شهد موسم الدراما الرمضانية هذا العام مجموعة من الأعمال الجاذبة للمشاهد والتي لعبت علي تيمات فنية جديدة من خلال النص والصورة, ومن ضمن تلك التيمات هو التشويق والالغاز والتي رأيناها في مسلسل اسم مؤقت بطولة يوسف الشريف, والذي لم يقتصر علي الاثارة فقط ولكن دمج المسلسل بين الاكشن والواقع الاجتماعي المصري والسياسي والغموض, وهذا ما نجح فيه مولف العمل محمد سليمان عبد المالك. فكونه خريج كلية الطب استطاع ان يقوم بتشريح المجتمع ليخرج لنا بهذا النص والذي يكشف عن كاتب مهموم بوضع البلد. وحول المسلسل وردود أفعاله كان هذا الحوار مع عبد المالك الذي استقر منذ عام2007 علي كتابة الدراما التلفزيونية والسينمائية. * استخدمت تيمة الغموض في اسم مؤقت ألا تعد هذه مغامرة منك؟ المسلسل به تشويق من خلال خط كشف الشخصيات كما أن به خط سياسي وخط اجتماعي بنكتشفه مع تاريخ الشخصية, فهو ليس مجرد حركة واكشن, لكن هناك خلفية سياسية, فهي مغامرة لكنها ليست الأولي من نوعها لكن هي أول مغامرة يكون فيها هذا الكم من الخطوط المختلفة, لأنه كان في العامين الماضين ارهاصات لهذا النوع من الدراما والتي تعد بصمة جيل مختلف يبحث عن شكل خاص به, لأن جيلي انصرف عن مشاهدة التليفزيون, ويبحث عن السينما الغربية التي تتمتع باداء عالي, لكن الحرفية في انك تقدم هذا النوع بشكل مصري, لا يكون الأداء غربيا ومقحم لذلك انا دائما في رحلة بحث عن نوع جديد يجذب الجمهور للتليفزيون, ورد الفعل عن المسلسل لم تأتي من الشباب فقط ولكن من ناس كبار وآباء وأمهات متابعين. * بالمسلسل خط سياسي لكن كيف تجنبت التناول السطحي للوضع بعد الثورة؟ البعد السياسي في الموضوع موجود ولكن اذا كان المؤلف مهموم أن يقدم اثارة أكثر من الواقع فهذا صعب لأن الواقع أسرع منا وأصبح فيه اثارة أكثر مما يمكن أن نتناوله في عمل دراما, كما أن هناك كواليس سياسية, لذلك تجنبت الحديث عن المظاهرات وغيرها لكن تناولت الانتخابات الرئاسية, وهذا كان مقصودا من وجهة نظري لأن كل الأعمال التي تناولت الثورة تناولت نفس الاطار الذي نراه باعينا علي الشاشة من مظاهرات وميادين, وبشكل سطحي, لكن اسم موقت كان محاولة ان اغوص بالمشاهد داخل الكواليس حتي لو بشكل خيالي, من خلال الانتخابات السياسية, والقوة التي تواجههم. * ربط عدد من المشاهدين بين الانتخابات الرئاسية بالمسلسل وبين شخصيات واقعية فما رأيك؟ بالفعل حدث اسقاط لأنه في النهاية هناك خططو كثيرة متماسة مع الواقع ومع اشخاص بعينها لكن أنا كمؤلف ليس لي علاقة لأن هذا شيء بين المشاهد والمسلسل لأني نقلت وجهة نظري عن الواقع بكل انفعالاتي وتركته في أيد المتلقي. * كيف تسعي لتقديم مثل هذه الأشكال الفنية للدراما التليفزيونية لمشاهد غير معتاد عليها؟ المسألة تحتاج اجتهاد وألا ننقل ما نراه في الغرب بالمسطرة والا نكون مبهورين بالشكل لكن المسألة هي ان نستعير العناصر اتي ينجذب لها المشاهد, وهذا يساعد في تطوير المادة التي تقدم علي التليفزيون, الذي توقف عن التطور منذ الثمانينيات وانا ضد هذا لأني اراه وسيط مطور الفكرة انك تشتغل من قلب ما يحدث في المجتمع والشخصيات تترسم من شكل نراه في الشارع كل يوم, فقطعنا خطوة بالمسلسل في تطوير الدراما بمجهود المخرج الذي رسم التفاصيل وفريق العمل كله. * هل واجهت اتهامات باقتباس العمل من اعمال اخري مثل عدد من المسلسلات هذا العام؟ بالفعل واجهت هذا لكن مع انتهاء العمل تأكد المشاهد ان المسلسل مختلف عن أي عمل آخر ولا توجد به شبهة اقتباس لكن هناك تشابه بين اعمال كثيرة قدمت خارج مصر وداخلها بسبب تشابه التيمات المستخدمة دراميا, لكن المشكلة ان الناس تستعجل في الحكم علي الأعمال فالاكشن ممكن أن يكون شبه أعمال كثيرة لكن يجب أن نقيم العمل ككل, والناس عندما رأت الحلقات الأخيرة عرفوا أنه مختلف, والسبب في هذا ان لدينا شكا اننا يمكن أن نقدم عملا ناجحا. * اتضح من اسم مؤقت و باب الخلق أننا امام كتب مهموم بالبلد فكيف عبرت عن واقعها؟ حاولت اترجم همي بالبلد علي قدر المستطاع لأن أحد وظائف الدراما الحقيقية هي أن تنقل هموم الناس وتكون مراية ليهم ومراية للواقع, ولكن ليس بشكل سطحي لكن محاولة تشريح للمجتمع وتغوص داخل الامة ولو لم توجد له دواء لكن علي الاقل تشخص الأمراض وتعرض المشاكل الحقيقية, وده امتداد لاساتذتنا الكبار مثل وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة. * وماذا عن ردود الأفعال حول اسم مؤقت؟ لم أتوقع التجاوب الرهيب من اعمار مختلفة مع المسلسل لأنه مغامرة علي مستوي الشكل والمضمون ولم أتوقع هذا الزخم لأنه غريب, ورغم أنه اتهم بالاقتباس في الأول من أعمال اخري لكنه مع الوقت اكتشفه اختلافه وسعيد بفكرة التجاوب, وهذا يشجعنا كجيل أننا نبحث علي أشكال جديدة وأكثر جنونا ونكسر القاعدة أن جمهور التليفزيون له طبيعه كلاسيكية.