ما أعجب وأغرب مانشاهده اليوم فيما يقع من أحداث وتطورات في مصر من جانب جماعة الإخوان المسلمين ولم يكن يتوقع أحد أن تكون ممارسات وتصرفات الجماعة علي ذلك النحو من الجبروت والترهيب والعنف من تخريب وقتل ولكنهم ليسوا من تلك البلد ولم ينتموا إليها.. وقد تكون قضية الانتماء والولاء لديهم علي نحو مختلف عما نعرفه أو تعودنا عليه ولانريد أيضا أن نخوض فيما يدعونه أو يرفضونه من شعارات وهو أن الولاء للدين فقط أي للإسلام وهو أيضا أمر لابد من مراجعته فالدين شيء سام.. كما أن الإسلام دين سمح دين عالمي ودين حضاري علم الدنيا كلها المعرفة والأخلاقيات التي أعتقد أن تصرفات وممارسات الأخوان ليس بها من الإسلام شي بل هي علي النقيض تماما مما يجعل فقهاء الدين الإسلام الجنيف والوسطي بل والعامة ونقول من المسلمين بل من أصحاب الأديان الأخري الذي عاشوا في أجواء الإسلام السمحة وفي ظل تعليمه الراقي يضربون الأكف لما يرون من ممارسات فجه تتجاوز حدود المنطق والعقل والتي يدعون بأنها تنتمي إلي الإسلام أو سيلصقونها بالإسلام زوروا وبهتانا.. وكما يقولون في ذلك القول المأثور رب ضار نافعة هذا ماحدث بالضبط في مصر رغم قساوة الأحداث وما عاناه الشعب المصري وماقد ينتظره من وراء هؤلاء الذين أتي بهم البسطاء لكي مايحكموا مصر بعد أن توسموا فيهم ماليس فيهم.. وقالوا لماذا لانجرب هؤلاء أنهم أناس الله الذين يرعون حرمة الله فينا وهم كانوا يرددون ذلك ويقول أننا نحمل الخير لمصر وأعتقد أن حتي الذين لديهم خبرة ودراية بتاريخ الأخوان قد داعبهم الأمل أنهم قد يخيبوا الظنون ويحسنون المعاملة.. وأنهم إذا ماسنحت لهم الفرصة يمكن أن يقدموا شيئا لمصر وعندما نمنحهم الثقة ولا نخونهم أو نستذنبهم فإن ذلك يمكن أن يكون في صالح المجتمع وفي صالح مصر ونكون أمام تجربة جديدة ولكنهم قد غفلوا في ذروة الثورة والغضب أن السر كان في ممارسات النظام السابق ومايحدث ويدور حولنا في البلدان المجاورة وكيف أن هذه التنظيمات ذات الأجنحة الجهادية هي مصدر لكل الفتن والتوتر والتخريب وقد جاء الأخوان إلي الحكم ورأينا ما الذي حدث ومايحدث الآن وكيف أنهم قد خرجوا علي مصر وكأنهم أمام شعب عدو لابد من القضاء عليهم ورأينا ذلك التناقض الغريب والعجيب الذي كشفت عنه فترة توليهم الحكم لمصر وهذه هي الضارة النافعة لأنهم لو لم يأتوا إلي الحكم لما عرفناهم علي حقيقتهم وأكتشفنا ذلك الكم من العنف والغلطة والحقد علي شعب مصر وأسلوب المخاتلة والخديعة والوقيعة الذي أتبعوه وكيف أنهم بالفعل يتدثرون بعباءة الدين الاسلامي وأنهم قد جعلوا من أنفسهم أولياء وأوصياء علي الإسلام وهم معاول هدم لذلك الدين الذي عاش لدهر نصف ويؤمن به مليار ونصف بني حضارات وخرج من عباءته أئمة وفقهاء يفسرون الدين بالحق والإستقامة وبوسطية وإعتدال جعله ينتشر في كل أرجاء العالم.. لقد أنكشف النقاب عن الأخوان ورأينا أن مصر كانت بالنسبة لهم مجرد وسيلة وسلعة يمكن بيعها لإحياء مشروعهم القديم الذي قد يكن قد خيل لهم أن الوقت قد حان لتحقيقه... لقد ظهر ذلك البعد العالمي في تنظيم الأخوان وأنهم يعملون خارج الإطار الجغرافي والوطني وكيف أ مصر كما تخيلوا وظنوا