بدأت المناظرة بين الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، والجنرال الإسرائيلي يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، بمصافحة بينهما في لحظة نادرة في تاريخ المملكة وإسرائيل برغم عدم وجود أي علاقات رسمية تربط بين البلدين. وقال روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي استضاف الحوار عن "الأمن والسلام في الشرق الأوسط"، في بداية اللقاء: "لقد قمنا باللحظة الرمزية المهمة في البداية، وهي المصافحة على المنصة، وشكرًا جزيلًا لكما على ذلك، واسمحوا لنا أن نبدأ". وأضاف: "إنه لمن دواعي سرورنا أن نستضيف هذا الحدث وما يحمله من طابع رمزي حيوي، ولكن لا أعتقد أن كل الجمهور قد حضر إلى هنا من أجل الرمزية فقط"، وتابع: "بل لأن هذين السيدين قد عملا لعقود في خدمة بلديهما في ظل اضطراب الشرق الأوسط، وأعتقد أنها فرصة للاستفادة من رؤيتهما حول القضايا المهمة التي نواجهها في الشرق الأوسط اليوم". قال الأمير، تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، إن المبادرة التي قدمتها بلاده للسلام هي الوصفة التي من خلالها سيتم التوصل إلى اتفاق، وذلك في مناظرة جمعته مع الجنرال الإسرائيلي، يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وأوضح الأمير تركي الفيصل في المناظرة التي نظمها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "نقطة أخرى نختلف عليها، وهو أمر أعتقد أن أمريكا يمكنها لعب دور فيه، من الواضح أنني لا اتفق مع الجنرال، وأعتقد أن مبادرة السلام العربية هي الوصفة التي يمكنها جمعنا سويًا، ولكن الجنرال يراها بطريقة مختلفة، فهو يريدنا أن نبدأ بالتعاون مع إسرائيل، ونسيان احتلال فلسطين والأمور الأخرى التي تتعلق بسير الحياة اليومية في فلسطين، سواء كانت توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية أو الحواجز العسكرية وغيرها." وأضاف الفيصل: "الجنرال يقول إن كل رؤساء الوزراء الإسرائيلية السابقين لم يتمكنوا من الوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين، الرئيس أبومازن وقف علنا أمام الرئيس الراحل ياسر عرفات وأمام الجميع وقال إن الانتفاضة الثانية كانت أمرًا خاطئًا، وأنه لا يوجد حل عسكري في المسألة مع الإسرائيليين، وأن علينا التفاوض مع الإسرائيليين، وعندما أصبح رئيسًا لفلسطين، وضعه أرييل شارون في وضع لا يمكنه فيه الرجوع إلى شعبه والقول بأنه توصل أو حقق أمرًا ما عبر التفاوض، سواء حول موضوع الحواجز أو المياه بالنسبة للضفة الغربية أو إطلاق سراح السجناء وتدمير المنازل وغيرها، وعليه لا يلام الفلسطينيون فقط في عدم التوصل إلى السلام، ولكن يلام أيضا القادة الإسرائيليون.." وكان الجنرال الإسرائيلي قد قال: "الوضع تغير الآن فيما يتعلق بالمبادرة التي قدمتها السعودية في العام 2002، هل ترون الآن أن الأسد يناقش مع إسرائيل؟ هل ترون اللبنانيين سيقومون بالتفاوض مع إسرائيل؟ اليوم العالم العربي مختلف، والدول التي تقف وراء الجامعة العربية اليوم مختلفة عما كانت عليه في العام 2002." وأضاف: "عوضًا عن الذهاب في الطريق ذاته مرارًا والذي لم يجدِ نفعًا في السابق، لنبني أمرًا في الشرق الأوسط بين الدول التي تجمعها مصالح مشتركة مثل محاربة التطرف الإسلامي، سواء كان من السنة أو الشيعة أو محاربة الإرهاب سواء كان داعش أو حزب الله." وتابع الجنرال قائلا: "أنا لا أقول للسعودية أو لأي دولة عربية أخرى انسوا المسألة الفلسطينية، على العكس، ولكن أنا اعتقد أن الحل هو بالتعاون مع إسرائيل عوضًا عن أن تملي عليها".