في هذه الأيام الصعبة من تاريخ مصر, تتجلي أمام الرأي العام بوضوح عدة حقائق ومشاهدات لا لبس فيها أريد أن أصوغها في نقاط علي النحو التالي: أولا: أن الوقائع الثابتة تؤكد أن الغرب الأوروبي والأمريكي علي السواء, قد نجح في توظيف الجماعات الارهابية في مصر وسوريا وتونس والسودان, لخدمة مصالحه وسياساته وفي القيام بدور مرسوم و محدد ألا وهو تمزيق الروابط الأصيلة لدي الأمة العربية والاسلامية, والعمل علي تشويه الاسلام من خلال فتاوي التكفير والقتل حتي لاتتحقق أي وحدة بين العرب والمسلمين, وهؤلاء لم يكونوا لينجحوا لولا المال القطري الذي انفق بسخاء عليهم بغرض القضاء علي الدولة القومية. ثانيا: أنه نتيجة لخوف الغرب الأوروبي والأمريكي من أن تستعيد مصر ما بعد ثورة30 يونيو, الدورالتاريخي والريادي للزعيم جمال عبد الناصر الذي شكل تهديدا للمصالح البريطانية والأمريكية آنذاك, فقد عمل علي دعم وتأييد جماعة أو تنظيم مناوئ بشرط أن يتكفل هذا التنظيم بمحاربة المشروع القومي والعروبي من الداخل, فوجدت ضالتها في جماعة الاخوان التي كانت بمثابة عود طري فقامت بتقديم الدعم لها والسماح لافرادها بالتواجد والاقامة علي أراضيها. والواقع أنه يمكن لبعض الذين سحرتهم الشعارات الرنانة التي روجها الاخوان المسلمين خلال السنوات الماضية, أن يعودوا لقراءة التاريخ والبحث عن نشأة وتطور هذه الجماعة ومدي العلاقة الحميمة التي تربطها بالغرب خاصة بريطانيا والولايات المتحدة في الماضي والحاضر, وأوجز هنا الي هؤلاء بعض الحقائق المؤكدة حول علاقة الاخوان ومدي ارتباطها بالغرب: 1 بدأت جماعة الاخوان بالظهور علي الساحة البريطانية بصورة منظمة في بداية العام1963 الا أن أول اتصال وتنسيق بين بريطانيا والاخوان كان في العام1941 حسب ما اكده الصحفي البريطاني الشهير مارك كيتس. 2 تؤكد وثائق خاصة بالمخابرات البريطانية أن رئيس مكتب المخابرات البريطانية, في جينف كان له اتصالات مباشرة مع العديد من قيادات الإخوان المسلمين بسويسرا في إطار المحاولات الساعية لقلب نظام الحكم في مصر واغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. 3 في بدايات عام1953 تم عقد لقاءات مباشرة بين مسئولين بريطانيين وحسن الهضيبي مرشد الاخوان, وأكد ريتشارد ميتشيل المحلل الشهير لشئون الإخوان أن هدف اللقاءات كان دفع الإخوان للمشاركة في مفاوضات الجلاء البريطاني عن مصر, مع ضمان وقوفهم ضد جمال عبد الناصر. 4- قامت بريطانيا في العام1955 بالاتصال بعدد من قادة الاخوان المسلمين أثناء زيارتهم الملك فاروق في منفاه للتعاون مع بعضهم البعض للتخلص والقضاء علي جمال عبد الناصر. 5- في شهر أغسطس عام1956 ألقت السلطات المصرية القبض علي شبكة جاسوسية بريطانية مكونة من أربعة أفراد كانوا علي اتصال ببعض الطلاب المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين بهدف التشجيع علي القيام بأعمال تخريبية تمنح أوروبا مبررا للتدخل العسكري لحماية رعاياها. 6- في يونيو2005, قدم السفير ديرك بلونبلي مذكرة توضح بعض الأسباب التي تقف وراء حرص بريطانيا علي التواصل مع الإخوان لأن هذا التواصل من شأنه تزويد بريطانيا ببعض المعلومات المفيدة. 7- قيام ما يسمي ب الأب الروحي للاخوانالمدعو يوسف القرضاوي بلقاء عدد من المسئولين في بريطانيا اضافة الي اللقاءات والمحاضرات التي عقدها عبد الله بن بية احد اعضاء ومؤسسي ما يسمي بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب القرضاوي بوزارة الخارجية البريطانية. 8- وثيقة صادرة في سبتمبر1986, عن أولي الاتصالات بين السفارة الأمريكية بالقاهرة وجماعة الإخوان, تقول الوثيقة التي لخصها أحد دبلوماسيي السفارة في ثلاث نقاط بعد لقائه بعدد من قيادات الجماعة, إن الإخوان يرغبون في توثيق الاتصالات مع السفارة الأمريكية لتعزيز شرعيتهم السياسية, إلا أن الجماعة تخشي بطش الداخلية حال رصدها للتواصل مع السفارة, أما النقطة الأهم فهي رصد الدبلوماسي الأمريكي أن المرشد الأعلي الجديد للجماعة محمد حامد أبوالنصر لم يكن الحاكم الفعلي في التنظيم. وتضيف الوثيقة, ان المرشد حامد أبوالنصر يبدو مهزوزا وقليل الثقة في نفسه, وهناك عدد من القيادات الإخوانية ذات الصوت الأعلي في التنظيم أبرزهم نائبه مصطفي مشهور. 9- الوثيقة الصادرة في اغسطس1988 رصدت مراسلات وتقارير بين أحد صحفيي الإخوان والسفارة الأمريكية, كان أبرزها مراسلات الصحفي الذي وصفته الوثيقة أنه إخواني عبدالمنعم سالم, الوثيقة توضح ايضا أن أولي مراسلات سالم أعرب فيها عن غضب قيادات الجماعة لحملة اعتقالات الداخلية التي طالت أحد أبرز قياداتها في منطقة عين شمس, مضيفا, أن أعضاء الجماعة تلقوا أوامر من قيادتهم للابتعاد عن الجماعات الإسلامية الأخري. وتكشف الوثيقة عن لقاء سري آخر تم داخل السفارة الأمريكية مع المتحدث باسم الإخوان لدي ادعاء الأخير رغبته في استخراج تأشيرة أمريكية لإبعاد نظر الشرطة عن ملاحقته. 10- مطالبة قيادات الاخوان وعلي رأسهم مرسي ومحمد بديع من الغرب وخاصة امريكا بالتدخل العسكري في مصر مؤخرا. هذا جزء قليل من كثيرعن حقيقة ما يسمي ب الاخوان المسلمين الذين حاولوا وما يزالوا تقسيم البلاد من خلال تكفيرهم لافراد المجتمع كافة, اضافة الي قيامهم بشن الحملات ضد قوات الشرطة والتي تتم بمساندة كاملة من الاعلام القطري الفاسد, وهم الآن كما تم الكشف عنه عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة, قد قاموا بتشكيل عصابات مسلحة لشن هجمات علي الجيش والمؤسسات العامة والكنائس, بعد فشلهم في تثبيت حكمهم علي مصر, كما وعدتهم بذلك امريكا وبريطانيا.