خيم الحزن علي قرية منشأة الحاج التابعة لمركز إهناسيا ببني سويف حيث اتشحت القرية بالسواد بعد أن جاء لهم خبر استشهاد ابن قريتهم علي سيد عبد العظيم29 سنة( كهربائي) الذي غاب وتغرب لسنوات ليساعد والديه علي المعيشة وليستطيع ان يتزوج وتكون له اسرة. ورغم أنه لا ينتمي الي اي تيار سياسي او ديني الا انه دفع حياته متأثرا بجراحه اثر الانفجار الذي استهدف موكب وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم دون ان يقترف اي ذنب وشيع أهالي القرية جنازة الشهيد الي مثواه الأخير أمس بعد صلاة المغرب من المسجد الشرقي لمنشأة الحاج بمقابر العائلة بالقرية وسط بكاء ونحيب الأهالي ودعاء علي الجماعات الارهابية التي اغتالت ابن القرية. فقد يدفع الإرهاب الأبرياء إلي الذود بدمائهم الطاهرة ثمنا لغدره وخيانته فمن نزل من بيته وهو يقول تكالي عليك يا رب ونزل ليلتقط رزقه أصيب بدون ذنب ومن كان ينظم مرور شوارع المحروسة سالت دماؤه أيضا وكان الذنب الأعظم عند الإرهاب بتر أرجل الصغيرة وكأن ذنبها الأكبر هو براءتها. حسبي الله ونعم الوكيل.. عوضي عليك يارب.. منهم لله الظلمه.. خدو مني لحمي ودمي, بهذه الكلمات الممزوجة بدموع الفراق, بدأ عم سيد عبد العظيم عبد الوهاب والد الشاب علي أبن قرية مشأة الحج التابعة لمركز إهناسيا المدينة ببني سويف, أحد ضحايا حادث تفجير سيارة موكب وزير الداخلية كلماته. وأضاف: ولدي علي يعمل كهربائي يقيم معي هو وزوجته وابنه آدم سنة ونصف بمنزلنا بالقرية, ويسكن في عزبة الهجانة بمدينة نصر أثناء عمله بالقاهرة كصنايعي موضحا: أن ابني ليس له أي انتماء سياسي أو حزبي, وعمله ولقمة عيشه هو شغله الشاغل, يذهب للعمل صباحا ويعود في المساء لمسكنه ويتردد علينا بالقرية مرتين شهريا للاطمئنان علينا وعلي زوجته وابنه. ووسط نبرات الأنين للرجل الأب المكلوم طالب المسئولين من الذين يديرون شئون البلاد حاليا الحفاظ علي حق فلذة كبده وعدم التفريط في دمه, وقال: أنا لا أطلب من أحد شيئا لأنهم مهما أعطوني لن يعوضوني عن ظفر ابني ولكني أطالب أجهزة الدولة أمورنا ألا يتركوا دماء أبنائنا تضيع هدرا حتي لا تتحول الدنيا إلي غابة كبيرة. التقينا شقيق الشهيد رجب سيد عبد العظيم 22 سنة الذي قال: استيقظت صباح يوم الحادث علي تليفون شقيقي الأكبر هشام وجدته يصرخ ويقول أخويه ملهوش ذنب.. احنا طالعين علي أكل عيشنا فظننت من الوهلة الأولي أن إخوتي في مشاجرة, فأغلقت الهاتف وأسرعت مهرولا إلي أخي أحمد في محل المكوجي الذي يمتلكه بجوار مدرسة العبور بالحي الثامن وأخبرته أن أشقاءنا في مشاجرة, فاتصل بأخي هشام وأخبره بأنهم في مستشفي التأمين الصحي بمدينة نصر, فاستقلينا دراجة بخارية للذهاب إليهم ونحن في الطريق إليهم منعنا الأمن من المرور بالشارع الذي وقع فيه الانفجار, وأخبرنا الأهالي أنه هناك حادث إرهابي وقع منذ دقائق وراح ضحيته الكثير من الأبرياء. وتابع رجب وهو يحاول كفكفة دموعه: عندما وصلنا إلي قسم الاستقبال بمستشفي مدينة نصر, تقابلنا مع شقيقنا الأكبر هشام الذي أخبرنا بأن علي أصيب في حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية, خلال مروره من أمام مسكن الوزير متجها لمحل المكوجي ليأخذ عدة الشغل ليستكمل عمله في الكهرباء بإحدي الشقق القريبة, ويرقد داخل غرفة العناية المركزة في محاولة لإنقاذه. وأضاف رجب أن إدارة المستشفي منعتنا من رؤية أخي إلا بعد مرور6 ساعات, وعندما دخلنا عليه الغرفة وجدناه في غيبوبة تامة ولا نسمع إلا صوت أنفاسه المتقطعة وفي السابعة مساء أصر مسئولو الأمن بالمستشفي علي إخراجنا لانتهاء مواعيد الزيارة وعدنا صباح أمس أنا ووالدي الذي حضر من البلده وأشقائي وأهل قريتنا للاطمئنان عليه لنجده قد فارق الحياة وفشل الأطباء في إنقاذه. وأشار الحاج علي نبيل عمدة قرية منشأة الحاج, أن علي ووالده وأشقائه الأربعة يتمتعون بسمعة وسيرة طيبة في القرية, وليس لهم أي انتماء سياسي أو حزبي, وهم أسرة بسيطة جدا لا يشغلها في الحياة سوي لقمة العيش وتربية الأبناء. رابط دائم :