أخيرا تذوق الزمالك طعم الفوز في دوري المجموعتين دور الثمانية- في بطولة الأندية الإفريقية أبطال الدوري لكرة القدم بفوزه علي أورلاندو بطل جنوب إفريقيا2-1 في المباراة التي أقيمت بينهما عصر أمس الأحد في ستاد الجونة في الجولة الرابعة لمباريات دور الثمانية ليحصد أغلي ثلاث نقاط في مشواره يجدد بهم آماله في الصعود لدور الأربعة في المسابقة بعدما رفع رصيده إلي اربع نقاط. وتصبح مباراته مع الأهلي في الجولة الخامسة مصيرية للفريقين, وهو أول فوز للأبيض في دوري المجموعات منذ خمس سنوات. تقدم الزمالك بهدف في الدقيقة السادسة من الشوط الأول لأحمد عيد عبد الملك سجله من ركلة جزاء وتعادل رينادا لبطل جنوب أفريقيا أورلاندو في الدقيقة34 من الشوط نفسه.. وفي الدقيقة الخامسة من الشوط الثاني سجل صلاح سليمان الهدف الثاني بضربة رأس رائعة. بدأ الزمالك المباراة بقوة وإصرار علي هز شباك أورلاندو الجنوب الأفريقي لضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد الأول الثأر من الخسارة الثقيلة التي تلقاها في لقاء الذهاب الذي اقيم قبل أسبوعين في جوهانسبرج في الجولة الثالثة من مباريات دور الثمانية والثاني للحصول علي الثقة مبكرا التي إهتزت بشدة في المواجهة السابقة.. والثالث والأهم الحفاظ علي آماله في التأهل للمربع الذهبي في البطولة التي أحياه له فوز الأهلي علي ليوبار لتبقي مواجهتهما معا الفاصلة في الصعود للقبل النهائي في انتظار ما ستسفر عنه مواجهة أورلاندو مع ليوباردو في الجولة الخامسة المقبلة. ورغم حاجة الزمالك لتحقيق الفوز الكبير فإن حلمي طولان مديره الفني لعب بتوازن كبير في ظل إحترامه لقدرات المنافس وإمكانات لاعبيه الكبيرة والنتائج الطيبة التي حققها منذ بدء المسابقة بحصوله علي سبع نقاط من الثلاث جولات التي خاضها في دور الثمانية حتي الآن والمفاجأة الكبيرة التي فجرها بفوزه الكبير علي الأهلي في الجونة في الجولة الثانية. ولعب حلمي طولان بالطريقة الرقمية4 3 2 1 التي تحقق الكثير من التوازن في كل قطاعات الملعب إذا أحسن اللاعبون تنفيذها بشكل جيد وبتفاهم وتجانس ووعي في أداء الواجبات سواء الدفاعية أو الهجومية وغلق المساحات الخالية في كل قطاعات الملعب وهو ما يحققه خط الوسط وثلاثي الإرتكاز الذي تكون أولي وأهم مهامه صناعة الكثافة العددية والمساندة عند فقد الكرة في الثلث الدفاعي وبمجرد إمتلاكها في الثلثين الأوسط والهجومي. وبدأ الزمالك المباراة بتشكيل مكون من: عبدالواحد السيد وأمامه صلاح سليمان ومحمود فتح الله وحمادة طلبة ومحمد عبد الشافي.. وثلاثي الإرتكاز عمر جابر ونور السيد وأحمد توفيق.. واحمد عيد عبد الملك وشيكابالا.. وأحمد جعفر كرأس حربة وحيد.. ورغم المرونة الكبيرة للزمالك في الأفراد الذين إعتمد عليهم حلمي طولان خاصة في وسط الملعب والهجوم ووجود عدد كبير منهم يجيد اللعب في أكثر من مكان وتنفيذ الواجبات المزدوجة مثل عمر جابر وأحمد توفيق وأحمد عيد عبد الملك وشيكابالا فإن الزمالك إفتقد الكثير في التحركات والإنتشار والقدرة علي الإختراق بصرف النظر عن البدايات الجيدة في الدقائق الأولي من الشوط الأول. ويكفي أن