لم يستطع عبد المنعم الموظف البسيط أن يتخلي عن تقاليد عائلته الصعيدية في أن ينجب ذكرا يحمل اسمه وعائلته ويصبح امتدادا لها ويفخر به وسط الجميع من أبناء العائلات الأخري ورغم محاولاته الدؤبة مع زوجته عزة المدرسة طيلة فترة زواجهما التي امتدت لأكثر من15 عاما إلا أنها لم تسفر عن انجاب بنت وحيدة. حاولت عزة من خلال ترددها علي الأطباء أن تحقق حلم زوجها في أن تضع ولدا له حتي تبعد وساوس الأقارب عنه لكن دون جدوي فاتبعت طريق المغازلة لزوجها كي لا يهرب لأخري, إلا أن ذلك لم يكن كافيا لارضاء الزوج الذي كانت تنزل عليه كلمات أفراد عائلته كالصاعقة التي تحرقه وتفشل طريقته في اقناعهم بأن قضاء الله وقدره فيرجع كل ليلة إلي عش زوجته بوجه شاحب وقلب منكسر غير مبال. بعبارات تطيب الخواطر التي تسكبها عليه زوجته فما يتعرض له من لوم وتهكم ممن حوله يدفعه إلي الهروب من زوجته كي لا تفشر بما تبوح به عينيه. قرر الرجل الأربعيني أن يبحث عن مصدر رزق أكثر مما هو فيه فغادر من بلدته بمحافظة سوهاج وتوجه إلي الإسكندرية, حيث الرزق الوفير وهربا من معاتبات العائلة علي عدم انجاب الولد واستطاع بخبرته كفني كهرباء أن ينشر سمعته بين سكان العقارات بقدرته علي حل ما يواجههم من عقبات في الكهرباء وتعرف علي احدي الفتيات بدأ عبدالمنعم في اختلاق الحجج الواهية للتردد علي منزل أهل فاطمة كي يريها ويتأكد من أنها تميل إليه, فتشجع عبد المنعم وأفصح لها عن اعجابه بها ورغبته في الزواج منها وهو ما وجد استجابة لدي فاطمة التي شاركته نفس الرغبة وهو ما أثلج صدر الرجل الصعيدي الذي شعر أن حلمه في انجاب الولد بدأ يتحقق علي يد فتاة الإسكندرية. أتم الرجل الصعيدي زواجه علي الإسكندرية بعيدا عن أعين أقاربه حتي بدأت بشائر حملها تتضح فنزل إلي بلدته بسوهاج كي يسوق المبررات لزوجته التي دفعته للزواج عليها. ترسبت شظايا الغيرة في قلب عزة بعدما أحضر زوجها ضرتها فاطمة إلي سوهاج كي يعتني بها في الشهور الأخيرة من حملها الذي سيجلب له الفخر بعد أن أكدت له التحاليل أن ما في بطن فاطمة ذكرا. زفت الداية إلي عبد المنعم الخبر الذي ينتظره منذ20 عاما وهي أن فاطمة جاءت له بالولد فأثلج صدره وابتهلت أساريره, غير أنه لم يتماد في فرحه لعلمه بوجود نار في بيته الآخر لابد من إطفائها قبل أن تحرق من حولها فتوجه إلي منزل عزة التي ظهر الوجوم علي وجهها لوصول الخبر الذي لم تكن تتمناه فأخبرها أنه جاء لاسترضائها بأنه سيسجل الطفل باسمها في مكتب الصحة ظنا منه أن يسحب فتيل الغيرة من داخلها فأبدت رضاها من فعله والتمس له الأعذار في زيجته الثانية. لم تتمالك عزة نفسها عندما وجدت اتصالات المباركة والتهاني تنهال علي زوجها الذي يكاد يرقص فرحا بقدوم المولود الجديد واشتعلت نار الغيرة بداخله حتي وصلت إلي أوجها وهي تتساءل كيف لفتاة لم تكمل ال20 عاما أن تحظي بحب وقلب زوجها وتتربع علي عرش الأسرة من أجل انجابها الطفل, وقررت أن تستعيد عرشها دون منازع فخططت للتخلص من ضرتها فأعدت سكينا ودستها في حقيبتها بعد أن اطمأنت من أحد مخبريها أن زوجها غادر المنزل الآخر, فتوجهت إليها بحجة تهنئتها علي مولودها فاستقبلتها ضرتها بالود والترحاب غير واضعة لاحتمالات الخيانة منها, بينما افتعلت عزة فور دخولها شقة ضرتها مشكلة أمسكت فيها بتلابيب الفتاة الضعيفة التي لم يلتأم جرح حملها وأسقطتها أرضا ولفت الإيشارب حول رقبتها حتي تشل حركتها ثم اخرجت سكينها وانهالت بالطعنات علي ضرتها غير مبالية بنظرات وعبارات التوسل منها حتي أجهزت عليها تماما ولم يشف القتل غليل المدرسة الصعيدية بل إنها قامت بتقطيع أصابع يد ضرتها ومثلت بجثتها, ثم غادرت مسرح الجريمة ليحضر الزوج علي الفاجعة التي ألمت به ويخبر رجال المباحث بالجريمة النكراء التي أحلت بزوجته ليكتشف ان وراءها زوجته الأولي. تلقي اللواء إبراهيم صابر مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج, بلاغا من عبد المنعم. أ ع42 سنة فني كهرباء ويقيم شارع ضيف الله قلفاو دائرة المركز باكتشافه مقتل زوجته فاطمة. ر. أ16 سنة ربة منزل بشقتهما بذات الناحية ولا يتهم أحد بالتسبب في ذلك. تم تشكيل فريق بحث ضم المقدم راشد سالم رئيس مباحث مركز سوهاج والنقيبان محمد عبد البديع وأحمد مجدي باشراف العميد حسين حامد مدير إدارة البحث لضبط الجناة. توصلت التحريات أن وراء الجريمة ضرة المجني عليها عزة. م. م31 سنة مدرسة كمبيوتر بالمدرسة الثانوية الصناعية بالمراغة, وتقيم بمنطقة نجع أبو شجرة دائرة قسم ثان سوهاج زوجة المبلغ, حيث انتهزت فرصة خلو المنزل من الزوج وقامت بخنقها بغطا الرأس وانهالت عليها طعنا بالسكين بسبب وجود خلافات عائلية بينهما. وأضافت التحريات, أنه في خلال الفترة الأخيرة تفاقمت الخلافات بين الزوجتين علي خلفية إنجاب المجني عليها لمولود ذكر وعدم قدرة المتهمة علي الانجاب وحاول الزوج إرضاء زوجته المدرسة عن طريق تسجيل المولود باسمها في سجلات المواليد بمستشفي القرية إلا أن ذلك لم يطفئ نار غيرة المدرسة. رابط دائم :