أكد السفير إيهاب بدوي، سفير مصر بباريس، أهمية زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس فرانسوا ولاند لمصر غدا الأحد ، وقال "إن الزيارة تجئ بعد أقل من عام على مشاركته -كضيف شرف- حفل افتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس الماضي. وهى تعكس العلاقات الإستراتيجية والمتميزة بين البلدين والحرص المشترك على تعزيز الشراكة الثنائية على كافة المستويات". وأضاف السفير -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن الزيارة تأتي فى إطار التعاون والتشاور الوثيق بين مصر وفرنسا بشأن مجمل قضايا الشرق الأوسط لاسيما الأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن. وأشار بدوي إلى مساعي فرنسا لعقد مؤتمر دولي بحلول الصيف لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وإلى دعم مصر الكامل لكل جهد من شأنه تحريك القضية الفلسطينية لتحقيق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني وإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين. كما لفت إلى التطابق في وجهات النظر بين مصر وفرنسا حول الحاجة الطارئة لتضافر الجهود لمكافحة الاٍرهاب في ظل القلق المتزايد من تنامي هذه الظاهرة ومن الخطر الذي تمثله لا سيما في الشرق الأوسط و أوروبا. وأشاد سفير مصر بباريس بالتعاون الأمني و العسكري بين البلدين، مشيرا إلى إدراك فرنسا لأن استقرار مصر وأمنها يعد دعامة لأمن دول حوض البحر المتوسط والاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا التي شهدت خلال العام الماضي حوادث إرهابية مروعة. وعلى جانب آخر، قال السفير المصري " إن زيارة الرئيس الفرنسي ستشهد تدعيم العلاقات الاقتصادية و التجارية بين البلدين، فضلا عن التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات في قطاعات متنوعة و ذلك في إطار الشق الاقتصادي للمباحثات المصرية الفرنسية و الذي سيتضمن لقاءات بين الوزراء المعنيين و رجال الأعمال الفرنسيين و المصريين"، وأوضح أن الاتفاقيات ستشمل مجالات عدة منها النقل الحضري والطاقة المتجددة والتدريب المهني والحماية الاجتماعية والسياحة والصرف الصحي وتوليد الكهرباء. و لفت السفير إيهاب بدوي الى الروابط الاقتصادية القوية بين مصر وفرنسا والتي شهدت دفعة قوية خلال الأشهر ال18 الأخيرة، فضلًا عن زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إذ إن فرنسا تعتبر المورد الخامس وتعد أيضًا خامس أكبرمستثمر أجنبي في مصر، حيث تناهزاستثماراتها 3.5 مليار يورو ..كما تعد مصر المورد الأول لفرنسا في الشرق الأوسط و توفر %48 من الواردات الفرنسية من المنطقة. وأشار إلى أن 152 شركة فرنسية تعمل في مصر وتوظف 33 ألف شخص، مضيفًا أن المبادلات التجارية بين مصر و فرنسا زادت بواقع %2.8 في 2014 لتصل إلى 2.61 مليار يورو ما يجعل فرنسا الشريك التجاري التاسع لمصر. وعلى جانب آخر، أكد السفير إيهاب بدوي على أهمية التعاون و التبادل الثقافي المصري الفرنسي، والذى يمثل حجر الزاوية فى العلاقات المصرية الفرنسية، وعلى حرص البلدين على تنمية و تعزيز هذا الجانب التاريخي من العلاقات الثنائية من خلال التوقيع على اتفاقات تعاون بين عدد من المؤسسات الدولة المصرية ووزاره الثقافة الفرنسية ومعهد العالم العربي بباريس الذي يعد جسرًا ثقافيًا حقيقيًا بين فرنسا و العالم العربي. وفي ختام تصريحه، توقع سفير مصر بفرنسا، أن تساهم زيارة الرئيس فرانسوا أولاند الى مصر في تحقيق المزيد من التقارب بين باريس والقاهرة في ضوء العلاقات الوثيقة و المتميزة بين البلدين على المستويين الرسمي و الشعبي. ويرافق الرئيس الفرنسي في زيارته لمصر -التي تعد المحطة الثانية من جولة في المنطقة تشمل أيضًا لبنان والاْردن- وفد كبير يضم وزيري الدفاع جون ايف لودريان والثقافة والإعلام اودري أزولاي و رئيس معهد العالم العربي جاك لانج بالإضافة إلى عدد من البرلمانيين والشخصيات الثقافية ورجال الأعمال وأصحاب الشركات الفرنسيين.