علي الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وضعف ميزانية الدولة إلا أن مركز الجهاز الهضمي بالمنصورة والذي يعد من أكبر البؤر المصابة صرحا طبيا لتخفيف الآلام وأوجاع مرضي الكبد. الذين زادت اعدادهم بمنطقة الدلتا والتي تعد إلا أن المركز يقوم بتطوير الأداء الجراحي عاما بعد عاما حيث يقوم فريق العمل بالمركزبإجراء ثماني جراحات شهريه بدلا من4 حالات في الفترة السابقة وهذا المعدل يعدل من اسرع المعدلات العالمية. وصرح الدكتور محمد عبد الوهاب, أستاذ جراحة الكبد بجامعة المنصورة والمشرف علي برنامج زراعة الكبد بطب جامعة المنصورة أن برنامج زراعة الكبد بمركز الجهاز الهضمي الجامعي بالمنصورة لا يهدف إلي الربح وأن تكلفة العملية هي أقل تكلفة علي مستوي العالم, حيث تصل فقط إلي مائتي ألف جنيه و يتحمل المركز تكاليف العملية والمتابعة الصحية وعلاج المضاعفات مدي الحياة, حيث تتحمل جمعية مرضي زراعة الكبد مبلغ20 ألف جنيه, بالإضافة إلي بعض تبرعات رجال الأعمال والجمعيات الأهلية والتي تصل إلي50 ألف جنيه و50 ألف أخري تتحملها الدولة والباقي يتحمله المريض إذا كان غير قادر ويقوم الفريق الطبي بالاتصال ببعض رجال الأعمال لسداد باقي المبلغ وتصل نسبة نجاح العملية إلي حوالي90% ويظل المتبرع في المستشفي أسبوع فقط. وأضاف عبد الوهاب أنه يشترط أن لا يزيد عمر المريض علي65 عاما, وأول مريض تم زراعة كبد له منذ9 سنوات من المنصورة وكانت حالته سيئة, حيث كان يعمل بالكويت وكان يعاني من تليف كبدي, وحاليا وبعد مرور9 سنوات يمارس حياته ويقوم باداء عمله بشكل جيد كما تزوج مرة أخري. ومن العجائب أنه لا يوجد في المتبرعين رجل تبرع لزوجته, ولكن يوجد كثير من الزوجات تبرعن لأزواجهن كما يوجد امهات تبرعن لابنائهن وأضاف ان من أصعب الحالات والمؤثره بحق هي الحالة رقم(251) لمريضة من مركز ديرب نجم, بمحافظة الشرقية كانت تعاني منذ10 سنوات من تليف كبدي أدي إلي فشل كبدي في الفترة الأخيرة وغيبوبة كبدية متكررة, مما أقعدها عن العمل والحركة وجعلها قعيدة الفراش. وقال الدكتور محمد عبد الوهاب إن المريضة حضرت إلي مركز جراحة الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة منذ3 شهور, وبعد إجراء الفحوص الأولية لها اتضح أن الحل الوحيد هو زراعة الكبد مشيرا إلي أن سياسة المركز والجامعة لا تقبل التبرع إلا من الأقارب حتي لا نجد مجالا نهائيا لتجارة الأعضاء وأحضرت ابنها البالغ من العمر23 عاما كمتبرع, وبعد الانتهاء من الفحوص لها والمتبرع وأخذ موافقة لجنة القيم بجامعة المنصورة برئاسة الدكتور السيد عبد الخالق رئيس الجامعة وموافقة لجنة زراعة الأعضاء بالقاهرة تم تحديد الميعاد لها, وتم استثنائها من قائمة الانتظار الطويلة بالمركز, نظرا لتدهور حالتها الصحية وقام بإجراء العملية فريق من المركز واستغرقت العملية12 ساعة. وصرح الدكتور جمال العبيدي مدير مركز جراحة الجهاز الهضمي ان نجاح عملية زراعة كبد للحالة رقم(255) بوحدة زراعة الكبد بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد يعد سبقا عالميا. وأضاف أن المركز يقوم حاليا بتدريب شباب وكبار الأطباء المصريين والعرب والأجانب علي مهارات جراحة الجهاز الهضمي بمركز تدريب الاطباء. الجديد بالمركز انه تم افتتاح وتشغيل غرفة جديدة لمناظير القنوات المرارية تستوعب10 حالات في اليوم الواحد للحد من قوائم الانتظار لحالات المناظير تم تجهيزها بجهاز خاص لتصوير القنوات المرارية بتبرع من جمعية رجال الاعمال. كما يتم حاليا تحديث وتطوير قسم التعقيم بالمركز بأحدث الاجهزة واستخدام احدث الاساليب لضمان عدم نقل لعدوي للمرضي بالمركز وكذلك تحديث المطبخ طبقا للمواصفات العالمية بالاضافة الي عمل هيكل تنظيمي جديد للعاملين بالمركز لتحويل الاقسام الي ادارات يتم تدعيمها بكافة التخصصات من الجامعة لسد العجز والاستفادة من الخبرات المتراكمة من العاملين بالجامعة. وناشد الدكتور جمال العبيدي رجال الاعمال والجمعيات الاهلية والخيرية بتدعيم المركز من خلال التبرعات المادية والمساعدة في تحديث المنظومة الطبية داخل المركز لتقديم افضل خدمة طبية لمرضي الكبد والجهاز الضمي. رابط دائم :