يدعوني انتمائي لمصرنا الحبيبة, واعتزازي وفخري بمصريتي, للشك والارتياب في شخصية وجنسية صاحب الدعوة الشيطانية التي تنادي بالنزول للشارع, والتظاهر ضد الجيش والشرطة غدا في عيد النصر العظيم, فليس من المعقول أن يكون صاحب هذه الدعوة قد ترعرع في أحضانها, وشرب من نيلها, أو تعلم وعمل علي أرضها, أو نام ملء جفونه في حراسة وحماية جنودها, فهناك تطاول علي قواتنا المسلحة يتبناه قادة وشباب جماعة الإخوان, يجردهم من حق الانتساب لتراب مصر, ويؤكد أن الدماء التي تجري في عروقهم قد تلوثت بالميكروبات والفيروسات, فاختلفت عن تلك الدماء الزكية التي ارتوت بها أرض سيناء الحبيبة في حرب أكتوبر المجيدة دفاعا عن قدسية الوطن, وسلامة أراضيه, يوم أن سطر جنود مصر بدمائهم أروع ملحمة في تاريخ العسكرية المصرية, يتم تدريسها إلي اليوم في أرقي الأكاديميات العسكرية العالمية. والملاحظ أنهم يتجاهلون عن عمد نصر أكتوبر وهم من معاصريه, وشباب الجماعة يخضع لضغوط القادة للتقليل من أهميته, نكاية في جيش بلادهم, بسبب وقفته الصامدة ضد هذه الجماعة وأنصارها في مصر والخارج, وانحيازه لثورة شعب مصر في الثلاثين من يونيو. ولمن يجهل هذا النصر أو يتجاهله, أستعرض وبإيجاز شديد نبذة عن حرب العاشر من رمضان, التي بدأت بقيام مدفعية وطائرات الجيش المصري بدك خط بارليف الحصين, وفتح ثغرات به بوسيلة مصرية خالصة مبتكرة, تسمح لقواتنا المسلحة بنقل المعركة لشرق القناة, وعبور جنودنا البواسل قناة السويس تحت وابل من نيران مدفعية العدو, وقصف طائراته, فتمكنت عزيمة الجنود المصريين, وإيمانهم بربهم ووطنهم من اقتحام وتدمير واحتلال كل تحصينات وخنادق العدو الإسرائيلي بطول قناة السويس, وقتل وأسر العديد من ضباطه وجنوده, وبعدها توغلت قواتنا داخل صحراء وجبال ووديان سيناء, وبدأت تطوير القتال بالدخول مع العدو في معارك ضارية بالمشاة والمدفعية والمدرعات, وتحت مظلة حماية كثيفة من طائراتنا المقاتلة, انتهت بتحقيق نصر كبير علي الجيش الإسرائيلي, واستردت مصر بعدها كل أراضيها المحتلة مرفوعة الرأس, ونالت تقدير العدو قبل الصديق, فأصبح يوم العبور أحد أيام مصر التاريخية, وعيدا قوميا تحتفل به قواتنا المسلحة بمشاركة كل المصريين شيوخا وشبابا وأطفالا. فكيف لأصحاب هذه الدعوة الباطلة من شيوخ الإخوان أن يقفوا هذا الموقف المخزي, مع أن بعضهم شارك في المعارك بنفسه, أو خاضها أشقاء له, أو أبناء عمومته, فكنت تسمع وقتها تكبيرهم وتهليلهم فرحا بالنصر, وترحما علي من نال الشهادة من بين صفوفهم؟! وكيف لأصحاب الدعوة المغرضة من شباب الإخوان أن ينساقوا وراء شيوخهم, ونعلم أنهم في أكتوبر73 كانوا أجنة في بطون أمهاتهم, أو رضعا محمولين علي أكتافهن, أو أطفالا يلهون ويمرحون في بيوتهم, ولما بلغوا مبلغ الشباب أدركوا حقيقة هذه الحرب عندما عرفوا أن من آبائهم وأخواتهم وأقاربهم من استشهد أو أصيب في المعركة, فتباهوا ببطولات ذويهم, وزينوا جدران بيوتهم بصور الشهداء منهم, وحملوا عنهم بعد غيابهم أوسمة نالوها من الدولة تقديرا وعرفانا بدورهم العظيم في حماية الوطن والذود عن أراضيه؟! وأين موقعهم اليوم من كل المصريين, الذين يحملون في قلوبهم صورة وردية صادقة لخير أجناد الأرض, لن ينجح كائن من كان في تشويهها؟ واعلموا أننا لن ننحني أمام أطماعكم في حكم مصر مرة أخري, مهما يطل أمد الاعتصامات والتظاهرات, وما يصاحبها من عنف وتخريب وإرهاب, فاستمرارها يؤدي إلي تعميق كراهية مواطنيكم لكم, وزيادة في فرقتكم وتشتيتكم, وتباعد أهليكم عنكم, واعلموا أن ثقتنا بقواتنا المسلحة لن تهتز بعبارات بذيئة ضدها تشوهون بها الأسوار والمباني, ولن يحبط عزيمتنا هتاف معاد لها, فنحن في رباط مع الوطن وقواته المسلحة إلي ما شاء الله. لواء مهندس فؤاد علي الطير