قبل أن يشارك في ندوة عن عمر الشريف مساء اليوم الأحد بمكتبة مصر تجول الممثل الأمريكي داني جلوفر في معبد الأقصر، ثم عقد مؤتمرًا صحفيًا أمام واجهة المعبد، في زيارته الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية. النجم الأمريكي أبدى فخره بالمعبد المهيب مؤكدًا: "كلنا أفارقة"، واصفًا الآثار المصرية القديمة "الفرعونية" بأنها "رمز للإبداع" وأنها تمنحه خيالاً خاصًا، فحين استيقظ تخيل زوجته ملكة أمام نيل الأقصر، تستقل أحد المراكب الفرعونية. وكانت زوجته قد صحبته في زيارته السابقة إلى الأقصر قبل عامين. وانتهى جلوفر من تصوير فيلم جديد في بلغاريا، وجاء على الفور إلى الأقصر للمشاركة في المهرجان الذي افتتح الخميس الماضي، وقال إن الفيلم الجديد يتناول علاقة الإنسان بالحضارة، "ولا بد أن نحافظ على التاريخ والتراث لأن الأرض كوكب هش"، ولكن بعض الصراعات والحروب أدت إلى تدمير الكثير من الآثار وما تركته الحضارات، وعلينا أن نتحلى بقدر الإنسانية يحد من جنون الحروب. جلوفر من الوجوه المألوفة في الأقصر، وصار صديقا للمهرجان مع المخرج الإثيوبي الكبير هايلي جريما الذي يتطوع سنويا بالإشراف على ورشة لتدريب شباب السينمائيين الأفارقة على فنون الكتابة والتصوير والإخراج. وقال جلوفر في المؤتمر الذي حضره سيد فؤاد رئيس المهرجان وعزة الحسني مديرة المهرجان وتولى الترجمة شريف عوض إن هايلي جريما "صديقي وهو مخرج ذكي، يعنى في أفلامه بالإنسان"، وإنه يترجم التاريخ الإثيوبي بمهارة في أفلامه، وينتمي إلى مدرسة تناقش القضايا الإنسانية بشكل فلسفي عميق. وعن مدى استعداده للمشاركة في فيلم عن مصر أو في عمل مشترك قال إنه يتمنى أن يتاح له ذلك لو توفر سيناريو يصلح لعمل "فيلم له بعد إنساني"، مضيفا أن التمويل الأجنبي يفرض أحيانا "نوعا معينا من القضايا التي يفضل أن تعالجها الأفلام الممولة.. ويجب أن يكون لدى السينمائيين وعي مجتمعي لتقديم المشكلات بحرية"، واثنى على فيلم "المهاجر" ليوسف شاهين قائلا إنه "قدم قصة النبي يوسف بوجهة نظر عربية وقدم أيضا في فيلم "المصير" التطرف الديني وجذوره وكان سباقا إلى مناقشة هذا الأمر بما تميز به من خيال." وأبدى إعجابه بعمر الشريف قائلا إنه منذ وقت مبكر وقبل أن يعمل بالتمثيل كان يحرص على مشاهدة أفلام الشريف الذي جاء من مصر وهي الدولة ذات التاريخ الكبير في صناعة السينما، وأنه صار نجما منذ فيلمه "دكتور زيفاجو" وقدم بعده عددا من الأفلام البارزة في أكثر من دولة. أما ندوة عمر الشريف بمكتبة مصر فشارك فيها جلوفر والفنان محمود حميده والناقد علي أبو شادي بمناسبة إصدار المهرجان لكتاب "عمر الشريف في عيون الدنيا"، والذي يضم عددا كبيرا من المقالات التي نشرت بنحو عشر لغات عن النجم المصري بعد رحيله العام الماضي.