يمكن أن تكون هي الثمن والضحية لأفكارهم وليس مصر كوطن ولكن كشعب وحضارة ولكنهم قد أخطأوا في الرهان وأعتقد أنه علي الرغم من تلك الخسائر التي منيت بها مصر التي سوف تتعافي منها بإذن الله وعلي نحو سريع فإن الأخوان تنظيم دولي يتسم بالتآمرية والذي قد سعي إلي عقد الصفقات مع الشيطان من أجل أحلام وهمية ونقصد بالشيطان هنا إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية وان كانت الاخيرة هي مجرد وسيلة وأداة تستخدمها الصهيونية العالمية كالعادة وان كافة الادارات الأمريكية المتعاقبة قد كانت مثل عرائس الماريونيت التي تحركها الصهيونية أو اللوبي الصهيوني لخدمة مصالح إسرائيلي و.. لم يكن أحد يتصور أن يكون الأخوان أيضا احد هذه الأدوات وكيف انهم أرتضوا أن يكونوا الطرف الأخر في هذه الصفقة وكيف أنهم وهم الذين يدعون الذود عن الرسلام والدفاع عنه يضعون أيديهم في يد الصهيونية العالمية والولاياتالمتحدة اللذين يحاربان الإسلام ونحن عندما نتحدث هنا عن معاداة الاسلام فذلك أمر واقع وأن مايعرف بصراع الحضارات هو مفهوم قديم وأن صراع الحضارات محورة الأساسي صراع الديانات وذلك بالقطع بعيد عن ما تأمر به هذه الديانات وجوهرها فهي لاتقر ذلك بالكلية ولكن الدين قد أقحم في مضمار السياسة فهو قد يكون ولازال أحد المتغيرات في ممارسة قواعد اللعين السياسية عن المستوي الدولي وإلا بماذا نفسر كل هذه الحملات البذيئة علي الإسلام ورسوله بداية من رسوم مسيئة وتطاول واخرها الفيلم المسيء للرسول والذي خرج علي إثره الشباب في حالة هياج كبير وقاموا بتحطيم سور السفارة الامريكية ولكنهم لم يكونوا بالقطع من الأخوان وبماذا نفسر ماجاء في اول محاضرة لبندكت باب روما والتي استرشد فيها بأحد المقاطع التي وردت في وثيقة قديمة وقد إنطوت علي إساءة للإسلام بأنه دين إرهابي وكذلك رسول الإسلام.. كل ذلك نعلمه جيدا ومعه ذلك فقد كان الأخوان المسلمون بما تكشف لنا بعد سقوط القناع اول من يضعون يدهم في يد الصهاينة وقد كانت الطامة الكبري فيما جاء في أول رسالة للرئيس مرسي لشيمونون بيريز التي جعلتنا غير مصدقين عندما قال له صديقي الوفي شيمون بيريز في بداية توليه الرئاسة.. ولم نكن ندرك في حينه حقيقة ذلك المخطط ونحن في زحمة الاحداث ونحن نتوقع بداية عهد جديد ولم نكن لنصدق وقتها ذلك الأمر.. وقد حاولوا وقتها أن يتنصلوا من ذلك الخطاب ويعلنون انه خطاب مدسوس ولكن لم يكن هناك أية تصريح رسمي من الرئاسة... ذلك تكشف لنا أن الأخوان لايريدون الحكم من أجل إحقاق الحق أو حتي تطبيق الشريعة فمصر ليست دولة مارقة.. ولكن هذه هي مهمة الأزهر الشريف القمة والقامة في نشر الإسلام السمح والمعتدل.. فالأزهر عمره الف عام وقت لم تكن هناك مثل هذه الدول وقد كان بمثابة الحصن في الذود عن الإسلام ضد الهجمات الشرسة علي مر العصور ولكنهم يحاولون تشويهه لأنهم يعلمون مدي قوته وأنه سوف يكسون حجر العثرة امام تحقيق احلامهم التوسعية لقد سعوا إلي الامبريالية العالمية ويستقوون بها الان ويحشدونها ضد مصر... وأيضا تحالفوا مع الصهيونية وارادوا عقد هذه الصفقة المريبة التي بمقتضاه يحصلون علي تأييد الولاياتالمتحدة والدول