انتقد الدكتور فاروق الباز، عضو المجلس الاستشاري لعلماء مصر، توقيت الإعلان عن ضم جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية. وووصف الباز، في لقاء له بمؤسسة "الأهرام"، اليوم الخميس، توقيت الإعلان عن ضم الجزيرتين للسعودية ب"الغباء السياسي"، مؤكدًا أحقية المملكة العربية السعودية في ضم الجزيرتين، طبقًا للتاريخ والحدود السياسية والجيولوجيا. وأوضح الباز أن سبب خطأ توقيت الإعلان هو أن الشعب السعودي سيقول إن المملكة تعطي المساعدات في سبيل ضم قطعة أرض جديدة لحدودها، وأن المصريين سيقولون إن السعودية تساعدنا اقتصاديًا وسياسيًا بسبب الجزيرتين. وأكد عالم الجيولوجيا أن رئيسنا لا يمكن أن يبيع الأرض، لأنه "ضابط جيش"، منتقدًا من شك في أي وقت أن "الجيش أو الرئيس الذي ينتمي للمؤسسة العسكرية يمكن أن يفرطوا في أي جزء من الوطن"، قائلًا: "تبقى مصيبة لو فكرنا إن في ضابط جيش يتقبل التفريط في جزء من وطننا". وقال: إن الأزمة حدثت بسبب "الجهل" وأن الشعب لا يعرف ملكية الجزيرتين تاريخيًا، مؤكدًا أن الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية طلب من الملك فاروق بعد حرب فلسطين ونكبة 1948 أن تتولى مصر الدفاع عن تلك الجزر بسبب عدم وجود قوات بحرية سعودية في ذلك الوقت. واتفق الباز مع أحد الشباب الذين حضروا اللقاء حول نقطة عدم مشاركة الرئيس السيسي الحديث في لقائه أمس مع ممثلي المجتمع، متعجبًا من سبب دعوتهم إلى هذا اللقاء إذا لم يتحدثوا، مضيفًا بأن الرئيس إذا أراد أن يتحدث للشعب فقط ليوضح جوانب بعض الأمور كان يلقي خطابًا مدته أقل من نصف ساعة أو يظهر مع أحد الإعلاميين لمدة ساعة على الأكثر، أفضل من لقاء ممثلي المجتمع لأكثر من ساعتين دون أن يتحدث أحد غيره. وأوضح عضو المجلس الاستشاري لعلماء مصر أن حديث الرئيس السيسي كان مفيدًا لأنه شرح موضوع الجزيرتين والمفاوضات التي حدثت مع الجانب السعودي في السنوات الأخيرة. وحول الجسر المزمع إنشاؤه بين مصر والسعودية، يرى الباز أنه غير مُجدٍ ولا فائدة منه، موضحًا أن سبب عدم فائدته هو أن من الناحية الجيولوجية معروف أن الجزيرة العربية تتحرك شرقًا، وذلك يمثل خطورة على الجسر، وأيضًا غيد مُجدٍ اقتصاديًا -بحسب حديث الباز- لأن السائح الغني لن يأتي عن طريق البر ولا أحد في بلد غير السعودية مثل دبي أو غيرها سيسافر كل هذه المسافة بالسيارة بسبب طول الرحلة وإرهاقها، أما بالنسبة لحركة التجارة فهو أيضآغيرمفيد، وكان علينا أن نتفق على تطوير موانى البحر الأحمر من السويس حتى مرسى علم بأموال بناء ذلك الجسر. وحول المعارضة والهجوم من جانب الشباب أو الإعلام ضد النظام والحكومة، قال الباز إنه لابد أن نترك أي أحد يتكلم سواء إعلاما أو شبابا لأننا مش خايفين من حاجة، إحنا أقوياء ومش ضعاف علشان نخاف من كلمتين ولا حاجة، اللي يخاف هو المهزوز، مضيفًا "وكمان لو معبرنهمش يبقى الضجيج دا وكلامهم هيقل". وأضاف: "لازم ولا نحبس ولا نقفل ولا نمنع ولا نعلق أي حاجة". وحول إصلاح التعليم، كشف الباز عن أن الدولة اجتمعت مع عدد من الدول مثل كوريا واليابان وغيرهما، وكان أصعبها كوريا لأنهم كانوا معدمين على كافة المستويات خاصة التعليم، وقالوا إنهم صرفوا كل أموالهم على التعليم ووضعوا خطة لمدة 7 سنوات، ولكنها نُفذت خلال 11 سنة، ولم ينزعج أحد في البلد لأن أولادهم كانوا يتعلمون خلال تلك الفترة، رغم أنهم لم يقوموا بتطوير أو تحسين أو إصلاح البنية التحتية خلال فترة تطوير التعليم. وقال: "أكيد مش هنكون عايزين تعليمنا أحسن من أمريكا وإحنا لسه مش عاملين خطة للتطوير"، مضيفًا "إحنا نقدر نعمل نظام تعليمي ملوش مثيل وأحسن من أي بلد بس نبدأ ونضع خطة صح والناس تقف معاك، لأننا أحفاد الفراعنة". أدارت الندوة الصحفية سحر عبد الرحمن، بحضور مدير تحرير الأهرام أنور عبداللطيف، ونائب رئيس التحرير عبد العظيم الباسل.