كنت أتمني هذا العام ونحن نحتفل بالذكري الأربعين لنصر أكتوبر أن تتضمن كتب اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية الكلمات التي تقول: الله يا بلدنا الله.. علي جيشك والشعب معاه الله يا بلدنا الله.. علي شعبك والجيش إلي حماه هانعيش من أول وجديد.. والنصر ينور أعيادنا ونحي روح كل شهيد.. بترفرف علي أرض بلادنا علينا كمصريين ألا ننسي في ظل الأحداث الجارية هذه الذكري العظيمة في الإعلام والفضائيات في المدارس والجامعات وأن نفخر بالدور البطولي لقواتنا المسلحة التي أشاد بها العالم وفي هذا السياق كتب بعض الجنرالات من الجيش البريطاني: إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التي يقومون بتشغيلها, فإنجاز المصريون هو عبقرية نتيجة مهارة القائد والضابط المصري المدرب تدريبا فائقا بكيفية الهجوم المفاجئ للطرف الآخر. إن بعض الشباب ممن ولدوا بعد حرب أكتوبر ويسيئون للمؤسسة العسكرية لم يشاهدوا فرحة نصر73 ولم يعرفوا شيئا عن جيل أكتوبر, ذلك الجيل الذي ضحي بالمال والجهد والدم وحرم نفسه من قوت يومه لكي يبني القوات المسلحة, وليعي هؤلاء أنه لولا الجيش المصري لما انتصرنا في حرب أكتوبر, ولولا نصر أكتوبر لما استعدنا سيناء بالحرب والسلام, ولما خفضنا ديون مصر الخارجية, ولولا استعادة سيناء لما خضنا معركة مع التطرف والإرهاب ولولا ثورة30 يونيه الشعبية العائلية المجيدة لما استعدنا علاقتنا مع الدول العربية. لنتذكر أنه في صباح يوم الأحد7 أكتوبر كانت القوات المصرية قد تمكنت من اقتحام أصعب مانع مائي, واستولت علي معظم تحصينات خط بارليف بأقل خسائر بشرية ومادية أكثر من المتوقع وقد استغرق الأعداد لحرب أكتوبر ست سنوات, وتعافي الجيش المصري, وسانده الشعب بكل فئاته وطبقاته, وفي هذا السياق لابد أن نتذكر الشهيد الفريق عبد المنعم رياض حيث كان له دورا بارزا قبل الحرب بأربع سنوات هو وجيل أكتوبر ممن ساهموا في جمع شتات القوات المسلحة بعد67 ولعب دورا في إعادة بناء القوات المسلحة مؤمنا بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا وأهمية تدريب القوات الجوية وتسليحها من منطلق أن حرب الطيران هي حرب السرعة الخاطفة. إن حرب أكتوبر تمثل كابوسا للإسرائيليين بعد مرور أربعين عاما حيث أن بعض من شارك من قادة الجيش الإسرائيلي يدلي بآرائه في الصحف الإسرائيلية, وقد أشارت صحيفة يديعوت أحرنوت إلي أن يوم الغفران يوم أسود علي إسرائيل ومازالت الكوابيس تطارد ضباط وجنود المدرعات الاسرائيلية وفي تصوري أن ما يسمي بعيد الغفران كان أكبر نكبة في تاريخ المخابرات الإسرائيلية. لابد أن يقرأ شبابنا التاريخ ولا ينساق وراء المعلومات المغلوطة والأفكار المشوشة وقد أشار العالم الغربي إلي أن مصر قوية بشعبها وجيشها الذي استرد قناة السويس, وحطم خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة, وغير مجري التاريخ بالنسبة لمصر والشرق الأوسط وليع الشباب أن الشعب آنذاك كان قاسيا علي المقاتلين لاستعجال النصر, وكان الضباط والجنود يلتمسون العذر لشعب مصر العظيم بعد سنوات من الاحتلال ويتدربون ويستعدون للخطة الحاسمة. علينا أن ننعش ذاكرة الأمة ويعي شبابنا أن نصر أكتوبر فتح الطريق إلي السلام ووضع نهاية لحروب استنفذت الكثير من أرواح أبنائنا وهذا السلام لن يحميه سوي قواتنا المسلحة الدرع الواقي للوطن, والمدافعة عن أرض مصر وأمنها القومي, وعليكم أن تقرأون التاريخ لكي تعرفون ما تجاهلته المناهج المدرسية حين عبرت قواتنا المسلحة قادة وضباطا وجنودا عبور73 بكلمات بسم الله.. الله أكبر.. بسم الله. بسم الله, ألفين وكبر.. بسم الله, لأن الدين مترسخ في جينات القوات المسلحة والشئون المعنوية. علي الشباب أن