التقى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى البحرينى، حيث بحث الجانبان مجمل علاقات التعاون المصرى– البحرينى، خاصة فى مجال التشريعات. من جانبه، ثمن رئيس مجلس الشورى البحرينى الموقف الأخوي الداعم والمؤيد الذي عبرت عنه مصر تجاه البدء بحوار التوافق الوطني بالمملكة، والذى دعا له الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ليشمل كل قوى المجتمع البحريني، مشيدا في الوقت ذاته بما عبرت عنه مصر من رفض قاطع لأي تدخل خارجي في الشئون الداخلية للمملكة وأي مساس باستقلالها واستقرارها، من شأنه إثارة النعرات الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، حيث يأتي هذا الموقف ترجمةً لعمق علاقات التعاون والصداقة الأخوية الوطيدة بين البلدين. أبدى رئيس مجلس الشورى ترحيبه الكبير بزيارة شرف والوفد المرافق له والتي تأتي كحلقة من حلقات تعزيز التعاون القائم بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة، حيث تم خلال اللقاء استعراض الأحداث التي مر بها البلدان خلال الفترة الماضية والخطوات التي أسهمت في إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعهما، كما تناول اللقاء سبل دعم وتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة على صعيد العلاقات البرلمانية، كما تم التطرق خلال اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية موضع الاهتمام المشترك. أكد رئيس مجلس الشورى خلال اللقاء، ما حظيت به دعوة الملك لحوار التوافق الوطني وكذلك توجيهات جلالته بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق من ترحيب إقليمي وعالمي واسع، عكس ثقة هذه الدول بالإصلاحات التي شهدتها المملكة على مدار العشر سنوات الماضية من العهد الإصلاحي، مشيرا إلى أن الخطوات المتخذة في الوقت الراهن تأتي من أجل مواصلة البناء على هذه الإصلاحات والمضي قدما في تحقيق المزيد من الانجازات والمكتسبات للمملكة والمواطن على حد سواء، مؤكدا في هذا الإطار أن مملكة البحرين قادرة - بمشيئة الله - وبفضل حكمة قيادتها الرشيدة وتلاحم شعبها من تجاوز ما مرت به من تحديات وأوضاع متوترة، وتحقيق مستقبل مشرق للجميع يقوم على الأمن والاستقرار المستديم. أوضح رئيس مجلس الشورى أن حوار التوافق الوطني في ظل مشاركة جميع ممثلي القوى الوطنية يعد الطريق الصحيح لطرح جميع القضايا للنقاش والبحث على طاولة واحدة بهدف تقريب وجهات النظر والرؤى بشأنها، حيث يعد الخروج بتوافق عبر هذا الحوار ولو في البعض من هذه القضايا، مكسبا كبيرا على صعيد الإصلاح السياسي والتطور الديمقراطي بالمملكة، لافتا إلى أن جميع المرئيات ستطرح بعد إحالتها لجلالة الملك أمام المؤسسة التشريعية وستحظى بدورها بالكثير من البحث والنقاش الموسع من جانب ممثلي الشعب، من أجل العمل على وضع ما يمكن منها في إطاره القانوني الصحيح لتأخذ مكانها بين التشريعات الوطنية المعمول بها. واعتبر أن المواقف الداعمة التي عبر عنها الكثير من الدول الشقيقة والصديقة تجاه حوار التوافق الوطني بالمملكة هيأت الأجواء الإيجابية المناسبة ومنحتنا الكثير من التفاؤل تجاه النتائج التي سيخرج بها هذا الحوار، والتي ستصب جميعها بلا شك تجاه تلبية تطلعات وآمال المجتمع البحريني بجميع مكوناته، معربا معاليه عن تقديره الكبير للموقف المصري بشكل خاص لما تشكله جمهورية مصر العربية من عمق إستراتيجي للمنطقة العربية ككل، متمنيا لمصر وشعبها دوام الأمن والاستقرار وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار بما يلبي تطلعات وآمال الشعب المصري. من جهته، أشاد الدكتور عصام شرف بما تشهده مملكة البحرين من نهضة ديمقراطية وتنمية حضارية، كما أشاد بمبادرة حوار التوافق الوطني التي طرحها عاهل البلاد، وتوجيهات جلالته بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، حيث رأى في ذلك رغبة صادقة لتخطي المرحلة الماضية والتطلع لمرحلة جديدة يسودها التوافق والتآلف المجتمعي، معربا عن عظيم تمنياته بأن يحقق حوار التوافق الوطني نتائجه المرجوة وأن تتخطى المملكة بفضل هذه الإجراءات، التحديات التي مرت بها، مثمنا في الوقت ذاته المبادرات الطيبة التي لمسها خلال هذه الزيارة تجاه تحقيق المزيد من المكاسب التي تخدم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، متمنيا أن ينعم الله على المملكة بدوام الأمن والأمان والاستقرار.