بعد يوم عصيب وقلق وتوتر دامٍ لسبع ساعات داخل الطائرة المصرية كشفت المضيفة ياسمين طارق أحد أفراد طاقم الطائرة فى حوار حصرى ل"بوابة الأهرام" تفاصيل ومفاجآت ساعات الرعب والقلق حتى تم إنهاء الأزمة. فى البداية قالت ياسمين: فى صباح هذا اليوم حزمت أمتعتى متوجهة إلى عملى بالمطار ولم أكن أتخيل للحظة أن ذلك سيحدث معى. صعدت إلى الطائرة برفقة زملائى ووقفت أمام الباب لاستقبال الركاب كما نفعل عادة ولم أكن أعلم ان أحد هؤلاء الركاب سوف يكون سببا فى بث الرعب إلى قلبى خوفا على بقية الركاب. صعد جميع الركاب وأغلقت الأبواب وتوجهت إلى ممر الطائرة للاطمئنان أن جميع الركاب فى مقاعدهم وتم ربط أحزمتهم فلاحظت عندما نظرت بتفحص نهاية الممر أن أحد الركاب الجالس بالكرسى الثالث من الجهة الخلفية تبدو عليه علامات القلق والتوتر وكان يلتفت يمينا وشمالا ويتفحص وجوه الركاب.. فطلبت منه الهدوء وسألته: هل هذه المرة الأولى التى تستقل فيها طائرة فقال لا.. ثم توجهت إلى الكرسى المخصص لها للاستعداد للإقلاع. وما لبث أن أقلعت الطائرة حتى انتفض "سيف الدين مصطفى" من على مقعده وفتح الجاكت مهددا أنه سيفجر الطائرة وعلى الفور تعالت صرخات الركاب وأطفالهم فحاولنا أنا وزملائى تهدئته وسألناه عن مطالبه فأخرج لنا ورقة وأمرنا بتوجيهها إلى كابتن الطائرة وكان مكتوبا بها أن يتوجه إلى مطار تركيا أو أثينا أو قبرص. على الفور قام كابتن الطائرة بإخبار برج المراقبة بتعرضهم للاختطاف من قبل أحد الركاب وأنه هدد بتفجير الطائرة إذا لم يتم تغيير وجهتنا من القاهرة إلى قبرص، تم إبلاغ إدارة الأزمات والسلطات المصرية لاحتواء الموقف والتى قامت بدورها بالتواصل مع السلطات القبرصية للسماح لنا بالهبوط فى مطار لارناكا القبرصى. حاولنا تهدئته وقلت له اجلس مكانك واحنا هنعملك اللى انت عايزه.. وعندما وصلنا إلى قبرص قال إنه عايز السلطات المصرية تفرج عن 63 فتاة تم حبسهن بالسجون المصرية وطالب باحضار أحد أفراد الاتحاد الأوروبى للتفاوض معه بالإضافة الى مترجمة قبرصية تدعى مارينا وبالفعل أبلغنا السلطات المسئولة. وبعد مرور ساعة تقريبا توجهت إليه قائلة: "مش حضرتك عايز تفرج عن الفتيات اللى فى السجون "فرد بنعم.. فقلت: طب إيه رأيك ننزل السيدات اللى هنا فى الطيارة ففكر لبرهة ثم وافق فقمنا بإنزالهن، وبعد مرور ساعة أخرى طالب بجوازات سفر الأجانب الموجودين على الطائرة وكانو 21 راكبا من المصريين المجنسين "الحاملين لجنسيات أخرى" إيطالية وهولندية وبريطانية واسكتلندية "فقمنا باستغلال الفرصة وطالبناه بالسماح لنا بإنزال غير الأجانب فوافق ثم تبقى فريق الطائرة وثلاثة مصريين يحملون الجنسية البريطانية. كان زميلنا حازم ناجى يحاول إبعادنا أنا ونهال البرقوقى ونيرة عاطف وهما مضيفتان بالطائرة تحسبا لتهور الخاطف فى أى لحظة.. وبالفعل بدأ سيف الدين مصطفى خاطف الطائرة فى الصراخ قائلا: "احنا بقالنا كتير واقفين ولم يأت مفوض الاتحاد الأوروبى ولم تأت المترجمة.. اقفلوا الطيارة وودونى تركيا والا هفجر نفسى". فخرج عمرو الجمال "كابتن طيار" من كابينة القيادة وأخبره بأن الوقود ليس كافيا للتحرك إلى أى بلد آخر وفى هذه اللحظة فكرنا فى حيلة لإجباره على دخول "الحمام" وعرضنا عليه بعض المشروبات فوافق ثم حاولت تقديم المزيد له من الشاى والعصائر خلال النقاش معه وبعد فترة وجيزة طلب دخول الحمام وأغلق الباب خلفه وحينها جاء الوقت المناسب ونزلنا جميعًا ولم يتبق سوى زميلنا حمد قداح "مساعد طيار" الذى كان متواجدًا داخل كابينة القيادة فأسرع هو الآخر بالقفز من الشباك بعد أن علم أن الرجل فى الحمام ولم يره. واضافت ياسمين قائلة: الجهات الأمنية اللى متابعة معانا كانوا بيقولولنا حاولوا تكسبوا وقت فتحدثت معه عن تفاصيل حياته وعرفت انه استاذ تاريخ وعنده شركة توريد مواد غذائية ولديه ثلاث بنات وولد وعلى خلافات مع زوجته القبرصية. فدخل حسام أسامة "رئيس طاقم الطائرة" فى الحوار وقال له: "احنا ممكن نكلم السلطات القبرصية ليعطوك حق اللجوء السياسى لتبقى آمنا ومحدش يمسكك لو سلمت نفسك.. ولكنه اخبرنا انه مطرود من قبرص من قبل السلطات القبرصية لنكتشف بعد ذلك أن المترجمة القبرصية التى كان يطالب باحضارها هى زوجته مارينا. وعن لحظة خروجهم من الطائرة قالت ياسمين: "عندما خرجنا من باب الطائرة وجدنا الكوماندوز "القبرصى "شالونا " كلنا وجروا تحسبا فى أنه إذا خرج من الحمام ولم يجد أحدا هيفجر الطيارة لأنه كان عصبيًا ومتهورًا. وعن اكتشاف أن الحزام ليس ناسفًا وإنما مجرد حيلة رخيصة من الخاطف أوضحت ياسمين "لم نشك للحظة أنه حزام مزيف كان عبارة عن خمس عبوات واحدة منهم تضيئ باستمرار دون توقف وكانت هذه العبوات أسطوانية كالديناميت "لذا لم نشك للحظة".