واصل الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي عروضه القوية في كأس مصر.. فبالرغم من الأسلوب الدفاعي الضاغط الذي لعب به فريق بتروجت وتضييق المساحات وخنق اللعب علي مدار68 دقيقة فإن أن محمد أبوتريكة نجح في فك شفرة دفاع الفريق البترولي وسجل هدفا صعبا بمهارة أكد من خلاله عودته القوية في الدقيقة68. هذا الهدف الغالي قاد الأهلي للدور قبل النهائي بكأس مصر بعدما تغلب به علي بتروجت في لقاء دور الثمانية مساء أمس علي ستاد القاهرة ليلتقي مع الانتاج الحربي في التاسعة من مساء الخميس المقبل علي ستاد القاهرة.. لكن أداء الأهلي يؤكد أن الكأس تتقدم نحوه بقدر ما يتقدم هو نحوها. كانت المباراة تكتيكية من الدرجة الأولي لعبها الأهلي بنفس التشكيلة والأسلوب الذي خاض بها مباراة الزمالك في دور ال16 لكن الأهم هو الأداء القوي لفريق بتروجت الذي ولعب مدربه مختار مختار بأسلوب دفاعي يهدف إلي غلق الملعب تماما أمام موجات الأهلي الهجومية فأوق جبهة بركات وسيد معوض في اليسار وجبهة شريف عبدالفضيل وأحمد حسن في اليمين وتوقفت الانطلاقات من العمق.. لعب بتروجت ب8 لاعبين علي الأقل في نصف ملعبه الأمر الذي صعب مهمة الأهلي في الاختراق لأنه كان يحدث علي فترات ولكن من ثقب إبرة في ظل التزام شديد من لاعبي بتروجت دفاعيا. لكن الأهلي لم ييأس علي الاطلاق وإذا كان بتروجت مصرا علي الدفاع فهو أقل إصرارا من الأهلي علي الهجوم والفوز. وظل الأهلي صامدا وبتروجت أيضا لكن صمود الأهلي كان الأفضل وجاء الهدف من العمق عن طريق مهارة أبوتريكة. واستحق الأهلي الفوز عن جدارة من خلال الاستحواذ وحزمة الفرص التي أتيحت له سواء من خلال تسديدتين اصطدمتا بالعارضة في نفس النقطة لحسام عاشور وشهاب أحمد أو من خلال فرصتين لمحمد فضل ولا أسهل علي رأسه لكنه أضاعهما بغرابة يحسد عليها, فيما اتيحت لبتروجت3 فرص من هجمات مرتدة انقذ شريف إكرامي اثنتين ببراعة فيما أهدر أحمد الفولي أسهل فرصة لاحراز هدف التعادل في النهاية عندما انفرد ووضعها بجوار القائم الأيسر. لكن الأهلي بمجموع الفرص يستحق الفوز عن جدارة. لكن المثير أن بتروجت ظل علي جانب كبير من تحفظه رغم تأخره بهدف. لم يتمكن الأهلي من تحقيق هدفه خلال الشوط الأول بسبب الأداء الخططي والتكتيكي والدفاع المنظم لفريق بتروجت الذي لعب بحذر شديد لم يسبق أن لعب به في مواجهات الأهلي فلأول مرة نشاهد مختار مختار يلجأ لهذا الأسلوب الدفاعي البحت بوضع8 لاعبين في وسط ملعبه مع تحرك هجومي علي استحياء بوجود سيد حمدي بمفرده في المقدمة وكان باقي اللاعبين في نصف ملعبهم وأمام أحمد فوزي بداية من أحمد كمال ومحمود سمنة وحسن كوندي ولاعبي الوسط أحمد فيلكس وأسامة محمد ومحمد شعبان وهاني حسن ومحمود عبدالحكيم وأمامهم كوفي بيكوي. بتروجت اعتمد علي المرتدات وشكلت خطورة علي مرمي الأهلي مرتين لكن شريف إكرامي كان في منتهي اليقظة وحمي مرماه وتصدي وائل جمعة وأحمد السيد ومعهما في الوسط عاشور وشهاب أحمد لباقي المحاولات لينتهي هذا الشوط بالتعادل