كشفت الوثائق الأمريكية التي نشرها مؤخرا موقع «ويكيليكس»، عن «علاقات مبكرة بين جماعة الإخوان والولايات المتحدة»، بدأت باتصالات مع سفارتها بالقاهرة، وصفت فيها المرشد آنذاك بأنه «مهزوز»، معتبرة أن القائد الفعلي هو مصطفى مشهور. هذه الحلقة من العلاقات السرية بين الجماعة وواشنطن، جاءت في عدد من الوثائق المدموغة بخاتم «سري للغاية»، والموصوفة بأنها «موثوقة»، إذ تحدثت الوثيقة التي تحمل رقم 86CAIRO21221_a والصادرة في سبتمبر 1986، عن أولى الاتصالات بين السفارة الأمريكية بالقاهرة وجماعة الإخوان. تقول الوثيقة التي لخصها أحد دبلوماسي السفارة في ثلاث نقاط بعد لقائه بعدد من قيادات الجماعة، إن الإخوان يرغبون في توثيق الاتصالات مع السفارة الأمريكية لتعزيز شرعيتهم السياسية، إلا أن الجماعة تخشى بطش الداخلية حال رصدها للتواصل مع السفارة، أما النقطة الأهم فهي رصد الدبلوماسي الأمريكي أن المرشد الأعلى الجديد للجماعة محمد حامد أبوالنصر لم يكن الحاكم الفعلي في التنظيم. وتضيف الوثيقة، المرشد أبوالنصر يبدو "مهزوزا وقليل الثقة في نفسه، وهناك عدد من القيادات الإخوانية ذات الصوت الأعلى في التنظيم أبرزهم نائبه مصطفى مشهور". وعن اللقاء الأول، توضح الوثيقة أنه استغرق 20 دقيقة في أحد مقار مجلة «الدعوة» التابعة للإخوان (ممنوع صدورها)، بحضور الدبلوماسيين الأمريكيين لم تعرف مراكزهم الوظيفية «بولوف وبول فسن»، فيما كان أبرز حضور الإخوان المرشد ونائبه. أما عن الوثيقة الصادرة فى أغسطس 1988 التى حملت رقم 88CAIRO19680_a، فرصدت مراسلات وتقارير بين أحد صحفى الإخوان والسفارة الأمريكية، كان أبرزها مراسلات الصحفى الذى زعمت الوثيقة أنه إخوانى «عبدالمنعم سالم حبارة». الوثيقة توضح أن أولى مراسلات حبارة أعرب فيها عن غضب قيادات الجماعة لحملة اعتقالات الداخلية التى طالت أحد أبرز قياداتها فى منطقة عين شمس، مضيفا، أن أعضاء الجماعة تلقوا «أوامر» من قيادتهم للابتعاد عن الجماعات الإسلامية الأخرى. وتكشف الوثيقة عن لقاء سرى آخر تم داخل السفارة الأمريكية مع المتحدث باسم الإخوان لدى ادعاء الأخير رغبته فى استخراج تأشيرة أمريكية لإبعاد نظر الشرطة عن ملاحقته. وعن المراسلات التى تمت بين السفارة الأمريكية والإدارة فى واشنطن، صنفت الوثيقة التى تحمل رقم 91CAIRO12383_a، جماعات الإسلام السياسى فى مصر إلى فرعين، الأول المتمثل فى الإخوان المسلمين «حاملى لواء الاعتدال»، والثانى جماعة عمر عبدالرحمن وشركائه من «المتشددين». الوثيقة التى حملت عنوان «الشيوخ الكبار: جماعة الإخوان المسلمين والجناح المتشدد» أضافت، أنه على الرغم من المراجعات الفكرية التى أقرها الإخوان لنبذ العنف، فالكثير من المراقبين يعتبرونها أحد الحيل التى يقوم بها مصطفى مشهور رئيس الجهاز السرى ونائب المرشد للتعاون مع الحركات المتشددة للسيطرة عليهم وتوسيع نفوذه داخلهم. وتتابع الوثيقة أن مشهور يسعى للوصول إلى منصب المرشد من خلال إضعاف الرجل الثمانينى حامد أبوالنصر، متوقعة فى ذلك قرب الصراع على منصب المرشد مع مأمون الهضيبى. وفى وثيقة أخرى حملت رقم 06CAIRO6474_a، وصدرت فى عام 2006 تحدثت عن الرغبة الأمريكية فى معرفة القوانين الداخلية للجماعة لاختيار أعضاء مكتب الإرشاد المكون من 12 عضوا الذى كان معهودا فى السابق أنه يتم الاختيار لمدى الحياة إلى أن جاء المرشد السابق مهدى عاكف وعد بعض قوانين ولوائح الاختيار. الوثيقة كشفت أن السفارة الأمريكية لم تستطع إلى هذه اللحظة الحصول على توضيحات أكبر من خلال اتصالاتها بأعضاء من الجماعة حول كيفية اختيار مكتب الإرشاد.