في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ذكر الرئيس أوباما ايرن26 مرة مغازلا وملاطفا ومؤكدا انه لا يريد تغيير النظام الايراني وانه يريد الحلول الدبلوماسية. وسبقه أحاديث لا تنتهي من روحاني عن الود والاحترام مع واشنطن والافراج عن80 من المسجونين سياسيا( من الاف) ومن بينهم امريكيون من أصول ايرانية وانه يعترف بالهولوكست علي خلاف نجاد الذي كان ينكرها علاوة علي رسالة تويتر التي بثها روحاني مؤخرا وتمني فيها لليهود روش هاشاناه( عاما جديدا) سعيدا. الرئيس أوباما عاد الي سيرته الأولي مع ايران عام2009 عندما اعلن عن سياسة اليد الممدودة لايران وعرض سياسة الحوار معها وهنا انتهج اوباما نهجا مغايرا في التعامل مع التحديات الايرانية فقد كان المنهج المتبع في السياسة الخارجية الأمريكية, هو تجنب إجراء مباحثات مباشرة مع ايران. وتجنب اتخاذ خطوات دبلوماسية أوسع في اتجاه السعي للتفاوض مع إيران بسبب رؤية الكثيرين في الإدارة السابقة لبوش الابن بسهولة الإيقاع بتلك الأنظمة لضعفها وبأن اتخاذ أي خطوة تجاهها سيؤدي إلي تأييدها واستمرارها في الحكم. وقرن الرئيس أوباما نهجه ذلك بأربع إشارات لافتة تصالحية نحو ايران, إذاعة رسالة إلي إيران, يعترف فيها للمرة الأولي بآيات الله باعتبارهم الممثلين الشرعيين للشعب الإيراني. بمناسبة عيد النيروز وكان الرئيس بوش يكتفي بتهنئة الشعب لا القيادة. و التفاوض حول وقف سلمي للبرنامج الايراني دون شروط مسبقة, في حين ان ادارة بوش كانت تصر علي قيام طهران بوقف التخصيب أولا قبل التحاور واعتبر ذلك اعتراف امريكي بحق ايران بتخصيب اليورانيوم, واقراره بمشاركة ال( سي. آي. إيه) بالإطاحة بالحكومة الإيرانية منذ أكثر من نصف قرن مضي. وهو رفض التدخل والوقوف إلي جانب المظاهرات الصاخبة ضد الحكومة الايرانية علي خلفية رفضهم نتائج انتخابات12 يونيو2009. وهو مع ذلك عندما قال إنه لا يريد الاطاحة بالنظام الايراني فانه كان يناور; وما حزمة العقوبات القاسية سيما العقوبات المالية وعلي قطاع النفط واستمرار الحملات الدعائية والنفسية ضد ايران والحرب السرية داخل ايران وقيامه برفع عقوبات كانت مفروضة علي شركات تريد بيع هواتف محمولة وحواسيب نقالة وبرامج تشفير وغيرها من التقنيات إلي عامة الإيرانيين, من أجل تحسين قدرة الإيرانيين علي مراوغة حكومتهم والالتفاف علي محاولتها قمع الآراء المعارضة, وتسمح هذه التقنيات للإيرانيين بالتواصل مع بعضهم بعضا, والاتصال بالعالم الخارجي دون قمع. لا تدل الا علي رغبة امريكية في تغيير النظام الايراني. وكانت إدارة بوش قد أظهرت رغبة واضحة في حل المشكلة الايرانية من خلال تغيير النظام الحاكم في طهران وليس من الصعب فهم الأسباب وراء ذلك: فتغيير النظام يعد أكثر قبولا من اللجوء للدبلوماسية وأقل خطورة من فكرة التعايش مع حكومات نووية جديدة. ولكن تبقي مشكلة واحدة عند اتباع هذه السياسة, وهي صعوبة الحصول علي النتيجة المرجوة في وقت سريع.. ولا تبدو إيران علي وشك تحول جذري علي الصعيد الداخلي. ولا يتوقع أن تتخلص من قيادة الأئمة الحالية, رغم افتقارهم للشعبية.و الولاياتالمتحدة كانت مستعدة في عهد بوش الابن لغزو ايران. ولكن تكلفة هذا التوجه ستكون هائلة. إيران. هذه الدولة التي في حجم آلاسكا ويصل تعداد سكانها إلي70 مليون نسمة- تقريبا ثلاثة أضعاف العراق- بما يجعل أي احتلال لأراضيها بمثابة مسألة مكلفة ويائسة وغير ذات جدوي بالنسبة للولايات المتحدة.وومن هنا اتبع اوباما استراتيجية العقوبات والحرب المعلوماتية والحرب السرية. وتقديم المساعدة المباشرة للمنظمات غير الحكومية وغيرها من عناصر المجتمع المدني. وبالنسبة لإيران فإن الشيخ روحاني عندما يقول إن إيران ليست بحاجة للقنبلة للحفاظ علي النظام هو هنا يناور, فايران بحاجة للقنبلة للحفاظ علي بقاء واستمرار النظام وهم يضعون نموذج كوريا الشمالية كهاد لهم ويتبعون نفس التكتيكات العزوف والتشدد وأمام العقوبات مرونة وتنازلات مرحلية والواقع أنه في حين تفاوضت الدول الخمس الكبري+1( الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا+ ألمانيا) مع إيران بشكل متقطع علي مدار السنوات القليلة الماضية دون تحقيق أية نتائج, إلا أن الإيرانيين كانوا يزيدون بشكل هائل من أعداد أجهزة الطرد المركزي التي قاموا بتركيبها لتخصيب اليورانيوم. ولديهم حاليا17000 جهاز كهذه تقريبا ونجحوا في الترقية إلي جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي الأكثر فعالية. ومن يقرأ دراسة روحاني الأمن القومي والدبلوماسية النووية التي صدرت عام2011 وتحتوي علي ألف صفحة, يلحظ بوضوح أن السياسة النووية, التي كانت تحت إدارته بين2003-.2005 قد نجحت في الحفاظ علي البرنامج النووي بعيدا عن أجندة مجلس الأمن الدولي في حين منع أيضا حدوث توقف كبير في البرنامج النووي.. رابط دائم :