يعرف أنه تم تحرير الأرض بالحرب والسلام وأنه لولا بطولات وتضحيات أبناء القوات المسلحة في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر لما فتح الطريق أمام السلام, وأقول لمن يستقوون بالخارج من أجل ضرب المؤسسة العسكرية التي لها دور سيادي في ملفات الأمن القومي والسياسة الخارجية لن تنجح المؤامرات ومصر لا تعمل في الخفاء ولا تنساق وراء الشعارات. أقول للشباب ولمن لم يشاهد ولم يعاصر هذا النصر أن حرب أكتوبر تختلف عن حطين وعين جالوت وغيرها فهي لم تكن معركة عسكرية خاضتها البلاد وحققت أكبر وأعظم الانتصارات بل كانت اختبارا حاسما لقدرة الشعب العظيم الذي صمد ووقف خلف جيشه ولا تنساقوا وراء الأفكار المغلوطة بأنكم أبناء الهزيمة وأن الجيش المصري جيش النكسة فمن يقول لكم ذلك الكارهون لمصر وتذكروا أن هناك أبناء وأحفاد لمن ضحوا بدمائهم هؤلاء من جيلكم أقول لمن يوجهون دعوات بأن يكون بعد غد هو يوم الفرقان ويوجهون نداءات إلي بعض بسطاء الشعب في السادس من أكتوبر أختار مقعدك بين الجنة والنار, أنكم فشلتم في تقسيم المجتمع إلي معسكرين أحدهما للإيمان والآخر للكفر, بعد أن توحد شعب مصر في30 يونيه وبعد أن تخلص ممن يكفرونه ويقسمونه في3 يوليو وبعد أن وقف خلف قواته المسلحة ولبي نداء قائدها العام في محاربة الارهاب في26 يوليو, وأقول لبعض المثقفين وممن يطلق عليهم الإعلام النخبة أن دعواتكم لضرب وتقطيع وتشويه المؤسسة العسكرية لن يجدي, وأقول لمن تخلوا عن دورهم الأكاديمي والتربوي من بعض أساتذة الجامعات وسافروا إلي بلاد إقليمية ويظهرون يوميا عبر فضائيات تبث سمومها من خارج مصر, كفاكم تمسحا بالشهداء, واحذروا غضب مصر وشعبها, ألا يكفيكم ما تقومون به عبر الجزيرة وأنت تعلمون أنها معادية لمصر, ألم يأخذكم الحنين إلي بلدكم مصر لكي تشاركوا شعبها وجيشها احتفالات نصر أكتوبر73. تحية إلي الرئيس السادات قائد وبطل الحرب والسلام وتحية إلي كل من شارك في نصر أكتوبر73 من رموز القوات المسلحة وتحية إلي رموز وقادة عسكريين لم يتقبلوا الحل الوسط لطابا وفي هذا السياق يجب ألا نغفل من شارك في رفع علم مصر عاليا خفاقا علي أرض طابا في مارس1989 بعد معركة دبلوماسية قانونية لا تقل أهمية عن معركة العسكرية انتهت بتحرير وعودة آخر شبر من أرض مصر إلي الوطن. أتمني من وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي تنظيم رحلات للمزارات السياحية العسكرية في الضفة الشرقية لقناة السويس وهي ما تبقي من خط بارليف الحصين حيث تعتبر أول نقطة تم الاستيلاء عليها ورفع علم مصر وهي المنطقة التي استشهد فيها الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة آنذاك وهو يتابع قصفات المدفعية المصرية لخط بارليف أتمني من وزارة التعليم إبراز دور الجيش المصري في القضية الفلسطينية في كتب التاريخ والدراسات الاجتماعية, وفي هذا السياق تعرض شعب فلسطين لمواقف متعددة, وقتل البعض في بعض الدول العربية منذ احتلال أراضيه ولم يقتل مواطن فلسطيني برصاص مصري وأيضا دور القوات المسلحة في نصر أكتوبر ومن هم الشهداء ممن يطلق أسمائهم علي الأنفاق والميادين مثل نفق الشهيد العميد المهندس أحمد حمدي وميدان الشهيد الفريق عبد المنعم رياض وغيرهم. إن صفوف جيش بلادي بها أسود أحمس قاهر الهكسوس جيش بلادي قوي, متعافي, متماسك, متوحد بين صفوفه, ومع شعبه علينا أن نزداد اعتزازا بالعسكرية المصرية العريقة وبرجال عبروا بمصر من الهزيمة إلي النصر, ورفعوا علم مصر الذي سيظل مرفوعا أبد الدهر, وضحوا بدمائهم وأرواحهم فداء للوطن علينا أن نعتز بشعب عريق وقف دائما إلي جانب قواته المسلحة يباهي ببسالتهم ويفخر بما يمثلونه من شرف العسكرية المصرية وبطولاتها. رابط دائم :