السلبي رغم الاستحواذ الذي صب في مصلحة الأهلي والفرص الأفضل التي أتيحت له. ويبدأ الشوط الثاني بحالة من التكافؤ بين الطرفين ويتغاضي الحكم توفيق السيد عن منح حسام عاشور الإنذار الثاني بعدما تلقي الإنذار الأول في الشوط الأول وبالتالي الكارت الأحمر بعد3 دقائق من هذا الشوط عرقلة واضحة ضد محمود عبد الحكيم. وبعد10 دقائق من بداية هذا الشوط يجري حسام البدري تغييرا بخروج أحمد حسن ونزول أحمد فتحي لتقوية وسط الملعب والذي نفذ بمجرد نزوله كرة عرضية داخل المنطقة علي رأس محمد فضل بدلا من ان يسجل ويضعها في يد أحمد فوزي بشكل جعلنا نترحم علي أيام فلافيو في التعامل مع مثل هذه الكرات لكن وضح ان فضل لايجيد التعامل بالرأس رغم طوله داخل المنطقة كرأس حربة بقدر مهارته في التصرف في الكرات التي تتاح له بالقدم كما حدث في أكثر من مباراة ومنها لقاء الزمالك. ويلجأ الأهلي للتسديد من بعد في ظل حالة الاغلاق التي ينفذها بتروجت ويسدد حسام عاشور صاروخا نادرا منه يصطدم بعارضة أحمد فوزي ليعاند الحظ الأهلي في التقدم بهدف بعد17 دقيقة من هذا الشوط. ويدفع مختار مختار بأول اوراقه عندما لعب أحمد الفولي بدلا من السيد حمدي الذي لم يفعل شيئا. ولكن وضح بعد65 دقيقة من عمر اللقاء ان بتروجت مصمم علي اسلوبه لغلق الطرق المؤدية إلي مرماه سواء من الأطراف أو العمق حتي ان سيد معوض وعبد الفضيل لم ينفذا أي اختراق من الأطراف كما ان الاعتماد علي مهاجم وحيد داخل المنطقة هو فضل في ظل وجود أبو تريكة في اوقات كثيرة خارج الصندوق سهل مهمة مدافعي بتروجت في السيطرة علي الموقف. لكن عندما دخل أبو تريكة المنطقة بقوة نجح في التسجيل في الدقيقة23.. سجل هدفا صعبا تقدم به الأهلي شارك فيه بركات بتمريرة لفضل الذي مرر لأبو تريكة في منطقة صعبة جدا في العمق وسط3 مدافعين ونجح باصراره ومهاراته في وضعها من فوق أحمد فوزي لحظة تقدمه لتسكن الكرة الشباك ويتقدم الأهلي بهدف غال وثمين في مباراة صعبة جدا مغلقة جدا أو بلغة الكرة مخنوقة تماما.. شيء صعب جدا ان تخترق فريقا جيدا ملتزما يدافع ب8 أو9 لاعبين والنجاح في الاختراق لايأتي الا بمهارة لاعبين في حجم أبو تريكة وبركات إلي جانب الزيادة العددية التي لجأ إليها البدري في وسط الملعب والضغط الهجومي فمنح الأهلي التفوق. وبعد الهدف ينفتح الملعب وتظهر مساحات ويتخلي لاعبو بتروجت عن الاسلوب الخانق ويجد معوض وعبد الفضيل فرصة للتحرك وتظهر تمريراتهما داخل المنطقة لكن أحمد فوزي اجاد التعامل معها بشكل رائع. وتشهد الدقيقة44 اخطر فرصة لبتروجت من انفراد كامل للاعب أحمد الفولي وبدلا من ان يسجل هدف التعادل وضعها بجوار القائم الأيسر لتمر خارج الملعب في واحدة من أهم واخطر الفرص التي اتيحت لتبروجت خلال اللقاء ويرد شهاب أحمد بصاروخ ناري اصطدم بالعارضة وينقذ شريف إكرامي كرة لوب خطيرة لبتروجت كانت في طريقها للشباك وتعتبر هذه الدقائق هي الاكثر إثارة وخطورة علي المرميين... ويطلق توفيق السيد صفارته معلنا فوز الأهلي بهدف وتأهله للدور قبل النهائي.