الزمالك رغم سيطرته في الدقائق الأولي فإن الإيجابية علي المرمي لم تكن عالية والقدرة علي تبادل المركز بوعي ودون إرتباك لم تكن عالية ثم الأهم أن قدرة لاعبي الزمالك علي تحويل طريقة اللعب الرقمية عند إمتلاك الكرة من4 3 2 1 إلي4 2 3 1 لصناعة الكثافة الهجومية وضمان حسن الإنتشار في الثلثين الأوسط والهجومي لم تكن عالية علي الإطلاق رغم ما يملكه من إمكانات فردية عالية وهو ما أدي لكثير من المشكلات وأضعف من قدرات الفريق علي الإختراق وتشكيل فاعلية كبيرة وعالية علي مرمي سينزو حارس أورلاندو بطل جنوب إفريقيا. ويمكن القول إن الزمالك فرط في فرصة قتل اللقاء مبكرا وكسب الثقة سريعا وإصابة المنافس بالإحباط وإجباره علي رفع الراية البيضاء بعدما بدأ المباراة بقوة كبيرة وبإندفاع جيد نحو مرمي بطل جنوب افريقيا بعدما هاجم بخمسة لاعبين بوجود عمر جابر في الجبهة اليمني الذي بدا خلال الدقائق الأولي وكأنه جناح أيمن وفي تفاهم كبير مع الثنائي شيكابالا وأحمد عيد عبد الملك بينما تقدم محمد عبد الشافي ونشط في الثلث الهجومي مما أجبر أحمد جعفر علي التحرك بشكل جيد سواء في العمق أو علي الإطراف. والأداء القوي للزمالك في بداية الشوط الأول اصاب بطل جنوب جنوب أفريقيا بحالة كبيرة من الإرتباك خاصة فيما يتعلق بالضغط والرقابة في الثلث الدفاعي للحد الذي لم يعرف فيه لاعبو أولويات ومبادئ الدفاع عند وجود زيادات للمنافس في الثلث الهجومي أو علي الأطراف وهو ما منح خماسي الزمالك القدرة علي التحرك دون مشكلات أو صعوبات علي الإطلاق بل وأعطاهم فرصة تغيير المراكز بإجادة عالية ودون التقيد بشيء بدليل هدف الزمالك الأول الذي جاء في الدقيقة السابعة وبدأه شيكابالا بالإستلام علي حدود منطقة الجزاء وإخترق وراوغ وإرتبك المدافع لاكين لتعود له الكرة ويتعرض للعرقلة يحتسبها الحكم ركلة جزاء يتصدي لها أحمد عيد عبد الملك ويسددها قوية رائعة داخل المرمي مسجلا الهدف الاول. وسيطر الزمالك تماما علي الكرة وسط استسلام غير عادي من بطل جنوب أفريقيا أورلاندو للحد الذي فشل فيه الفريق في بناء هجمة واحدة وصناعة فرصة خطرة بل بشكل أكثر دقة فإن وصوله إلي مرمي عبد الواحد السيد في أول نصف ساعة لم يحدث علي الإطلاق ولكن المشكلة أن الزمالك لم يتعامل مع هذه الحالة بجدية كبيرة خاصة في بناء الهجمات وسيطرت علي اللاعبين حالة من العشوائية غير مبررة حتي أن عمر جابر عندما إخترق وإنفرد وكان الأقرب لتسجيل هدف سقط علي الارض طالبا ركلة جزاء ثم عاد أحمد عيد عبد الملك لينفذ نفس السيناريو ظنا منهم بأن الحكم من السهل عليه إطلاق صفارته قبل أن يتأكد تماما من وجود مخالفة ليفسد أكثر من مشروع هجمة وفرصة خطرة علي مرمي سينزو الذي بدا متواضعا بشكل كبير بصرف النظر عن إجادته في المباريات السابقة سواء أمام الأهلي أو ليوبارد أو الزمالك. ولم ترق محاولات الزمالك للجدية بإستثناء عرضية لعبها محمد عبد الشافي وحولها بتروس قلب الدفاع لضربة ركنية وظل إمتلاك الزمالك للكرة فترات طويلة دون تصرف مثالي أو قدرة علي الإختراق وصناعة فرص حقيقية علي مرمي أورلاندو الذي بدا في حالة سيئة لحد كبير. والحالة