يعتبر المحافظة علي الحج والاستمرار علي الاستقامة التي تحصل عليها من أداء مناسك تلك الفريضة من أصعب الأعمال إلا علي من يسر الله عليه وحبب إليه الإيمان وأعمال البر وكره إليه الشر وكل مايقرب منه سواء من القول أو الفعل غير أن الحاج ينبغي عليه أن يعلن أنه حصل علي الحسنات وأن هذه الحسنات لها أخوات والحسنة تجر أختها وكذلك السئة تجر إلي أختها, فإذا علم الحاج أن الحج يهدم ماقبله فعليه أن يجتهد في أن يغير من نفسه إلي الأفضل خاصة بعد أن أدي مناسك الحج وصار إنسانا كأنه ولد من جديد لاذنب, وعليه أن يحافظ علي هذا النقاء بفعل الطاعات والابتعاد عن كل مايغضب رب الأرض والسماوات. يقول الدكتور عادل المراغي أمام وخطيب مسجد النور بالعباسية أن التزام الحاج عقب عودته من أداء فريضة الحج وزهده في الدنيا ورغبته في الأخرة علامة واضحة علي قبول حجة لقول الحسن البصري! من علامة قبول الحاج أن يرجع الحاج زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة, وقد قال العلماء قديما أن الحسنة تجر الحسنة والسيئة تجر السيئة, ومن كان له حسنات يعلم أن لها أفوات ومن علامة قبول العمل الصالح أن يرزق العبد العمل الصالح بعد حجة, ومن كان بعد حجة أفضل مما كان قبله فليعلم أن الله قد غفر ذلته ورحم عبرته وأقال عشرته وإ عاد من الحج فلم نري عليه تغييرا فليعلم أنه مسكين ذاهب بذنوبه ورجه بذنوبة ورجع كما ذهب وهذا من أعظم الحرمان فقد أضاع ماله وأتعب نفسه فيالها من مصيبة وما أعظمها فليس المصاب من فقد الأحباب ولكن المصاب من حرم الثواب. ويقول الدكتور محمد حرز الله أمام مسجد الحسين أن الحاج ينبغي عليه أن يكون مستقيما في سلوكه متعاونا مع غيره يمد يد العون إلي الفقراء والمساكين مخلصا لوطنه ومنتجا بأخذ رزقه من خلال ليطعم أولاده فإن فعل ذلك فقد استفاد من حجه بعد أن كان فيه مشقة بدينة ومالية فلو أن كل إنسان أخذ من أثر عبادة الحج لكان المجتمع خاليا من الشحناء والبغضاء, فهذه العين نظرت إلي بيت الله الحرام لاينبغي لها أن تنظم إلي محرم, وهذه الأذن سمعت لدعاء وبكاء الحجيج عند البيت فينبغي لها الا تسمع مايؤذي أعراض الناس, وهذا اللسان كان قد سبح ربه وذكره فينبغي الا يخوض في الاعراض بالكذب, وهذه اليد كانت ترفع للسماء وهو يلح علي ربه أن يتقبل منه فينبغي أن تمتد بالعون إلي كل محتاج, وهذه القدم طافت حول البيت وسعت بين الصفا والمروه فينبغي أن تسعي إلي الخير وتمشي في الاصلاح بين الناس. ويضاف إلي المحافظة علي آثار الحج أنه مايقرب من أفراد المجتمع جميعا كما قرب الأمة وهم يطوفون وهم يؤدون المناسب فذلك ادعي للوحدة والاعتصام والقوة يدا واحده في الخير وأمه متماسكة بالحق فالاسلام لم يفرق بين الأفراد إلا بالتقوي والعمل الصالح فتزول الفوارق وتصبح الأمة يدا واحده, لقوله تعالي وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون.