يعود الرئيس حسني مبارك بسلامة الله الي ارض الوطن اليوم للإدلاء بصوته في انتخابات مجلس الشوري بعد ان اختتم أمس زيارته لفرنسا التي شارك خلالها في قمة إفريقيا فرنسا بجهد ناجح في القضايا الإفريقية والأخري الخاصة بالشرق الأوسط حيث تم تأكيد ما يلي: * ضرورة التركيز علي تحقيق التمثيل الإفريقي المتوازن والعادل في آليات صنع القرار الدولي علي المستوي الاقتصادي والمالي لانها هي التي تمس الواقع الإفريقي الذي نتطلع الي ان يتحول إلي واقع أفضل. وفي هذا الاطار أكد الرئيس ان موضوع توسيع مجلس الامن هو حوار دائر منذ عام1997 ويمكن ان يمتد الي عقود وهناك الكثير من الافكار المطروحة والمدقق لمواقف الدول الخمس دائمة العضوية يجد ان لكل منها لسبب أو آخر تحفظا معلنا او غير معلن يكشف ان هذه الدول لا تريد ان تفرط في امتيازاتها التي حصلت عليها بمقتضي الميثاق منذ عام1945 ولا تريد ان تمتد هذه الامتيازات تحت ذريعة أو أخري لغيرها من الدول. ولذلك فانه انطلاقا من توجه عملي ومصلحي فإنه يجب التركيز علي المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجلس الاستقرار العالمي ومجموعة دول العشرين لأن كل هذه الاليات وغيرها هي الاليات التي تتحكم في صنع القرار الدولي علي مستوي الاصعدة المالية والاقتصادية.. ودروس ازمة ركود الاقتصاد العالمي التي بدأت بأزمة مالية واقتصادية طاحنة منذ عامي2008 و2009 تقول إنه لابد أن ينصب التركيز الإفريقي علي هذه الآليات. * وضع النزاعات الإفريقية حيث شدد الرئيس مبارك علي أنه رغم حقيقة ان الوضع الامني فيما يتعلق بالنزاعات الإفريقية الآن في عام2010 احسن حالا مما كان عليه منذ عام أو عامين وبالقطع افضل مما كان عليه عام2007 عندما عقدت القمة السابقة في مدينة كان الفرنسية ولكن لاتزال هناك بؤر نزاع وتوتر. وفي هذا الاطار اشار الرئيس الي أن العلاقة الوثيقة بين تحقيق الأمن والاستقرار من جهة والتنمية من جهة أخري في الدول الإفريقية تقتضي ان تستكمل إفريقيا جهودها من خلال آليات الاتحاد الإفريقي لكي تواجه هذه الصراعات سواء من خلال الدبلوماسية الوقائية التي تتصدي للنزاعات في ارهاصاتها الاولي وقبل ان تستفحل سواء من خلال جهود صنع السلام وحفظ السلام ثم بناء السلام فيما بعد انتهاء الصراعات. واوضح الرئيس ان كل هذه الاليات موجود ولكنها في حاجة الي الاستكمال والدعم وهناك يمكن لفرنسا كشريك لإفريقيا وغيرها من الشركاء مثل الصين توفير الدعم المالي لآليات افريقية نجحت إفريقيا في اقامتها. واكد الرئيس ضرورة البناء علي المبادرة المصرية التي لاقت قبولا علي المستويين الإفريقي والدولي الخاصة بإنشاء آلية مؤسسية للتنسيق بين مجلس السلم والامن الإفريقي من جهة ومجلس الامن الدولي من جهة أخري موضحا أن عملية اليونيميد في دارفور وهي عملية هجين بين الاممالمتحدة والاتحاد الإفريقي تطرح نموذجا واضحا لما يمكن ان يؤدي اليه التنسيق بين مجلسي الامن الإفريقي والدولي. * بخصوص الوضع في الشرق الاوسط أجري الرئيس مبارك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي مباحثات مهمة مساء امس اكدت تطابق الرؤي المصرية الفرنسية ازاء قضايا الشرق الاوسط والتداعيات الاخيرة التي شهدتها المنطقة. * في ضوء عضوية نيجيريا الحالية في مجلس الأمن الدولي وتوليها الرئاسة شهر يوليو المقبل ومشروع القرار الامريكي الغربي المطروح لتوقيع عقوبات اضافية علي ايران فيما يتصل بملفها النووي, اعرب الرئيس مبارك خلال مباحثاته الثنائية مع رئيس نيجيريا عن تطلعه للبناء علي ما تم تحقيقه من خلال الاتفاق الثلاثي برعاية تركيا والبرازيل وضرورة استمرار الحوار وتعامل القنوات الدبلوماسية مع هذا الموضوع محذرا من جديد من ان اي لجوء لاستخدام القوة ستكون له عواقب كارثية علي منطقة الخليج والشرق الاوسط وايضا علي العالم بأكمله فيما يتصل بتصاعد الارهاب والصعود غير المسبوق المتوقع لأسعار البترول.