التي بدا عليها لاعبو أورلاندو دفعت نجوم الزمالك للعب بثقة ونرجسية كبيرة وصلت لحد البخل في بذل الجهد ظنا منهم أن المباراة لهم والمنافس ليس في حالتهم حتي جاءت الدقيقة34 ليتسلم رينادا الكرة وينطلق بها من وسط الملعب ويراوغ صلاح سليمان ويسدد من علي حدود منطقة الجزاء كرة قوية أرضية في الزاوية الضيقة الصعبة تسكن شباك عبد الواحد السيد مسجلا هدف التعادل المثير أن أولارندو تغير أسلوب لعبه تماما بعد الهدف وأدوا بجدية وزادت مساحة الجرأة للاعبين بشكل كبير ووصلوا لمرمي عبد الواحد السيد أكثر من مرة أخطرها في الدقيقة44 نفذها المهاجم المميز رينادا عندما تلقي الكرة من الناحية اليمني ودخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية في الزاوية الضيقة أنقذها عبد الواحد السيد بكفاءة علي مرتين لينتهي الشوط الأول1-.1 ويبدأ الشوط الثاني بحالة من التماسك للاعبي الزمالك رغم أن النهاية السيئة للشوط الأول وهاجم الفريق بقوة في سيناريو طبق الأصل من الشوط الأول وسيطر الفريق في أول خمس دقائق وتحرك بشكل جيد ثلاثي الهجوم أحمد عيد عبد الملك وشيكابالا وأحمد جعفر ومعهم محمد عبد الشافي وأجادوا الإنتشار العرضي وفتح عرض الملعب الهجومي وإحتسب الحكم ضربة ركنية من الناحية اليسري نفذها عمر جابر بإجادة عالية لتمر من فوق رأس الجميع لتصل إلي صلاح سليمان الذي يسددها برأسه داخل المرمي مسجلا الهدف الثاني. وواصل الزمالك الهجوم القوي والأداء الجيد بعد الهدف الثاني في محاولة لزيادة رصيده من الأهداف وقدم أحمد عيد عبد الملك فاصلا رائعا من التحركات الجيدة والإختراقات والتسديدات القوية والتمريرات المتقنة التي بدأت في الدقيقة15 عندما مرر كرة رائعة لأحمد جعفر إنفرد بها تماما وسدد لحظة خروج حارس بطل جنوب أفريقيا سينزو ولكنها علت العارضة بقليل. ولم تكتف هدايا أحمد عيد عبد الملك عند هذا الحد وإنما تالق بشكل كبير وإخترق في الدقيقة22 من الناحية اليسري ووصل لمنطقة مؤثرة ومرر لأحمد جعفر الموجود داخل منطقة الجزاء ولكنه سددها ضعيفة امسكها الحارس ويتدخل لاكين ليشتت كرة قبل أن تصل لأحمد جعفر ويتبعه بتروس بتنفيذ ضغط غاية في الروعة علي شيكابالا لإستخلاص الكرة.. ويسدد أحمد عيد عبد الملك كرة قوية يحولها الحارس لضربة ركنية. ولا يجد لاعبو الزمالك صعوبة في السيطرة علي الكرة والإبقاء عليها وسط أقدامهم وفي حوزتهم في ظل إجادة الثنائي نور السيد وأحمد توفيق لواجباتهما الدفاعية في الثلث الأوسط من الملعب مما منح الفرصة للاعبي الزمالك للبقاء لأطول فترة ممكنة في وسط ملعب بطل جنوب أفريقيا أورلاندو وإفساد هجمات المنافس مبكرا للحد الذي لم يختبر فيه عبد الواحد السيد علي الإطلاق في أول35 دقيقة من الشوط الثاني. وفي الدقائق الأخيرة يحاول أورلاندو السيطرة والضغط علي الزمالك علي أمل تسجيل التعادل في الوقت الذي إعتمد فيه الزمالك علي الدفاع وتراجع علي أمل إستغلال الهجمات المرتدة عن طريق شيكابالا وأحمد عيد عبد الملك خاصة مع تقدم كل لاعبي المنافس للهجوم وإندفاعهم الكبير ليتركوا مساحات خالية وشاسعة خلفهم في نصف مرماهم ومنها كاد يسجل شيكابالا عندما