الأوربية التي يعلمون أنها تقف ضدهم علي طول الخط وأنهم بالنسبة لهم أعداءا بل أرهابين مارقون وأن أمريكا قد أعلنت الحرب ضد الارهاب وقد كانت هذه أول سابقة من نوعها منذ ان قام التنظيم الدول الأممالمتحدة الذي حرم وجرم اللجوء إلي الحرب في تسوية العلاقات الدولية وذلك في أعقاب احداث11 سبتمبر.. وكانت الدول المستهدفة التي جعلوا منها مرادفا للإرهاب هي الدول الإسلامية ولكن كانت الطرق بمثابة حجر الصدمة بالنسبة لهم وتوقف الزحف الأمريكي.. هم يعلمون ذلك ولكنهم أرادوا أن يعقدوا هذه الصفقة علي حساب مصر وعلي حساب الإسلام وهي ان يشترو رضاء الصهيونية والولاياتالمتحدة في مقابل حل القضية المحورية الأساسية وهي الصراع العربي الأسرائيلي أو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كنوع من الاختزال لها وتفريعها في مقابل التنازل عن أجزاء من سيناء وبذلك تكون إسرائيا وفقا لمخططها قد استطاعت ان تصدر ذلك الصراع وتجعله صراعا عربيا عربيا وذلك لأن جيش مصر وشعبها لن يقبل ان يفرط في جزء من أرضه.. هذه هي المؤامرة التي قطعت عليها الطريق إرادة الشعب المصري وجعلت اوباما يشطاط غيظا ويصدر تلك التصريحات التي لن تفيد في شيء وأيضا محاولة الضغط علي مصر.. وأن المسألة في النهاية ليست مسألة تمكين للديمقراطية أو مسألة شرعية لأننا لو تذكرنا خطاب مرسي في التحرير أمام الشعب كله وهو يتحدث بأعلي صوت في حالة من الحماس والبسطاء من الشعب والقوي السياسية يؤيدونه قد حددها هو مفهوم الشرعية وأن ذلك القول الذي ردده أكثر من مرة وكان بمثابة تعهد امام الشعب وهو عندما قال لهم انتم مصدر الشرعية تمنحوها لمن تشاءوا وتمنعوها عن من تشاءوا.. من هنا نقول له أن الشعب هو الذي خرج يوم30 يونيو وسحب منك الشرعية التي حددت انت وأقريت بنفسك طريقة وكيفية منحها وسحبها لذلك نرد عليك ونقول لك من فمك وندينك أي انك انت الذي وضعت دليل إدانتك علي مرأي ومسمع من العالم كله في تلك اللحظة التاريخية بالنسبة لكم أي كأخوان وكتنظيم... لقد كشفت النقاب أنت نفسك بخطابك لشيمون بيريز وإن لم نكن وقتها بالمتأكدين او المتيقنين بذلك ولكن قد انكشفت كل شيء عن أكبر بل وأحط مؤامرة في تاريخ مصر كلها والسبب هو انه عندما تجي المؤامرة من الخارج او الاعتداء فذلك امر يأتي في اطار ماهو طبيعي وفي إطار مفهوم الصراعConfilict الذي يرون علماء السياسة انه شيء طبيعي لتحريك العلاقات الدولية ولكن أن تأتي أناس يدعون أنهم حماة للإسلام. والأهم خط الدفاع الاول عنه ثم يضعون أيديهم في يد اعدائه الألداء فتلك هي الطامة الكبري.. محصلة ذلك الموقف رغم مايحدث ويجري من جانب الإخوان داخليا من عمليات عنف وتخريب وحرق لمصر وحشد علي الساحة الدولية ضدها وهي محاولات مصيرها للفشل هي انهم قد قضي عليهم بعد أن فضحوا وتعروا أمام العالم كتنظيم والذي وصل بالامر إلي حد أن الشعب يرفض أية مصالحة معهم وانه قد نبذهم... كما ان ماحدث قد كان معجزة الهية بكل المقاييس وان الله قد نجي مصدر بالفعال من مؤامرة إخوانية صهيونية دولية تصديقا لذلك القول الجليل ان مصر وشعبها في رباط إلي يوم الدين..دكتوراه في العلوم السياسية [email protected]