في قضية ازدراء الأديان يحاول البعض خلط الأوراق، بين النصوص القطعية في الأديان، والتي لا يمكن تأويلها أو الاجتهاد فيها، ومسائل خلافية يمكن تبادل الرأي حولها، وللأسف الشديد فإنهم يسمون ذلك ابداعًا! بل وذهب البعض إلى المطالبة بإلغاء المواد الخاصة بازدراء الأديان من قانون العقوبات. وإذا كنا نثور لمجرد ظهور رسم كاريكاتيري في صحيفة أجنبية نراه ماسًا بالإسلام مثلا، فهل يعقل السكوت والتجاوز عن كلام يمس العقيدة الإسلامية ذاتها، ويمس شعيرة من شعائر الإسلام، باسم الإبداع، فأى إبداع هذا؟.. إن بعض وسائل الإعلام تساهم في تأجيج الخلافات باستضافة فنانين يتحدثون في مسائل دينية، وتطلق عليها "مناظرات"، إذ لا يعقل أبدًا أن يكون الدين مجالًا لفرض الآراء، واعتبار الدفاع عنه، عودة لعصور التفتيش في القرون الوسطى، فمن المهم حماية العقائد من المشككين فيها والمتطاولين على صحيح الدين. وتنص المادة 98 من قانون العقوبات المصري (المشهورة بقانون ازدراء الأديان) على أنه "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تتجاوز خمس سنوات، أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه، ولا تتجاوز ألف جنيه، كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى، لأفكار متطرفة، بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية، أو الطوائف الدينية المنتمية إليها، أو الإضرار بالوحدة الوطنية". ولا بد من وجود نصوص قانونية تحمي الدين الإسلامي ورموزه كالصحابة والأنبياء، وتمنع التعرض لهم بأي انتقاص، فما ذكرته فاطمة ناعوت عن الأضاحي يمس شعيرة من شعائر الحج أحد أركان الإسلام، ولا مجال فيها للرأي والإبداع.