العيد فرحة وبهجة, الكل يسعد بقدومه من الكبير إلي الصغير, حتي الباعة البسطاء الذين لا يشعرون بالفرحة لابتعادهم عن أسرهم من أجل لقمة العيش, إلا أنهم يجدون فرحتهم في عيون الأطفال الذين يمرحون هنا وهناك والتي تخفف عنهم معاناتهم. الطراطير بوجه بشوش وفرحة لا تبدو إلا علي الأطفال يجلس صبحي أنور بائع الطراطير علي كرسيه يداعب زوار الحدائق بالابتسامة تارة وبالكلمة الحلوة تارة أخري لإيمانه الشديد ان الكلمة الطيبة سلاح البائع لترويج سلعته وبضاعته خاصة اذا كان مكان عرضها علي الرصيف, حيث قال انه يشعر بسعادة بالغة عندما يري طفل صغير يضحك ويفرح عندما يقوم والده او والدته بشراء طرطور, مشيرا إلي انه يشعر بالحزن والمرارة عندما يجد طفلا يبكي ولرفض أسرته شراء طرطور له مما يجعله علي الفور يقوم بإهدائه للطفل الذي تتبدل أحزانه إلي أفراح في ثوان معدودة, لافتا ان الابتعاد عن الأسرة في نهار العيد لانشغاله بالسعي وراء لقمة العيش يحاول أن يعوضه بالجلوس مع أفرادها بعد انتهاء عمله. بائع البالون في العيد فرح ابنك ببالونة جملة جميلة تجذب الجميع لشراء البالونات ذات الألوان المميزة, ينادي بها إبراهيم السيد علي بضاعته في الشوارع والميادين والمتنزهات حيث لا يوجد مكانا محددا له. يقول إبراهيم انه يستمتع بالتجوال في الشوارع لبيع البالونات خاصة في الأماكن التي تتواجد فيها الأطفال الذين يجدون متعة غير طبيعية عند رفع البالونات ورميها إلي أعلي, لافتا انه لا يعرف سوي بيع البالونات في جميع الأوقات ويكثر الأطفال عليها في المناسبات وخاصة في الأعياد. غزل البنات علي عربة خشبية صغيرة يقف عليها كريم محمد وسط الحدائق والمتنزهات لبيع الفشار وغزل البنات ذات الألوان المحببة والتي تضفي الفرحة والبهجة علي الكبار والصغار فقال انه يدرس في إحدي الكليات النظرية ويضطر للوقوف علي عربته الصغيرة من أجل تدبير مصروفاته بعد أن دفعته الظروف الصعبة لذلك, مشيرا إلي العيد بدأت تظر فرحته منذ أمس بعد أن فرغ الناس من ذبح الاضاحي وبدوا في الاحتفال بالعيد للتغلب علي الظروف السيئة التي عاشها الشعب في الفترة الماضية. حمص الشام أحمد عبد الله في العقد الرابع من العمر يقف علي عربة حمص الشام أمام احد الحدائق بمنطقة حدائق القبة يقول إن الحمص من المشروبات الساخنة التي يفضلها الكبار قبل الصغار في جميع الأوقات وفي معظم فصول السنة ويزداد الإقبال عليه مع دخول فصل الشتاء, مؤكدا أن رخص ثمن الكوب الواحد الذي يصل سعره إلي جنيه واحد يجعل الشاب يشرب كوبين أو ثلاثة في بعض الأحيان ثمن كوب شاي يشربه علي المقهي إلا أن طعم الحمص اللذيذ بعد إضافة الشطة والكمون والليمون عليه يجعله من المشروبات المحببة للجميع. وقال انه لا يشعر بفرحة العيد التي يعمل في كل أيامه من اجل توفير لقمة العيش لأسرته وتوفير جميع الاحتياجات الضرورة التي يحتاجها منزله, موضحا انه يقف بعربته منذ الصباح وحتي منتصف الليل وعلي الرغم من المدة الطويلة التي يقف فيها علي قدميه إلا انه لا يشعر باي تعب عندما يجد الفرحة في عيون أسرته وهو يعود إليهم حاملا كل ما طلبه منه قبل مغادرته المنزل في الصباح. الذرة المشوي علي الرصيف المقابل لأحد الحدائق بمنطقة سراي القبة تجلس أم فاتن لبيع الذرة المشوي بعد أن اضطرتها الظروف لذلك اثر إصابة زوجها بمرض الربو الذي جعله قعيد المنزل, الأمر الذي جعل زوجته تتحمل المسئولية بدلا منه لتجلس علي الرصيف لبيع الذرة لاستكمال رسالتها في الحياة بتربية الأولاد. حيث قالت أن العيد لأصحابه وليس للفقراء أمثالنا يبذلون الجهد من اجل الحصول علي لقمة عيش حلال تسد جوع أولادها, مضيفة أن بناتها يجلسن بجوارها في العيد خوفا عليهن من إصابة إحداهن بمكروه وأيضا لضيق ذات اليد. ركوب الخيل قام بعض الشباب باستئجار بعض الخيول من أصحاب عربات الكارو التي لا يعمل عليها أصحابها في العيد ومن هؤلاء الشباب محمد ورمضان اللذان يقومان بتأجيرها للأطفال والشباب لفترات زمنية محددة للاستمتاع بالركوب عليها والتحرك بها في الشوارع المجاورة للحدائق مما يضفي عليها نوعا من الفرحة والسرور علي الجميع بعد أن اختفت الدراجات من المتنزهات نظرا لصعوبة السير في الشوارع وخشية ان يصاب الأطفال بأي حادث. رابط دائم :