الضحية في هذه الجريمة طالب ثانوي شاء حظه العاثر أن يوقعه في أيدي ثلاثة أشقياء أحدهم بائع فطير انهالوا عليه طعنا بسكين وألقوا عليه حجرا كبيرا بعد أن استدرجوه إلي مكان مهجور. أيقن الجناة أنه ودع الدنيا وسافر إلي الآخرة وبالتالي فرحوا بأن أمرهم لن ينكشف وجرمهم لن يفتضح.. لكن إرادة الحياة كان لها النصر والكلمة العليا في نهاية المطاف.. فقد عادت الروح من جديد إلي جسد أحمد الذي أثخنته الجراح.. ليسترد الفتي وعيه وتدب فيه الحياة من جديد. أرشد أحمد الشرطة إلي الجناة, فتم ضبط أحدهم لكن شريكي المقبوض عليه مازالا هاربين! السطور التالية تشرح تفاصيل الجريمة وتلقي الضوء علي الظروف والملابسات المحيطة بها. أحمد طالب بالصف الثاني الثانوي الصناعي وبالرغم من صغر سنه خرج لسوق العمل مبكرا, حيث يخرج يوميا منذ أن كان في الصف الثالث الاعدادي للعمل علي توك توك أحد جيرانهم لمساعدة أسرته البسيطة علي ظروف المعيشة الصعبة فوالده ربيع محمود55 سنة يعمل سائقا بهيئة النقل العام ومصاب بمرض في القلب ولديه ثلاث بنات. كان أحمد يبدأ يومه من السابعة صباحا حتي الواحدة ظهرا موعد خروجه من المدرسة, يبدأ بعد ذلك رحلة العمل علي توك توك حتي منتصف الليل, وذلك ليعود إلي والده بحفنة من الجنيهات تساعدهم علي ظروف الحياة وأعباء تجهيز شقيقاته البنات. لم يتخيل أحمد عندما استوقفه ثلاثة أشخاص عند مزلقان لعبة, وطلبوا منه توصيلهم إلي منطقة القنطرة البيضاء ببشتيل أن يعتدوا عليه بالأسلحة البيضاء ويقوموا بسرقته بالاكراه وعندما وجدوا أن المبلغ الموجود معه65 جنيها وهاتف محمول لا يتعدي ثمنه مائة جنيه جن جنونهم لأن هذا المبلغ لا يكفيهم لقضاء سهرة حمراء يتناولون فيها المخدرات والخمور, فطلبوا من المجني عليه ترك التوك توك لهم والنزول منه بعد أن أجبروه علي الدخول بجوار كوبري القنطرة البيضاء بطريق الكوم الأحمر, ولما رفض المجني عليه الانصياع لطلبهم طعنه أحدهم بسكين في رقبته من الخلف, كما انهال عليه الأخران بطعنات متفرقة بالجسد ومن شدة الطعنات انكسر نصل السكين المعدني في ظهر المجني عليه, وقام المتهمون بإلقائه علي الأرض وسط الزراعات متصورين أنه فارق الحياة, وقام أحدهم بتفتيشه مرة أخري وقبل أن ينطلقوا بالتوك توك لأحظ أحدهم أن أحمد يئن ويتألم من شدة الضربات فنزلوا من التوك توك مرة أخري, وقال أحدهم: عايزين نخلص عليه ده لسه صاحي فقاموا بإحضار حجر كبير وضربوه به قاصدين قتله ليصاب بإغماءه طويلة ظنوا خلالها أنه فارق الحياة.. وأثناء مرور بعض الأهالي عثروا عليه غارقا في دمائه وملقي علي الأرض وعندما أقتربوا منه أشار لهم بأنه مازال علي قيد الحياة وأخبرهم برقم هاتف والده. قام أحد الأهالي بالاتصال بوالد المجني عليه لينزل الخبر علي مسامعه كالصاعقة, وصرخ صرخة هزت أرجاء المنزل بأكمله, وأسرع الأب إلي مكان الواقعة ليجد ابنه غارقا في دمائه واتصل بالاسعاف لتنقله إلي مستشفي الموظفين العام بإمبابة الذي يقوم بعمل بعض الاسعافات له وينقله بعد ذلك بسيارة مجهزة إلي مستشفي قصر العيني لخطورة حالته الصحية. وكان اللواء أسامة المراسي مساعد وزير الداخلية لأمن أكتوبر قد تلقي إخطارا من اللواء مدير الإدارة العامة للمباحث يفيد بالعثور علي أحمد ربيع محمود غارقا في دمائه فأمر بتشكيل فريق بحث لضبط المتهمين.. انتقل إلي المستشفي الرائدان عصام نبيل رئيس مباحث بشتيل وعبدالرحمن الفقي رئيس النقطة وقاما بعرض بعض صور المسجلين خطر علي المجني عليه, حيث تعرف علي أحدهم. وتبين من الفحص أنه يدعي إسلام18 سنة بائع فطائر تم عمل عدة أكمنة تمكن خلالها الرائد أحمد فارس معاون المباحث من ضبط المتهم ومازال رجال مباحث أوسيم بقيادة المقدم مصطفي كمال يكثفون جهودهم لضبط المتهمين الهاربين لتقديمهما للنيابة.