تشهد دول الخليج نشاطا عسكريا غير مسبوق في تاريخها، فبالإضافة إلى حرب اليمن الذي تشارك فيها دول مجلس التعاون الخليجي، و"تحالف الدول الإسلامية" ضد الإرهاب بقيادة السعودية. فقد نفذت هذه الدول خلال شهر واحد 5 مناورات وتدريبات هي "رعد الشمال، اتحاد 18 البحري، علم الصحراء، صقر الجزيرة، أمن الخليج العربي 1" ما أدى إلى استنزاف مخزون هذه الدول من السلاح. جاء ذلك في تقرير نشر الأسبوع الماضي في صحيفة "أخبار الدفاع" Defence News الأسبوعية الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية والتكنولوجيا. وقال ديفيد مكيبي، المتحدث باسم مكتب وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية والعسكرية، إن مجمل مشتريات دول مجلس التعاون الخليجي ال 6 من السلاح الأمريكي وصل إلى 33 مليار دولار خلال الأشهر ال 11 الماضية. وقد بدأت دول الخليج حسب الصحيفة الأمريكية تتلقي هذه الأسلحة منذ مايو 2015. وشملت مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى هذه الدول مجالات "القدرات الصاروخية البالستية، والدفاع والمروحيات الهجومية وفرقاطات متطورة وصواريخ مضادة للدروع"، بالإضافة إلى 4500 ذخيرة دقيقة التوجيه لم يذكر نوعها. وتنتظر الكويتوقطر موافقة الولاياتالمتحدة لشراء 40 طائرة من نوع F/A-18 سوبر هورنيت، و72 طائرة من نوع F-15 إلى قطر. وجاء في صحيفة " أخبار الدفاع " الأمريكية، أن المحادثات حول الصفقتين مستمرة منذ عامين دون أن تؤدي إلى نتيجة، مما دفع بعض أعضاء الكونغرس إلى التساؤل عما إذا كانت إدارة باراك أوباما تسعى إلى تعطيلهما. في المقابل، تعتقد مصادر كويتية وقطرية "أن إسرائيل تعرقل تلك الصفقات"، حسب الصحيفة، وتدعم هذا الاعتقاد تسريبات تؤكد أن حكومة بنيامين نتنياهو تبدي مخاوفها بشأن مبيعات الأسلحة لدول الخليج العربية، وخاصة مبيعات صفقة إف 15 لقطر"، علما أن ديفيد مكيبي قال، "لن يتم الموافقة على صفقة بيع أسلحة قد تضرر بالتفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة". وأوضحت الصحيفة، أن قطر تعد أكبر مشتر للمعدات العسكرية الأمريكية في عام 2014، منها مروحيات متطورة كمروحيات الأباتشي وأنظمة الدفاع الصاروخي "باتريوت" وصواريخ "جافلين" بقيمة 10 مليارات دولار. وحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فإن تلك المبيعات من الأسلحة جاءت تماشياً مع الالتزامات والقرارات التي اتخذت أثناء قمة كامب ديفيد في مايو 2015 بين الولاياتالمتحدة ودول الخليج.