لم تشهد أسوان يوما أسود مثل أمس، بعد أن اندلعت أحداث عنف غير مسبوقة بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الأمن بميدان الشهداء أسفرت عن مقتل شخصين بينما أصيب نحو 118 آخرين بإصابات بالغة الخطورة تراوحت مابين طلقات نارية وتعدي بالعصي والحجارة من بينهم 8 ضباط برتب مختلفة علي رأسهم اللواء عاطف شلبي نائب مدير الأمن و52 مجندا و85 من المؤيدين لمرسي، بالإضافة إلي ثلاثة صحفيين أثناء قيامهم بتغطية الأحداث. وبدأت أعمال الكر والفر بين الجانبين صباح أمس، عندما توجه عدد كبير من المعتصمين في اتجاه مبني الديوان العام المحافظة وأغلقوه وقاموا بالهتاف ضد الجيش والشرطة علي خلفية قيام وزارة الداخلية بفض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، حيث قام المتظاهرون بخلع الأرصفة المواجهة للديوان ورشق قوات الشرطة فيما تسلق البعض الواجهة وقاموا بتعليق صورة الرئيس المعزول وسط ترقب من قوات الأمن المرابطة بكورنيش النيل. تصاعد الموقف بشكل خطير بعد قيام أنصار المعزول بإطلاق الرصاص علي قوات الشرطة فردت عليهم القوات القنابل المسيلة للدموع علي محيط الديوان العام لتسفر الاشتباكات عن سقوط عدد كبير من المصابين مضرجين في دمائهم وسط حالة من الهرج والمرج سادت الميدان فيما ارتفعت ألسنة اللهب من بعض المنشات وتعرضت 8 سيارات شرطة للحرق وغطي الدخان الكثيف سماء المدينة. وقام المتظاهرون من مؤيدي مرسي بالتحفظ علي عدد من الضباط والجنود وجردوهم من أسلحتهم، ومنهم من أصيب إصابات خطيرة. وهرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلي مستشفيات المدينة حتى توقف الصراع بين الجانبين، بعد تراجع قوات الأمن خشية من سقوط ضحايا جدد. وكشفت المعلومات الأولية عن مقتل محمد أحمد أمين 28 عاما من مدينة كوم أمبو وعمر عصام عبدالرؤوف 21 عاما وإصابة 65 آخرين من مؤيدي مرسي بإصابات تتراوح مابين طلقات نارية وكسور واختناقات، من بينها حالتين خطيرتين، كما تم نقل حالة أخري خطيرة إلي مستشفي الدكتور مجدي يعقوب بعد إصابتها بطلق ناري في الصدر. وفي جانب الشرطة تم نقل 8 ضباط من بينهم حكمدار أسوان إلي مستشفي أسوان العسكري بالإضافة إلي 52 حالة أخري إلي مستشفي أسوان الجامعي من بينها حالة لعقيد بمديرية الأمن تصارع الموت واستقبلت مستشفي التأمين الصحي ثلاث حالات، تم علاج معظمها وخروجهم من المستشفيات. وفي نفس السياق تعرض 4 صحفيين بصحف الوطن والشروق والمصري اليوم ووكالة أنباء الشرق الأوسط بالتعدي البدني والاحتجاز أثناء قيامهم بتغطية الأحداث. وفيما ساد الهدوء الحذر محيط ميدان الشهداء عقب صلاة المغرب وحتى منتصف الليل. وأكد الدكتور حسن عبدالقادر مدير مستشفي أسوان الجامعي أنه تم التعامل مع جميع الحالات التي استقبلها المستشفي من خلال فريق جراحي كلية الطب والمستشفي، وتم إجراء 5 عمليات جراحية لتوصيل الأوردة ومتابعة جميع الحالات أولا بأول. رابط دائم :