لا أري مبررا للانزعاج من رد الفعل الامريكي والاوروبي واتباعهم في تركيا واذنابهم في قطر حول مايجري في مصر, بل اري ان هذا الموقف التآمري وفر لمصر فرصة فريدة لإعادة تقييم علاقتها مع هذه الدول علي اسس تحترم ارادة مصر واستقلال قرارها, بعد ان تكشفت العلاقة المشبوهه التي تربط الاخوان والامريكان وتستهدف النيل من الوطن, واستقراره, ومما يثير السخرية والدهشة ان تنتفض هذه الدول التي تدعي انها راعية الحريات وحقوق الانسان لمجرد قيام الدولة باجراءات قانونية ضد جماعات مسلحة تمارس الارهاب ضد المواطنين, وتقوم بعمليات حرق ونهب وتخريب للمنشآت العامة والكنائس, بينما امريكا انتفضت قبل شهرين عقب انفجار محدود في ماراثون بولاية بوسطن واغلقت المدينةولاحقت واعتقلت العشرات بل قتلت أحد الجناة اثناء ملاحقتها لما وصفتهم بالارهابيين, وفي لندن استخدمت الشرطة البريطانية القوة في فض الاعتصام الذي كان قبل عدة اشهر في وسط العاصمة, كما هاجمت القوات التركية اعتصام اسطنبول وقتلت عدة افراد, وهناك عشرات الوقائع التي تشهد علي ازدواجية هذه الدول. ومن المفارقات الغريبة ايضا ان يخرج علينا الرئيس الامريكي أوباما بخطاب ينتقد فيه فرض حالة الطوارئ ويعلن وقف المناورات العسكرية المشتركة مع مصر, متجاهلا ان مصر صاحبة ارادة, وان الجيش المصري يمتلك من القدرات العسكرية التي تجعلة يستغني عن هذا التعاون الذي يستفيد منه ايضا الجيش الامريكي, بل فاته ايضا ان الولاياتالمتحدةالامريكية هي التي طلبت هذه النوع من التعاون لاستفادة الجيش الامريكي من الخبرات المصرية العسكرية, وفاته ايضا ان هذه المناورة كانت تمثل عبئا علي مصر لأنه كان يتم استضافة بعض الدول في المنطقة مثل تركيا, كما نسي ايضا ان مصر في2010 ألغت هذه المناورة, واجلتها في عام2012, وهو ما يعني انها منذ2009 لم تجر والجيش مصري لم يضار في شيء, بل أن قدراته العسكرية واصلت تطورها وتصنيفه العالمي في قائمة أقوي الجيوش لم يتراجع. ويخطئ مستر أوباما اذا اعتقد ان الجيش المصري صاحب التاريخ, والانجازات العسكرية العالمية يمكن ان تؤثر فيه مناورة ويتمادي في جهله وخطئه اذا فكر في استخدام التعاون العسكري أداة ضغط او وسيلة ابتزاز لمصر او جيشها العظيم. مصر بإرادة شعبها سوف تنتصر علي الإرهاب الإخواني ومن يدعمه ويسانده, في الداخل والخارج, ولن تنجح أمريكا وحلفاؤها وأذنابها في إفشال ثورة الشعب الذي انتفض في يونيو ضد القهر والاستبداد.