أنا معك, اعترف, وأبصم لك بالعشرة, توجد فجوة حقيقية بين الحكومة والناس.. الشعب لا يصدق ما يقوله رئيس مجلس الوزراء.. ولا يصدق ما يقوله السادة الوزراء.. ليس بالضرورة لأن هؤلاء يكذبون, فليس معقولا أن يكون كل ما يصدر عن الحكومة مجرد أكاذيب.. وهذا أيضا لا يعني أن الناس ينكرون كل إنجاز ولا يعترفون بأي إيجابية.. ولكن الفجوة لها أصل نفسي, ولها جذر معنوي, لها ارتباط بمسألة الإحساس بما إذا كانت هذه الحكومة من الناس وتعبر عنهم, وتتوجه إليهم, وتشعر بهم, وتخالطهم, وتشاركهم المعاناة, أم أن أفراد هذه الحكومة من طينة مختلفة, من جنس مختلف, من طبقة منعزلة تعيش في القرية الذكية, ولا تعبأ بمعاناة الناس في حياتهم اليومية... رئيس الوزراء, منحني ساعة من وقته الثمين, في مكتبه الهادئ, ذي النوافذ المطلة علي المساحات الخضراء, في القرية الذكية.. وحصلت منه علي حوار, أنا علي يقين أن نسبة الكذب فيه تصل إلي الصفر.. نشرت الحوار في الأهرام الاقتصادي.. وتصادف أن جلست علي قهوة, والتف حولي بعض المعارف والأصدقاء, وقلت لهم: رئيس الوزراء قال لي, أننا نبني, كل عام, محطة كهرباء, تنتج ما يعادل كهرباء السد العالي. قالوا.. أشرب شايك وقوم روح من هنا!!. مستحيل أن يصدق الناس رئيس الوزراء, حتي ولو كان صادقا.. الشك هو القاعدة ولسان حال الشعب يقول: كذب الوزراء ولو صدقوا!!.. ونستكمل