرى ماذا تفعل السلطة الجديدة وموضحًا أن على الدولة الحالية أن تستغل جموع الشعب المصري لإمدادها بالقوة الكبيرة لتحقيق مصلحة الوطن. فيما قال خالد المصري المتحدث الإعلامي باسم حركة شباب 6 ابريل إن محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى مسلسل يُعد نفسه، وكان لابد من إذاعة تفاصيل محاكمته حتى يتضح للرأى العام كل تفاصيل القضية المدان فيها، فمنذ يناير والشعب لم يعرف من قتل الشهداء الذين سقطوا في كافة أعمال التظاهر والاحتجاج السياسي. وتفق معهما، خالد القاضي عضو المكتب السياسي لحملة "تمرد" الذي دعا لضرورة إعلان وإذاعة جلسات محاكمة مرسى حتى يتبين لعالم أجمع تصرفاته وطريقة حديثه ويدرك العالم أن من كان يحكم مصر كان مختلا عقليًا. وأضاف، طالبنا بشفافية ومصداقية في التقارير التي خرجت عن الجلسة الأولى، وعرض تفاصيل المحاكمة، خاصة أنه كان بالقاعة إعلاميون وسجلوا ما حدث، وعدم المصداقية في هذه التقارير الإعلامية الصادرة عن جهات رسمية احتكرت حق التصوير، سوف يحدث بلبله بين الشعب المصري لن يستفيد منها سوى مرسى والتيار المؤيد له. وفي المقابل، اعتبر محمد عطية عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، أن منع بث المحاكمة ربما يرجع لأسباب تتعلق بالأمن القومي للبلاد، إذ إن ردود أفعال مرسي غير مضمونة ولا مأمونة وتصرفاته قد تكون عشوائية، ما يعطي صورة سلبية للدولة المصرية. وأضاف أن القوى الثورية والشعب المصري، كان يتمنى إذاعة الجلسات على الهواء مباشرة، لأن بثها يندرج في حق المعرفة التي يطالب بها الشعب مسئوليه، كما أن النيابة العامة ستقدم الأدلة والبراهين التي تسند إليها في عريضة الاتهامات المنسوبة إلى مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، ومعرفة المصريين بحقيقة ما حدث أمام الاتحادية وغيرها، ومن ثم يساعد نقل المحاكمة تلفزيونيا في كشف الحقيقة وتعرية مؤيدي مرسي الذين يكتشفون خطأ هذا التأييد، بعد معرفة الدور الذي مارسه نظام الإخوان تجاه المتظاهرين. وهي تهم حسب توصيفه يخجل منها أي تنظيم سياسي. وعن ما حدث اليوم من توتر في الشارع المصري، بسبب عدم إذاعة المحاكمة، قال عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي أن إذاعة محاكمة المعزول من عدمها لن يمنع من عنف الإخوان، المستمر قبل وبعد المحاكمة، مشيرًا إلى أن محاكمة المعزول لها تأثير نفسي على الإخوان، ويمثل صدمة كبيرة لهم، والدليل على ذلك أن كل أحاديثهم قائمة على الكذب وإنكار الواقع، ويستمروا في المظاهرات والمطالبة بعودته. كما أكد أحمد السكري عضو جبهة 30 يونيو تأييده لإذاعة المحاكمة لتأثيره عن أهالي الشهداء، فإذاعة المحاكمة حسب توصيفه سوف تؤثر بالإيجاب على معارضيه بخلاف الشائع، خاصة أهالي الشهداء، فهو بالنسبة لهم يمثل رجلاً قاتلاً، وهو بالفعل فقد شرعيته منذ أحداث قصر الاتحادية والإعلان الدستوري. وطالب بضرورة إذاعة المحاكمة مشيرا إلى أن المحاكمة ستؤثر بالإيجاب على أمهات الشهداء الذين استشهدوا في عهد الإخوان بما يطفئ من نيران قلوبهم بمحاكمة الجاني والقصاص منه. والوحيد الذي اتفق مع عدم إذاعة المحاكمة، هيثم الخطيب المتحدث الإعلامي باسم "تيار الشراكة المصرية " والقيادي بحزب الدستور بقوله ل"بوابة الأهرام": إن عدم إذاعة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى شيء جيد لكونها تصب في الصالح العام، ومنعا لاستفزاز أنصاره، بالإضافة لكونه يمكن أن يمثل دور الشهيد المظلوم لكسب الرأي العام في صفه وأرى أنه قرار صائب لصالح البلد ومنعا لإثارة الفوضى في البلاد".