تلقي تمريرة من عمر جابر إنطلق بها ودخل منطقة الجزاء وراوغ المدافع ولكن الكرة لمست يد الأخير لحظة سقوطه علي الأرض وتغاضي الحكم عنها.. ويجري حلمي طولان تغييرا بنزول إسلام عوض بدلا من أحمد عيد عبد الملك علي إعتبار أن قدرات الأخير الدفاعية افضل بالإضافة لمميزاته في الإختراق والمساندة الهجومية الجيدة بسرعته.. ويتألق عبدالواحد السيد في الدقيقة42 عندما تصدي لإنفراد تام من رينادا وهي أخطر فرصة للفريق في الشوط الثاني لينتهي اللقاء2-.1 حلمي: قهرنا كل الظروف الصعبة اشعر بارتياح شديد بعد نجاح الفريق في تحقيق هدفه... أشكر جميع اللاعبين علي اصرارهم حتي اخر دقيقة لتحقيق الفوز... قدرنا ان نواجه هذه الصعوبا ت بما اننا في نادي الزمالك ونجحنا في التغلب عليها قبل اللقاء.. نعم دخلنا المباراة ونحن نشعر بالقلق خاصة و ان بطل جنوب إفريقيا ليس بالمنافس الضعيف. كانت هذه بعض الكلمات التي قالها حلمي طولان المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك بعد تحقيق اول فوز لفريقه في دوري المجموعات بدوري ابطال إفريقيا علي اورلاندو بطل جنوب إفريقيا والذي جاء بعد خمس سنوات منذ فوز الزمالك علي ديناموز هراري بطل زيمبابوي في المرحلة نفسها من البطولة عام.2008 واوضح بان الفوز انعش امال الزمالك في مواصلة المشوار في بطولة دوري ابطال إفريقيا لاحراز اللقب الغائب عن القلعة البيضاء منذ احرازه عام2002 بالاضافة إلي ان الانتصار انهي عقدة اورلاندو بيراتس الذي الحق بالاهلي والزمالك هزيمتين قاسيتين في اقل من اسبوعين. واشار إلي ان لاعبي الزمالك امتلكوا الرغبة الحقيقية في تحقيق الفوز والخروج من المأزق رغم الظروف الصعبة التي واجهتهم مثل ارتفاع درجة الحرارة في الغردقة بجانب غياب الثنائي هاني سعيد قلب الدفاع وأحمد سمير الظهير الايمن ومواجهة انتقادات لم تنل من معنويات الزمالك. وأعرب المدير الفني عن سعادته بالمستوي الفني والبدني الذي ظهر عليه لاعبوه طوال اللقاء واصرارهم علي تحقيق الفوز علي الرغم من عدم وجود مسابقة محلية منتظمة في الوقت الحالي وهو ما يعني عدم وجود اي فرصة سواء للأهلي او للزمالك علي تطوير والحفاظ علي المستوي الفني للاعبين,مشيرا إلي أن لاعبيه نفذوا تعليماته جيدا خلال احداث اللقاء, مؤكدا ان المشوار مازال صعبا طالما هناك مباريات متبقية في عمر البطولة. وتابع المدير الفني كلامه أن الفوز علي بطل جنوب إفريقيا الذي لم يهزم في الثلاث جولات الماضية سيعطي لفريقه دفعة معنوية كبيرة لمواصلة انتصاراته املا في حجز احدي بطاقتي التأهل إلي الدور قبل النهائي للبطولة القارية. من جانبه قال روجير دي سا المدير الفني لفريق أورلاندو: الأمور تعقدت في المجموعة وأكد روجير دي سا أن الأخطاء التي وقع فيها لاعبوه وراء الخسارة مشيرا إلي أنه سيسعي إلي حلها قبل لقاء ليوبار بعد أن تعقدت الأمور في المجموعة مشددا علي أن خبرة لاعبي الزمالك الزمالك رجحت كفتهم وحققوا الفوز الذي يستحقونه. وأضاف أن مباراة الأهلي والزمالك في الجولة قبل الاخيرة ستحدد الموقف في هذه المجموعة بشكل كبير بما يعني أنه ستكون أقوي مباريات دور الثمانية. رابط دائم :